
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تلــك أعلامنــا وهــذا الثـواءُ
قـف لنبكـي إن كان يغني البكاءُ
قــف نجــرِّرْ قـديمَ وجـدٍ بـذكرى
ههنــا كــان قومنــا القـدماء
إيـه عيـش الديار لو أبت أو لم
يَعــرُ أيامــك العـزاز انقضـاء
إيـه جمـعٌ لـو لـم يفرقـه صـرفٌ
كنـت تزهـى لـو لم يخنك الوفاء
إيـه عهـد الشـباب والعمـر غـضٌّ
والليـــالي بأهلهـــا وضـــّاء
خـــبريني وأنـــت لا تخــبريني
ولهــا العــذر إنهــا بكمــاء
ليـــت شـــعري وأي واد وشــِعبٍ
طــاب للقــوم تربُــه والهـواء
هـــذه أرضــهم وهــذا حمــاهم
بــارحوا فاغتــدوا وهـم نـزلاء
تركـوا موطنـا فحلوا السوى فاس
توطنــوه أم هــم بــه غربــاء
يـا لهـا وقفـةً على الرسم أضحى
لا يجيــب النــداء إلا النــداء
لا تــروِّعْ عـن الرغـاء المطايـا
فالمطايـــا حنينهــنَّ الرغــاء
لا تُــرَعْ إنهــا تفــي بهواهــا
ليــس تنســى وجينَهـا الوجنـاء
ذكــرت عهــدها القــديم فحنـت
ولهــا الشــكر إنهــا عجمــاء
خلهـــا تــرو واديــاً بــدموعٍ
طالمــا قـد غـذاها منـه الكلاء
خلهـــا خلهــا تنــوح وتبكــي
كلنــا فــي ادكـارِ عهـدٍ سـواء
فهواهــــا مؤالــــف وربـــوض
وهوانـــا الأحبـــاب والاحيــاء
وكلانـــــا مكلــــف بنُــــواح
حيــث شــط الأليــف والأصــفياء
لهــف نفسـي علـى مرابـع أنسـي
كيـف بـادت وقـد علاهـا العفـاء
غيــر الــدهر حســنها وشـبابي
إنـــه غيـــر راحـــم عـــدّاء
لــم يــرق عينــه نعيـمٌ مقيـمٌ
راقــه الــبين بعـده والشـقاء
كنـت أهـوى البقاء واليوم أرجو
بعـض ذاك اللقـا وأيـن اللقـاء
رُبَّ ليـــلٍ بجمــع شــمل نضــير
ذي ســواد لــه اليـدُ البيضـاء
رب قَـــدِّ إذا تمايـــل عُجبـــاً
هجــرت غصــنَها بــه الورقــاء
رب وجـــهٍ إذا تبـــدى كبـــدرٍ
حســنت أرضــها عليــه السـماء
رب خـــالٍ مـــتى علا وردَ خـــدٍّ
هـــام روضٌ وَجنّـــت الســـوداء
رب لحــظٍ إِذا رنــا وَهــوَ سـاجٍ
أَوجبــت سـلبَ عقلِهـا الكهربـاء
رب صـدرٍ مـن خـالص النـور تهوَى
لَــو حكتــه الجنــة النضــراء
رب ثغـر عـن كَـوثر الخُلـد ينبي
تتشــــهى رضـــابَه الصـــَهباء
رب شــعر أَمــدَّ مـن طـول حزنـي
تتمنــــــى ســـــوادَه الليلاء
رب صــب هــوى الجَمــال فَأَضـحى
مســـتهاماً تُبيـــدُه البَيــداء
عجبـــاً لِلنَــوى تفــرّق جَمعــاً
طــال مــا جمّعــت لَـهُ الأَهـواء
مـا علمنـا لـذلك العيـش قـدراً
وَبِهَــــذا تحــــوّل النعمـــاء
إيـه نفـس اقصـري فَقَد بَعُد العَه
دُ وَأَســـمت رقيَّهـــا العَنقــاء
ليــسَ مــاض يُـرَدّ أَو مُقْبِـلٌ يُـد
رَى ولا الحـال يزدهيهـا البَقـاء
فـاترك الهَـمَّ ما استطعت وسلّ ال
نفـس إِذ يقتـل الرَشـادَ العَنـاء
والـزم الصـَبر وَاسـتعنه فيا كم
نعَّمـــت بـــالَ صــابرٍ بأســاء
كَيــفَ تَرجــو دَوام حــال محـال
مــا اسـتطاعَت بلـوغه الحكمـاء
كَيـفَ تَهـوى الثبـوت منها وَعَنها
تَتَلقّـــى التلـــوّن الحربـــاء
انظـر الـوَجه وَاعـرف الكنه مِنهُ
وَتــزّود تُقــاك فهــوَ النَمــاء
