
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا مَــن لِعَيــنٍ وَتَسـكابِها
تَشـَكّى القَـذى وَبُكاهـا بِها
تَمَنَّــت شـُرَيرَ عَلـى نَأيِهـا
وَقَـد سائَها الدَهرُ حَتّى بَها
وَأَمســَت بِبَغــدادَ مَحجوبَـةً
بِـــرَدِّ الأُســـودِ لِطُلّابِهــا
تَرامَـت بِنا حادِثاتُ الزَمانِ
تَرامــي القَســِيِّ بِنُشـّابِها
وَظَلَّـــت بِغَيــرِكَ مَشــغولَةً
فَهَيهـاتَ مـا بِـكَ مِمّـا بِها
فَمـا مُغـزِلٌ بِأَقاصـي البِلادِ
تَفــزَعُ مِــن خَــوفِ كَلّابِهـا
وَقَـد أَشـبَهَت في ظِلالِ الكِنا
سِ حَورِيَّــةٌ وَســطَ مِحرابِهـا
بِأَبعَـدَ مِنهـا فَخَـلِّ المُنـى
وَقَطِّــــع عَلائِقَ أَســـبابِها
وَيــارُبَّ أَلســِنَةٍ كَالسـُيوفِ
تُقَطِّــعُ أَعنــاقَ أَصــحابِها
وَكَـم دُهِـيَ المَـرءُ مِن نَفسِهِ
فَلا تَــــأكُلَنَّ بِأَنيابِهـــا
فَـإِن فُرصَةٌ أَمكَنَت في العَدُو
وِ فَلا تَبــدِ فِعلَـكَ إِلّا بِهـا
فَـإِن لَـم تَلِج بابَها مُسرِعاً
أَتــاكَ عَــدُوُّكَ مِـن بابِهـا
وَما يَنتَقِص مِن شَبابِ الرِجالِ
يَـزِد فـي نُهاهـا وَأَلبابِها
وَقَـد أُرحِـلُ العيسَ في مَهمَهٍ
تَغَــصُّ الرِحــالُ بِأَصــلابِها
كَمـا قَـد غَـدَوتَ عَلـى سابِحٍ
جَــوادِ المَحَثَّــةِ وَثّابِهــا
تُبــاريهِ جَــرداءُ خَيفانَـةٌ
إِذا كـادَ يَسـبُقُ كِـدنا بِها
كَـــأَنَّ عِــذاريهِما واحِــدٌ
لَجوجـانِ تَشـقى وَيَشـقى بِها
كَحَــدَّينِ مِــن جَلَــمٍ مُعلَـمٍ
فَلا تِلــكَ كَلَّـت وَلا ذا بِهـا
وَطارا مَعاً في عِنانِ السَواءِ
كَأَنّــا بِــهِ وَكَأَنّــا بِهـا
تَخالُهُمـا بَعـدَ مـا قَد تَرى
نَجِــيَّ أَحــاديثَ هَمّـا بِهـا
فَـرَدّا عَلـى الشَكِّ لَم يَسبُقا
عَلــى دَأبِـهِ وَعَلـى دَأبِهـا
وَقـــالَ أَنـــاسٌ فَهَلا بِــهِ
وَقـــالَ أَنــاسٌ فَهَلا بِهــا
نَصـَحتُ بَنـي رَحِمـي لَو وَعَوا
نَصـــيحَةَ بَــرٍّ بِأَنســابِها
وَقَـد رَكِبوا بَغيَهُم وَاِرتَقَوا
بِـــزَلّاءَ تُــردي بِرُكّابِهــا
وَرامـوا فَـرائِسَ أُسدِ الشَرى
وَقَـد نَشـِبَت بَيـنَ أَنيابِهـا
دَعوا الأُسدَ تَفرِسُ ثُمَّ اِشبَعوا
بِمـا تَـدَعُ الأُسـدُ في غابِها
قَتَلنــا أُمَيَّـةَ فـي دارِهـا
وَنَحـــنُ أَحَـــقُّ بِأَســلابِها
وَكَـم عُصبَةٍ قَد سَقَت مِنكُمُ ال
خِلافَــةَ صــاباً بِأَكوابِهــا
إِذا مــا دَنَــوتُم تَلَقَّتكُـمُ
زَبونـــاً وَقَــرَّت بِحَلّابِهــا
وَلَمّـا أَبى اللَهُ أَن تَملِكوا
نَهَضـنا إِلَيهـا وَقُمنـا بِها
وَمــا رَدَّ حُجّابُهــا وافِـداً
لَنـا إِذ وَقَفنـا بِأَبوابِهـا
كَقُطـبِ الرَحـى وافَقَت أُختَها
دَعونـا بِهـا وَغَلَبنـا بِهـا
وَنَحـنُ وَرِثنـا ثِيـابَ النَبِيِّ
فَلِــم تَجــذِبونَ بِأَهـدابِها
لَكَـم رَحِـمٌ يـا بَنـي بِنتِـهِ
وَلَكِـن بَنـو العَمِّ أَولى بِها
بِـهِ غَسـَلَ اللَهُ مَحلَ الحِجازِ
وَأَبرَأَهــا بَعــدَ أَوصـابِها
وَيَـــومَ حُنَيــنٍ تَــداعَيتُمُ
وَقَـد أَبدَتِ الحَربُ عَن نابِها
وَلَمّــا عَلا الحَـبرُ أَكفـانَهُ
هَــوى مَلِـكٌ بَيـنَ أَثوابِهـا
فَمَهلاً بَنــي عَمِّنــا إِنَّهــا
عَطِيَّـــةُ رَبٍّ حَبانــا بِهــا
وَكـانَت تَزَلزَلُ في العالَمينَ
فَشــَدَّت إِلَينــا بِأَطنابِهـا
وَأُقســـِمُ أَنَّكُــمُ تَعلَمــونَ
بِأَنّـا لَهـا خَيـرُ أَربابِهـا
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.