
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَــرَّ جُنـحٌ مِـنَ الظَلامِ وَقَلـبي
لَـم يَـزَل يَسـتَمِرُّ فـي خَفَقانِه
وَهفـا النَومُ عَن جُفوني فَروحي
فـي وُجودٍ ضَلَّ الهدى عَن مَكانه
أَنــا فـي مُخـدعٍ تَكـادُ لَآهـا
تـي تَسـيلُ الدُموعُ من جدرانِه
ضـَيِّقٍ مُظلِـمٍ فَلَـو أَقبَـلَ النو
رُ إِلَيــهِ لخـافَ لَـونَ دهـانِه
وَأَمـامي القَندنيل يَلمَعُ نوراً
فَإِخـالُ الجَحيـمَ فـي لَمَعـانِه
وَأَراهُ يســآلني عَــن شـُجوني
لَـو حبـاهُ الإِلـهُ نطـقَ لِسانِه
يشـعُر القَلـبُ مـن دَمي بِدَبيبٍ
كَـدَبيبِ البُركـانِ فـي هَيَجانِه
وَأَرى بَيــنَ إِصــبَعيَّ لفافــاً
تَتَلاشــى أَعمارُنــا كَــدُخانه
ســاهِرٌ فــي كَـآبَتي وَحَبيـبي
بِســَلامٍ يَنــام عــن أَشـجانِه
فَبنـان الرقـاد تسـكبُ سـِحراً
وَتُــذيبُ الأَحلامَ فــي أَجفـانِه
أَنصـفَ اللَيلُ ما لِقَلبي يُناجي
فـي سـُكون الـدُجى هَوى سكّانِه
مســَّهُ عـارِضُ الجنـونِ فَلَـولا
أَضـلُعي لاِسـتَطارَ عـن جُثمـانِه
أَسـمَعُ اللَيلَ في الفَضاءِ يُغَنّي
وَحَفيــفُ الأَوراقِ مِـن أَلحـانِه
تِلـكَ أُنشـودَةُ الحَيـاةِ يُغَنّـي
هـا لِسـانُ الدُجى عَلى عيدانِه
وَأَرى ظُلمَــةَ الدَجنَّــةِ إِبلـي
سـاً نجـومُ الفَضاءِ من أَعوانِه
مـوكبُ مـن عـرائِس الجِنِّ يَمشي
لِلِقـاءِ الشـَيطانِ فـي إِيوانِه
هُـم يَقولـونَ مـا بِـهِ وَهـواه
حسـبُما يَبتَغـي وَطـوعُ بنـانه
حيـنَ نـادى جَنـانُه رحمَةَ الحُ
بِّ اِسـتَجابَ الهَوى نِداءَ جَنانِه
إِي وَلكِـن لَـو يُـدرِكونَ أُموراً
قَـد رماها الفُؤاد في كِتمانِه
لَـو هُـمُ يَعلَمـونَ ماذا يُقاسي
عاشــِقٌ يسـتَجيرُ فـي لبنـانِه
لَو دَرَوا أَنَّ في الطَبيعَة عَدلاً
قَطــع الظُلـمُ كَفَّتَـي ميزانِـه
لاِسـتَباحوا كُفرانَـه وَاِستَحَلّوا
أَن يَظَـلَّ الحَزيـنُ فـي كُفرانِه
رَبِّ عَفـواً لَقَـد فَقَـدتُ شـُعوري
فَشــُعوري يَهيـمُ فـي تيهـانِه
كُـن شـَفيقاً عَلَيَّ وَاِرحَم فُؤادي
إِذ تَـراهُ قَـد ضـَلَّ عَن إيمانِه
إِنَّ قَلــبي مَـأوىً لكُـلِّ عَـذابٍ
قَـد أَواهُ الضَنا بِلا اِستِئذانِه
فَكَـأَنّي وُجِـدتُ فـي الكَون حَتّى
أَشـربَ الكَـأسَ مِن يَدي شيطانِه
يا صَديقي إِن شِئتَ تِبيانَ قَلبي
فَجَـبيني يَنبيـك عَـن تبيـانِه
رَسـم القَلـبُ طيفَه فيهِ فَاِنظُر
يَعرفـون الكِتـاب مـن عُنوانه
يـا صَديقي أُنظُر لِبُستانِ عُمري
كَيـفَ دَبَّ الـذُيولُ في أُقحُوانِه
فَشــَبابي أَخنَـت عَلَيـهِ صـُروفٌ
أَفقَـدَتهُ النضـار مـن ريعانِه
صـِرت فـي وِحـدَتي أُخاطِب موسه
راشـِفاً فـي الظَلامِ سِحرَ بَيانِه
كـانَ مِثلـي فَغَيَّـبَ القَبرُ مِنهُ
جَســداً باليـاً قُبَيـلَ أَوانِـه
شـاعِرَ الدَمعِ هَل مِن الدَمعِ بدٌّ
فـي وُجـودٍ أَلعيـنُ من غدرانِه
أَفعـمَ الكَـون بِالعَذابِ حَياتي
فَلِهــذا تـاقَت إِلـى أَكفـانِه
إلياس أبو شبكة.مترجم يحسن الفرنسية، كثير النظم بالعربية. لبناني، اشترك في تحرير بعض الجرائد ببيروت. ونقل إلى العربية (تاريخ نابليون - ط)، وقصصاً من مسرحيات (موليير) ونشر مجموعات من نظمه.