إِن أَيامنــا لَهــنَّ مَــع الــدَه
ر اِنتِهــاءٌ كَمــا لَهـنَّ اِبتـداء
وَالحَليـم الرَشـيد مَـن باتَ فيها
لَيــسَ تَهــوي بِعَقلــه الأَشــياء
فَســماء الوُجــود منــا عليهـا
ســـحبٌ بعضـــها لبعــض غِشــاء
أمـــة أمـــة تَـــزول وَتَــأتي
فَلـــذا يَبــدو وَكْفُهــا وانجلاء
وَرِيــاض الحَيــاة تزهــر منــا
بِنَضــــير وَتَيبـــس الخَضـــراء
هَكـــذا هَكـــذا حَيــاةٌ وَمَــوتٌ
يَتــــوالى وشــــدةٌ وَرَخــــاء
فَـإِذا لَـم يَكُـن سـِوى الـترك حَد
فَـــالهَوى باطــل إِذا لا مــراء
وَإِذا لَـم تَفـدك شـَكوى سـِوى مـا
قَــدّر اللَــه فليصــُنك الحَيـاء
وَإِذا مــا المخــاف عـمَّ مصـاباً
ثِـــق بِمَــولاك فَــالأمور قَضــاء
وَإِذا مــا الرَجـاء أَغلـق بابـاً
لـذ بِخيـر الأَنـام فَهـوَ الرَجـاء
كَـم رِجـال سـَعوا إِليـه فَنـالوا
عـــم أكــدارَهم صــَفىً وَصــَفاء
حـرّروا الـرق حيـن صاروا عَبيداً
لحمـــاه فَهُـــم بِـــهِ ســُعَداء
وَبقـــدر افتقـــارهم لعطـــاه
حســــدتهم فَـــذلت الأَغنيـــاء
وَيعـــز الهَــوان بَيــنَ يَــديهِ
عظَّمَتهـــم أَو هــانَت العظمــاء
وَبــذل الخُضــوع عـزّوا وَسـادوا
رفعتهـــم لِهامِهـــا العَليــاء
فَاصلح القَلب وَاخلص السَير وَاقصد
تَلـقَ مَـولى لَـهُ اللـوا وَالـوَلاء
ذاكَ جـــار إذا رَجَـــوت مجيــرٌ
فَــاعزم القَصـد يحمـك الاحتمـاء
ذاكَ نُـور إِذا دجـا الخَطب فَاطلب
يَتَجلّـــى فَتنجلـــي الظَلمـــاء
كُـن ضـَعيفاً حَقيـر ذا الحَي تَشرُفْ
فَــــإليهِ يُشــــرِّفُ الانتِمـــاء
لا تَخــف ابـن رابـش هـم أَصـارو
ه أَبــا الفَضــل إنهـم أَقويـاء
فَالعَطــا ابنــه ومــن يرتجيـه
ابــــن أَوسٍ لأنهــــم كرمـــاء
يـا أَبـا طرفـة افتخر في حماهم
أَنــتَ عَبــدٌ وَالحادثــات إمـاء
إِن عـــاراً عَليـــك حملانُ هـــمٍّ
وَلَــكَ اللَــه وَالنَــبي أَوليـاء
تــه عَلـى الحادِثـات إِنـكَ مِنـهُ
فـــي ذمـــام تَقلُّــك الشــماء
يـا مطـيّ الرجـا اسـتريحي فهَذا
مـــا قَصــدنا وَعيشــةٌ خَضــراء
لا تَخــاف المَســير هَــذا مَقـام
تَبتَغيـــهِ لتَكـــرُمَ الضـــعفاء
يـا مطـيّ الرَجـاء قَـد فارق الإع
يـــاء قـــرّي وَحُطَّــت الأَعبــاء
قَــد حمـدت السـَرى فَـأَنتَ عَـتيق
وَليســـرّ الإنضـــاء وَالإضـــناء
قَـد أَرحنـا الرَجاء لَما استرحنا
هَكــذا الشـَرط بَيننـا وَالجَـزاء
مرجـع الأَمـر مَـوطن النَفـس هَـذا
تَتَقـــي مَــن يَحتلــه الأســواء
إِن قــوت القُلــوب فيــهِ مقيـتٌ
وَلصــادِ الفــؤاد مِنـهُ اِرتـواء
مَهبـط الـوَحي مَظهر السر نُور ال
حَــق مِنـهُ الهُـدى بِـهِ الاهتـداء
يــا نــبي الهُـدى وَأَنـتَ سـَميع
جــل داءُ العَنــا وَعـز الـدَواء
غـال حَزمـي الهَوى وَعَزمي الأَماني
هــال عَقلـي البَلا وَجسـمي البَلاء
رَدَّنــي الغــيُّ عَـن رَشـاد مُـبين
حَيــث وَلَّــى بيقظَــتي الإغفــاء
وَانقَضـى العُمـر بَيـنَ لَهـو وَلَغو
مــا أَفـادا ولَيـسَ ثـمّ اقتضـاء
ثــم ذا اليَـوم وَالصـَباح صـَباح
وَكَـذا اللَيـل وَالمَسـاء المَسـاء
