
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سقى اللهُ بالزَّوْراءِ من جانب الغَرْب
مَهـاً وَرَدَتْ عيـن الحيـاةِ من القلبِ
عفــائفُ إِلاّ عــن مُعــاقَرَةِ الهـوى
ضــعائف إِلاّ فــي مُغالبــة الصــَبّ
عقــائلُ تخشـاها عُقيـلُ بـنُ عـامرٍ
كـواعبُ لا تُعْطـي الـذِّمام علـى كَعْب
إِذا جـــاذَبَتْهنَّ البــوادي مَزِيّــةً
مـن الحسـن شـَبَّهْن البراقع بالنَّقْب
تظلَّمْـتُ مـن أَجفـانهن إِلـى النَّـوى
سفاهاً وهل يُعدي البِعاد على القُرب
ولمـا دنـا التوْديـعُ قلـتُ لصاحبي
حنانَيْـك سـِرْ بـي عـن مُلاحظة السِّرب
إِذا كـانت الأَحـداقُ نوعاً من الظُّبى
فلا شـكّ أَن اللحـظ ضـَرْبٌ مـن الضَّرْبِ
هَبُــوني تعشــَّقْتُ الفِــراق ضــَلالةً
فأَصـبحت فـي شـِعبٍ وقلـبيَ فـي شِعبِ
فمـا لـي إِذا ناديتُ يا صبرُ مُنْجِداً
خُــذِلتُ وَلَبَّـى إِن دعـا حُرقـةً لُبّـي
تقضــّى زمــاني بَيْـنَ بَيْـنٍ وهِجْـرَةٍ
فحتّــامَ لا يصــحو فـؤاديَ مِـنْ حُـبِّ
وأَهـوى الذي يهوي له البدرُ ساجداً
أَلسـتَ تـرى فـي وجهـه أَثـر الترب
وأَعجـبُ مـا فـي خَمْـر عَينيْـه أَنها
تُضــاعف سـُكْري كلمـا قلّلـتْ شـُرْبي
إِذا لـم يكـن في الحُبّ عندي زيادةٌ
تُرجّـى فمـا فضـل الزيـارة عـن غَبّ
ومـا زال عُـوّادي يقولـون مـن بـهِ
وأَكتُمهــم حــتى سـأَلتهمُ مـن بـي
فصـِرتُ إِذا مـا هزّنـي الشوق نحوهم
أَحلـت عَـذولي في الغرام على صَحْبي
محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد الله، شرف الدين بن القيسراني. شاعر مجيد، له (ديوان شعر -خ) صغير. أصله من حلب، وولده بعكة، ووفاته في دمشق. تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب. والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الساحل. ورفع ابن خلكان نسبه إلى خالد بن الوليد، ثم شك في صحة ذلك لأن أكثر علماء الأنساب والمؤرخين يرون أن خالداً انقطع نسله. قال الصفدي في ترجمته: بعدما سماه (مهذب الدين أو عدة الدين ... حامل لواء الشعر في زمانه...وهو والد موفق الدين خالد وزير نور الدين الشهيد وجاء في أولاده جماعة فضلاء ووزراء وكتاب، وكان هو وابن منير شاعري الشام وجرت بينهما وقائع ونوادر وملح.... وصحب أبا عبد الله ابن الخياط الشاعر وبه تخرج وروى عنه شعره وكان عندي ديوان ابن الخياط وعليه خط ابن القيسراني وقد قرئ عليه ووقفت على ديوانه بخطه من أوله إلى آخره وملكت به نسخة عليها خطه) وقد اورد الصفدي في ترجمته مقامته المعروفة بظلامة الخالدي وهي مقامة طويلة يصف فيها مناما رأى فيه ابا تمام فشكى له واعظا سطا على شعره يمدح به الناس.قال ابن خلكان (أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بنعبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، الخالدي الحلبي الملقب شرف المعاليعدة الدين، المعروف بابن القيسراني، هكذا أملى علي نسبه بعض حفدته...وسمع منه الحافظان أبو القاسم ابنعساكر وأبو سعد ابن السمعاني، وذكراه في كتابيهما، وكذلك ابو المعالي الحظيري، وذكرهفي كتاب الملح أيضا. .. وظفرت بديوانه وجميعه بخطبه وأنا يومئذ بمدينة حلب ونقلت منه أشياء ...وكانت ولادتهسنة 478 بعكا. وتوفي ليلةالأربعاء الحادي والعشرين من شعبان سنة 548 ودفن بمقبرة باب الفراديس)