
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرأيــتَ مـا صـنع القريـبُ النـائي
أيــامَ أغــرب فــي حــديث بُكـائي
متســاقط العــبراتِ كـالجمراتِ مـن
حَـــولي فواعَجــبي لجمــرِ المــاءِ
وأَظـــلُّ أعــترضُ الريــاح تنســماً
فأعالــــجُ الأهــــواءَ بـــالأهواءِ
ومهفهــفٍ صــحت علــى طـول الضـنا
أجفــــانُه فـــدواؤها مـــن دائي
إِن نختلِـط فقـد اختلَفنـا فـانظروا
فــالخلفُ داعــي فرقــة الخلطــاءِ
كـم أحمـل الهـمّ الغريـب لصاحب ال
حُســنِ الغريــبِ بليــت بالغربــاءِ
مِــن كــلِّ أســمر جفنُــه أذخلتُــه
لـــولا ذبــول الصــعدةِ الســمراءِ
لا ينكــــرنّ العـــاذلون تفـــردي
مـــن دونــه بالوجــدِ والبرحــاءِ
فبمـــا أكــاتبُه أجيبَــت دَعــوتي
وفـــديتُه مـــن ســـائِر الأســواءِ
جعلـــت مراشـــفه تلــوذ بلحظــه
حـــتى حمــى اللميــاء بــالنجلاءِ
نكبــت كِنانتهــا وقــامت دونَهــا
ترمــي فـم الـداني وعيـن الـرائي
لئن احتمـت لقـد احتمـت مـن قبلها
بــأبي الحســين رئاســة الرؤسـاءِ
وأباحَهــا لمــن اســتقلَّ نعيمهــا
فأبـــاح منهـــا أصــعب الأشــياءِ
قوموا انظروا ما قام يصنعُ فانظروا
مـــا يســتحق بــه مــن الأســماءِ
لقـد اسـتقامَ علـى طريـقٍ في العُلى
خشـــناءَ موحشـــةٍ مــن الرفقــاءِ
ربــطَ المكــارمَ فـي جـوانبِ بيتـه
لحـــوادثٍ يحــدثنَ فــي العليــاءِ
فالمجـــدُ رُبتمــا وهــت أركــانه
حـــتى يُـــردَّ إلــى يــدَي بنــاءِ
نهضــَت لتــدبيرِ الممالــكِ نفســه
فاستنهضــــَته لأثقــــلِ الأعبـــاءِ
فقواطــعُ الأســيافِ فــي أغمادهــا
محبوســـــــةٌ كقواطــــــعِ الأراءِ
إلا تكــن نلــت الــوزارة ناشــئاً
فلقـــد نشـــأت مــدبر الــوزراءِ
فــي نــور مكرُمَــةٍ ونــارِ عزيمـةٍ
يتناهبــــانِ غيـــاهبَ الظلمـــاءِ
عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري أبو محمد ابن غلبون.شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. وهو صاحب البيت:بالذي ألهم ثناياك العذابا ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجاباله (ديوان شعر).