لَـم تغيـر سـِوى شـؤوني وَلـم يَم
ضِ ســِوى العُمـر وَالجَميـعُ هبـاء
بعــت أَيامهــا بخســران نفسـي
وَلَقـد كـانَ فـي السـَماح الثراء
كُــل وَقــت يَغــر حَتّــى كَــأَني
خلـت أَبقـى وَقَـد مَضـى النظـراء
إِن تُحَـــذِّرْ نُهــىً يَغِــرَّ هيــامٌ
لَــم يُمكِّــن تحــذيرَها الإغـراء
مـا عَلـى النَفس لَو أَصابَت هداها
فَنجــت مثـل مـا نجَـى الأتقيـاء
كُــل حيــن يمـر تـدنو مِـن الأم
وات داري وتبعــــد الأحيــــاء
وَأَنـــا جاهـــل الحقيقـــة لاهٍ
أَتــــــردّى وَهكَـــــذا الجهلاء
كــم لآمالنــا الطـوال اِبتـداءٌ
وَلا جالنـــا القصــار اِنتِهــاء
يــا طَـبيب الأَرواح أَمـرض رُوحـي
سـوءُ فعلـي وفـي يـديك الشـفاء
يـا ضـياء اليَقيـن أَنـتَ تَقينـي
إِن دَهـى الخَطـب أَو عـرت دَهيـاء
بِــكَ نــام الأَنــام تَحـتَ أَمـان
نَشـــرته الشـــَريعة الغَـــراء
بِــكَ عَــم الوُجــود جُـودٌ عَميـم
نَضــَّرت وَجهَهــا بِــهِ الغَــبراء
لَـــكَ ذلـــت جَبـــابرٌ وَطغــاة
بِـــكَ عَـــزت أَجلَّـــةٌ حُنفـــاء
أَنـتَ سـر الوُجـود دينـاً وَدُنيـا
لَيـسَ فـي جاهـك العَظيـم اِمتِراء
أَنـــتَ أُرســـلتَ وَالخَلائق شــَتّى
مَهملاتٌ وَكلُّهــــــم غَوغــــــاء
فَاِغتَــدوا أَحبابـاً بِـأخوة ديـن
بَعــد حيــن مَضــى وَهُـم أَعـداء
جِئتنـا بِالبُرهـان فَاتّضـح الحـق
ق لــذي أَعيــن فَبــان الخَفـاء
عــم إنسـاً وَعَـم جنّـاً نـداك ال
مُرتَجــى بَـل قَـد نـالَت الصـماء
عمــت الأُمَهــات قَبــل المَـوالي
د مَعاليــك حَيــث خَــص الجـداء
نُقطـة الكَـون كُنـت أَنـتَ ولا شـَك
ك وَكلاً جَميعنــــــا أَجـــــزاء
لَيـتَ شـعري فمـا حقيقتـك القـص
وى الـــتي رُدَّ دونَهـــا العُقَلاء
أَيّ شــَمس هِــيَ الحَقيقـة إِن كـا
ن الَّـذي فـي العُيون هَذا الضياء
إِن عَينـاً لَـم تُبصر الرُشد مِن نُو
رك عَيــــنٌ كَميهــــةٌ عَميـــاء
كَيـفَ نطق الحَيوان وَالجذع اذ حن
ن وَفــي الكَــفِّ ســبَّحت حَصــباء
لَيــتَ شـعري أَحـلّ فـي تِلـكَ رُوح
أَم بِلا رُوح تَنطــــق الخَرســـاء
آيــة اللَــه أَظهــرت معجــزاتٍ
لِلنــبي الكَريــم فيمــا يَشـاء
وَلَكَــم مثلَهــا عَجــائبُ تــترى
يَنقضـــي دُونَ حَصــرِها الإحصــاء
وَالَّـذي قَـد رقى إِلى العَرش قُرباً
كَيــفَ تَرقــى رُقيَّــهُ الأنبيــاء
وَالَّــذي قَـد أَثنـى الإِلـهُ عَلَيـهِ
كَيــفَ تَســطيع مَــدحه الشـعراء
فَلتكــن أَبحــرُ الوجـود مِـداداً
وَليَكُــن صـحفَ كاتبيهـا الفَضـاء
وَلتَعـش مـا تَشـاء وَالـوَقت دَهـر
لَـــن يرجَّــى لِــذَلكَ اســتقراء
إِنَّمــا قَــد تَقــول جهــد مقـلٍّ
وَهـــوَ عَــرض يَمــده الإلتجــاء
يـا نـبي الهُـدى أَقلْهـا عثـاراً
لَـم يُقِلنـي مـن حملهـا الإعيـاء
وَارضــني مِنــكَ لِلمَراحــم أَهلاً
لــــتروح الأَرواح وَالبرحــــاء
وَاقـض لي بِالقبول وَالعَفو وَاصفح
ليتــمَّ المنــى وَيَبـدو الهَنـاء
يــا نَــبي الهُــدى عَليـك سـَلام
لا اِبتِـــداء لَـــهُ وَلا إنتِهــاء
حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.