
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا مــا لِقَلــبٍ لا تُقَضـّى حَـوائِجُه
وَوَجـدٍ أَطـارَ النَـومَ بِاللَيلِ لاعِجُه
وَداءٍ ثَـوى بَيـنَ الجَوانِـحِ وَالحَشا
فَهَيهـاتَ مِـن إِبـرائِهِ مـا يُوالِجُه
أَلا إِنَّ دونَ الصــَبرِ ذِكــرَ مُفـارِقٍ
سـَقى اللَـهُ أَيّامـاً تَجَلَّـت هَوادِجُه
غَــزالٌ صـَفا مـاءُ الشـَبابِ بِخَـدِّهِ
فَضــاقَت عَلَيــهِ ســورُهُ وَدَمـالِجُه
وَمُنتَصـِرٍ بِالغُصـنِ وَالحُسـنِ وَالنَقا
وَصــُدغٍ أُديـرَت فَـوقَ وَردٍ صـَوالِجُه
تَحَكَّـمَ فيـهِ البَيـنُ وَالدَهرُ يَنقَضي
فَلِلَّــهِ رَأيٌ مــا أَضــَلَّت مَنـاهِجُه
وَآخِــرُ حَظّــي مِنـهُ تَوديـعُ سـاعَةٍ
وَقَـد مَـزَجَ الإِصـباحَ بِاللَيلِ مازِجُه
وَغَـرَّدَ حـادي الرَكبِ وَاِنشَقَّتِ العَصا
وَصـاحَت بِأَخبـارِ الفِـراقِ شـَواحِجُه
فَكَـم دَمعَـةٍ تَعصـي الجُفـونَ غَزيرَةٍ
وَكَـم نَفَـسٍ كَـالجَمرِ تَـدمى مَخارِجُه
وَآخِــرُ آثــارِ المَحَبَّـةِ مـا تَـرى
طَلــولٌ وَرَبــعٌ قَـد تَغَيَّـرَ نـاهِجُه
أَضـَرَّ بِـهِ صـَوبٌ مِـنَ المُـزنِ وابِـلٌ
وَكَشــفُ رِيــاحٍ ذارِيــاتٍ دَوارِجُـه
أَلا إِنَّ بَعـدَ النَـأيِ قُربـاً وَأَوبَـةً
وَتَحـتَ غِطـاءِ الحُـزنُ وَالهَمُّ فارِجُه
وَيَــومِ هَجيــرٍ لا يُجيــرُ كِناســُهُ
مِـنَ الحَـرِّ وَحشِيَّ المَها وَهوَ والِجُه
يَظَــلُّ ســَرابُ البيـدِ فيـهِ كَـأَنَّهُ
حَواشـــي رِداءٍ نَفَّضــَتهُ نَواســِجُه
نَضــَيتُ لَـهُ وَجهـي وَعَزمـاً مُؤُيَّـداً
أَراوِحُــهُ حينــاً وَحينـاً أُوالِجُـه
كَــأَنّي عَلـى حَقبـا تَقَـدُّمُ قارِحـاً
كَمِثـلِ شـِهابٍ طـارَ في الجَوِّ مارِجُه
يُســَوِّقُ أَســناها لَواقِــحَ قُربِــهِ
فَــأَلقَينَ حَملاً أَعجَلَتــهُ نَــواتِجُه
رَمَيـــنَ عَلــى أَفخــاذِهِنَّ أَجِنَّــةً
كَمـا أَزلَقَـت وَلـدانَ نَسـرٍ جَـآدِجُه
وَيَرفَعــنَ نَقعــاً كَـالمُلاءِ مُهَلهَلاً
تَمــوجُ عَلـى ظَهـرِ البِلادِ مَـوائِجُه
وَيــارُبَّ مَطــروقٍ قَمَــرتُ غَيــورَهُ
وَطــاوَعتُ فيـهِ حُـبَّ نَفـسٍ أُعـالِجُه
فَريــدَينِ لا نُلقــى بِعِلـمٍ كَأَنَّنـا
نَجِيّــانِ مِــن مَكـرٍ خَفِـيٍّ سـَوائِجُه
إِلى أَن تَوَلّى النَجمُ وَاِنخَرَقَ الدُجى
كَـأَنَّ ضـِياءَ الفَجـرِ بِـالأُفقِ باعِجُه
وَأُبــتُ وَبـي مِـن وِدِّهـا مُضـمَراتُهُ
وَداخِلُــهُ ســِرٌّ وَلِلنــاسِ خــارِجُه
وَيــا رُبَّ يَـومٍ قَـد سـَبَقتُ صـَباحَه
بِمَــوكِبِ فِتيــانٍ تَســيلُ هَمـالِجُه
وَإِبريــقُ شـَربٍ قَـد أَجَبـتُ دُعـاتَهُ
كَـأَنَّ مُديرَ الراحِ في الكَأسِ دارِجُه
وَيَنقَـــضُّ بِــالأَرواحِ روحُ مُدامَــةٍ
يَكـونُ بِـأَفواهِ النَـدامى مَعـارِجُه
وَقَـد عِشـتُ حَتّـى ما لَدى وَجهِ مُنيَةٍ
يَعـودُ إِلَيهـا مِـن فُـؤادِيَ عـالِجُه
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.