
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا رَب أَنـتِ الَّـذي مـن شـَأنه الكَـرَمُ
عَودّتَنـــا الخَيــر نَرجــوه وَنغتنــمُ
يـا رَب كَـم لَـكِ إِحسـانٌ وَكَـم لـك فـي
هَــذا الوُجــود شــُؤونٌ كُلُّهــا حِكَــم
يــا رَب نَجّيــتَ نوحــاً فــي سـَفينته
مِــن حَيــث لا عاصــم يَرجــوه معتصـم
يــا رَب نَجيـت هـوداً بَعـدما اِنقطعـت
أَســـبابه وَجَفـــاه الرهــط والأُمــم
يــا رَب نَجيــت فَضــلاً صــالحاً فنجـا
بصــيحةٍ أَفزَعَــت للظلــم مـن ظلمـوا
يـــا رَب نَجيــت إِبراهيــم مجتبيــاً
وَالـــدَهر مُضــطَرب وَالنــار تَضــطرم
يــا رَب نَجيــت إِســماعيل حيــن رَأى
أن لا فــــداء وَلا ركنـــاً فَيَلـــتزم
يــا رَب نَجيــت لُوطــاً مِــن جَبـابرة
خابوا بِما اِجترحوا ذلوا لما اجترموا
يــا مَــن رددت عَلــى يَعقـوب أَعينَـه
مِـن بَعـد مـا فَنّـد اللـوّامُ وَاتّهمـوا
يـا مَـن رَفعـت لِمُوسـى البحـرَ معجـزةً
وَاليــمُّ ملتطــم وَالقَـوم قَـد دَهمـوا
يــا مَــن عَلــى آل داود أَفــاضَ عُلاً
رفعتَهـم فاغتـدوا بِالملـك قَـد عظُموا
يـا مَـن أَعـدت سـليمانَ النبيَّ إِلى ال
ملــك العلــيّ وَقـد أَردت بِـهِ النِقَـم
يـا مَـن تَقبَّـل مـن ذي النُـون جـاجته
لمــا دعــاك وَقَـد سـارَت بِـهِ الظلـم
يــا كاشـفَ الضـرعن أَيـوب حيـنَ نَـأى
أَحبـــابُه وَجَفــاه الخصــم وَالحكــم
يـا مَـن جعلـت لعيسـى في السَّما نُزُلاً
وَالقَـوم قَـد دمـدموا والحـزب يَزدحـم
يـا حـافظ المصـطفى فـي الغار مكرمةً
وَقــد أَحـاطَ العِـدا وَاِرتـاحت الهِمَـم
يــا مَـن إِذا قُلـت يـا غفـارُ مغفـرةً
عــزّ الجَنــاب وَلـو زلّـت بـي القَـدَم
يــا مَـن يرجَّـى عَلـى يَـأس وَفـي لَهـفٍ
وَمِـــن يُلاذُ بـــه وَالجـــاه منعــدم
يــا مَـن يـرد عَلـى اللهفـان لهفتَـه
يــا مَـن يَجـود نَـدىً إِن ضـنّت الـديم
يـا مَـن يَقـوم بنصـر العـاجزين وَقَـد
ســاءَت ظُنــونٌ وَخـاب السـَيف وَالقَلَـم
يــا مَــن يُقابــل بالإِحســان سـيئتي
وَمَــن علــيّ لــه الإِفضــال وَالنعــم
يــا مَــن يقرّبنــي مِـن بـابه أَملـي
إِن عــزَّ مــا أَرتجـي وَانحلّـت الـذمم
يــا مَـن إِذا قُلـتُ يـا مَـولاي خالصـة
أَجــاب لبيــك عِنـدي الجُـود وَالكَـرَم
يـا مَـن إِذا قُلـتُ في الظَلماء يا صَمدٌ
فــرّج كروبــي فَمــا ركنـي بِـهِ ثلـم
يــا مَـن أَصـول عَلـى الـدُنيا بعزتـه
فــرّجْ فلــي أَمــل فَــرِّحْ فــبي أَلَـم
بِجــاه ســيدنا المختــار أَحمـد مَـن
أَدنيتَــه مِنــك فــاعتزت بِــهِ الأُمـم
ثُــمَ الصــَلاة عَليــه دائِمــاً أَبــداً
لا يَنبغـــي بَعـــدَها غــايٌ وَمختتــم
وآلــــه وَصــــحابٍ طـــاب مجـــدُهمُ
بــدينه عملــوا مقــدار مـا علمـوا
وَاغفــر لعبــدك وَارحــم ذلـه كَرمـاً
يـا رَب أَنـتَ الَّـذي مِـن شـَأنِهِ الكَـرم
حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.