
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا العلم ما الفضل ما الأَذواق ما الأَدبُ
ما الحلم ما الرُشد ما الأَوراق ما الكُتبُ
مـا الكَـون مـا العـالم الأَقصـى لعالمه
مـا الستر ما السر ما الإِخفاء ما الحجب
مــا الكــل إلا شــهود قــال قائلهــا
اللَــــه لا غيـــره إِذ غَيـــرُه كَـــذب
تكفّــل الــرزق بَعــد الخَلـق مِـن عَـدمٍ
فَمــا الرُكــونُ لِغَيــر اللَــه وَالتَعـب
أَحيــــى أَمــــاتَ بآجــــال مقـــدرة
وَإِن تَكُــن بينهــا عِنــدَ الخفــا نَسـَب
أَغنـــى وَأَقنــى فَلا ذو الجــد يَنفعــه
جـــدٌّ وَلَيـــسَ يَــردُّ الواقــعَ الســَبب
طــوبى لعبــد رَأى عَيــن اليقيــن فَلا
يُقصـــيه عَــن حســنها لَهــوٌ وَلا لعــب
رعيــاً لعيــن رَأَت مــا شــاقَها حكمـاً
دَلّـــت عَلَيـــهِ فَأَمســَت وَهــي تَرتقــب
ســـَقياً لِنفـــس درت مَعنــى حقيقتهــا
فَأَخلصــت حثَّهــا المســعى كَمــا يَجــب
بُشــرى لهَيــنٍ يَــرى أنَّ الهَــوان هَـوى
فَبــــات تَـــدنو أَمـــانيه وَيَقـــترب
يــا رَب كَــم لــيَ مِــن ذَنــب وَســَيئة
مــلّ الكِــرام وَملَّــت حملَهــا الكُتــب
نَفســي عَلــيّ جنـت كَفـي الـتي اِكتسـبت
فَمــن أَلــوم وَبــي منــي لــيَ الحَـرب
جَــواهر العُمــر زالَــت فـي رَجـا عَـرضٍ
فَمـــا لَـــهُ عـــوضٌ يرجـــى فَيُكتَســب
فَمــا جَــوابيَ إِن قيــل الســؤال غَـدا
وَكَيــفَ أَرجـو الرضـا إِن هـالَني الغَضـب
إِن المَســـَرّة فـــي الأَيـــام محزنـــة
وَفــي الســَلامة إِن فــات التُقــى عَطـب
فَيـــا مجيبـــاً لِمَــن نــاداه ملتجئاً
وَيــا قريبــاً لِمَــن أَودَت بِــهِ الكـرب
وَيـــا رَحيمــاً بِمَــن يخشــى عقــوبتَه
وَيـــا رؤوفــاً بِمَــن يَبكــي وَيَنتحــب
أَقــل عثــاريَ واقبَــل توبَــتي فَعَســى
يَطيـــب عَيــش غَــدا بــالعُمر يُنتَهــب
فَمــا اتخــذت ســِواك الــدَهر معتمـداً
وَمــا دَهَــت عفّــتي الأَتــراك وَالعــرب
وَلا رَجَــوت ســِوى المُختــار مِــن مضــر
لَــديك يَشــفَع لــي إِن غــالَت النــوب
فـــاجعله رَب شـــَفيعي يَــوم تســألني
عَمـــا مَضــى وَجحيــمُ النــار يَضــطرب
وَصـــل رَبــي عليــه مــا تلــت عُصــُرٌ
وَمــــا تَعـــاقبت الآبـــاد وَالحقـــب
حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.