
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كُـل العَـوالم مَهمـا سـر أَو سـاءَ
فَلَيــسَ إِلاك يَقضــى كُـلَّ مـا شـاءَ
نَـرى الحَـوادث بُرهانـاً عَليك فَما
تَنفــكُّ تشــكر مــن جَــدواك آلاءَ
شـَيَّأتَ مـا شـئته مـن منشـأ عـدمٍ
جعلتــه لشــموس الحَــق أَفيــاء
لِــذاك أَصــبحت الأَكــوان شـاهِدَةً
بـالحق للخلـق فـي المَعنـى أَدلّاء
أَخفيــت جَــوهر كَـونٍ ذاتُـه عَـرضٌ
إلا علــى كُنــهِ كُنـهٍ عَـزَّ إخَفـاء
فَمَـن هـديتَ اِهتَـدى أَو لا فَلا عَجَـبٌ
أن لَيـسَ يَـدري بسـر الذات أَسماء
قَـد يَهتـدي بِنُجـوم اللَيل ذُو بَصَرٍ
وَقَــد يَضـل ضـياء الشـَمس عَميـاء
تُــدني وَتُقصــي بِأَقــدارٍ مقـدّرة
كَتبتهــا أَنــتَ إِبـداعاً وَإِنشـاء
جَعلتَنـي بَشـَراً لا النفـس طـائِعتي
وَلَسـتُ أَعصـي لَهـا في الغَي أَهواء
جِسـمي وَرُوحـي غَيـري مَن أَنا فَأَنا
أَبغـي سـِوى العَجز إطراباً وَإِطراء
يـا مالـكَ الرُوح يُشقيها وَيُسعدها
وَحــافظ الجســم إفنـاء وَإبقـاء
أَوجَـدت مِـن عَـدمٍ رُوحـي وَكُنت لَها
أَوقاتَ لَم أَدر فيها الطين وَالماء
مَتَّعتنـي فـي صـَفاء القُدس مُنفَرِداً
مطهَّــراً لَـم أَخَـف رجسـاً وَبأسـاء
يـا طيـب ذا العَهد أذ روحٌ مجردة
لَــم تَحتبـس بِحَـواسٍ صـرنَ أَعـداء
إِذ جـانبُ القُـربِ بِالإِيناس يُطربنا
لَــم نَـدر آدم إِذ يسـتجلي حَـواء
كــانَت مَــواطنَ صــَفو لا يكـدرها
هَـمُّ السـوى وَيَـروق الكـل أَجـزاء
كُـن لي إلهى كَما قَد كُنت لي قِدَماً
وَأَهــدني ســبلاً للرُشــد فَيحــاء
خَرَجــت مِنهــا وَلا ذَنــبٌ أَحـاذره
وَهــا أَعــود لَهـا حُمِّلـت أَسـواء
فاقبـل عَلـى مُقبـلٍ بِالـذلِّ معترفٍ
بِــالعَجز ملتمـسٍ بِـالبُؤس نعمـاء
وَاغفـر ذنوباً إِذا لَم تُغتَفَر فَضحت
فَسـوّدت مِـن جَمـال السـتر بَيضـاء
وَارحـم فَـتىً طالَما لذَّ الهيامُ لَهُ
فَـذلَّ عَـن بابـك العـالي وَقَد جاء
لا تجعلنّـي إلهـي عِنـدَما اِكتسـبت
نَفسـي فَقَـد كسـبت كَفّـاي مـا ساء
وَكُـن لعقـبى عُبَيـد أَنـت كُنـت لَهُ
مِـن قَبـل أَن تَجعَـل الأَشياء أَشياء
وَاجعـل شـفاعة خَيـر الخَلق ناصرَه
لـــديك إن أَعــوز العــز الأَذلاء
وَصــلِّ رَبـي عَلَيـهِ كلمـا ابتسـمت
ثُغـور زَهـرٍ فَهـاج النـوحُ وَرقـاء
حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.