
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرتــه اللّيــالي كـلَّ مسـتقبلٍ ذاهـب
وأعلَمنــه أنّ النــوى للنــوى صـاحِب
أخــا رفقــةٍ يختــصُّ منهــم بفرقــةٍ
وصـــاحب ركــبٍ همــه منهُــم راكِــب
وقـالوا عتـابٌ فـي الهَـوى كلّ من أرى
مـن النـاسِ مشـغوفٌ بكـم فمِـن العاتِب
ولكنّــــه ذكــــرٌ يُهيّــــجُ لوعـــةً
كمـا يفعـل البـاكي إذا سـمعَ النادِب
وغانيـــةٍ لا تـــوجب الحـــبَّ حرمــةً
عليهـا ولـو كـانت كمـا وجـبَ الواجِب
أرى رمـيَ جفنيهـا مـن الضـعف ناقصـاً
فيُطمِعُنـــي حــتى أحــسّ بــه صــائِب
أتتنــي بــأخرى مثلِهــا فـي زجاجـةٍ
فقلــتُ اصـرِفيها أنـتِ أسـوغُ للشـارِب
علـى أنَّ وجـه الصـومِ قـد صـدَّ عنكمـا
فقالت تعالوا وانظروا الزاهد الراغِب
وجـــدتُ بمضـــنونٍ لهـــا فكـــأنَّني
علـيُّ بـنُ عبـد الدائِم بن أبي التائِب
أبـــو كــلِّ عــافٍ قبــلَ شــدِّ إزاره
وإن أبــا طفلاً لمِــن أعجــب العـاجِب
ألســـتَ تــراه كلمــا حــل جانبــاً
مـن الأرضِ حـلّ الجـودُ فـي ذلك الجانِب
فـــتىً لينـــه للطـــالبين وبِشــره
فخُيِّــل فــي أوهــامِهم أنَّـه الطـالِب
مــتى تلقَـه مـا بينَهـم تلـقَ واحـداً
مـن النـاسِ يخفـي عنهـمُ أنـه الواهِب
ويبســـمُ عــن بــرقٍ فينشــو بكَفِّــه
ســحابٌ لــه ذيــلُ يمــرُّ بــه سـاحِب
إذا لـم يكـن يَبقـى علـى المرءِ بعدَه
مـن المـال إلا الذكرُ فالمتلف الكاسِب
لــه نَظــراتٌ فــي الأمــور تســابقَت
بكـــلِّ شــهابٍ مــن عَزائِمــه ثــاقِب
وهـــمّ بِمــا نــابَ البعيــدَ كــأنَّه
مـن النـاسِ مـأخوذٌ بمـا صـَنع الغائِب
منـــاقبُ ألقاهـــا علـــيَّ عطـــاؤه
فقلـت انتظِرنـي ألتمـس عاقـداً حاسـِب
إذا الجــودُ لـم يَعجَـز عجـزتُ بشـكره
وقــابلتُه بالمطـل والموعِـد الكـاذِب
عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب الصوري أبو محمد ابن غلبون.شاعر، حسن المعاني. من أهل صور، في بلاد الشام. مولده ووفاته فيها. وهو صاحب البيت:بالذي ألهم ثناياك العذابا ما الذي قالته عيناك لقلبي فأجاباله (ديوان شعر).