
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَوْطَـنَ القلـبَ مـن هـواكم فريقُ
مـا لِصـَرْفِ النَّـوى عليـه طريـقُ
كلّمـا امتـدّ بيننـا أَمَدُ البيْن
تَـــدانى هـــواكُمُ المَوْمـــوقُ
طـولُ عهـدي بكـم يضـاعِفُ وَجْـدي
وكــذا يفعـلُ الشـّرابُ العـتيق
حَجَــبَ الــدّمعُ مقلـتي فعـداها
أَن تـرى مـا يروقُهـا مـا تُريقُ
وأَرى البُعْـدَ في الصَّبابة كالقُرْ
بِ فقلــبي علـى الزّمـان مَشـُوقُ
ولآلـــي دُمــوعِ عينــي طــوافٍ
فلمــــاذا غَوّصــــُهُنّ غريـــق
لا يُـرَعْ فـي يـد الفِـراق زَمـانٌ
مــرَّ لــي مِـنْ وِصـالِكم مَسـْروق
حيــثُ غُصـنُ الشـبابِ غـضٌّ وَرِيـقُ
وتَحايــا المُــدام عَــضٌّ وَرِيـقُ
وغَرامــي لا يَســتدِلُّ بــه الـط
يْــفُ ولا تهتـدي إِليـه البُـروق
والليــالي مثـلُ الغـواني إِذا
أَسـفرن لـم تـدر أَيُّها المعشوق
فــي زمــانٍ تضــاعَفَتْ لعميــدِ
المُلـك فـي ظلّـه علـيَّ الحقـوق
لــو شــهِدْتُم صـَبابتي لعلمتُـمْ
أَنّ قلـــبي بحبّكـــم مَعْـــذوقُ
أَو وقفتــم علــى غُلُـوّيَ فيكـم
قــام لــي عنـدكم بـذلك سـوق
رابنـــي بَعْــدَكم زمــاني فلا
الأَيـامُ بيـضٌ ولا الربيـعُ أَنيـقُ
ورأَيــتُ الرَّحيــقَ يجلُــبُ همّـي
أَفحــالت عـن السـُّرور الرحيـق
أَسلمتْني إِلى الأَسى فهي في الكأْ
سِ رَحيــقٌ وفــي فــؤادي حريـق
وبَلَــوْتُ الـورى قياسـاً إِليكـم
فاســتمرت علــى قياسـي فُـروق
وتصــفَّحْتُ بَعْــدَكم شــِيَمَ النّـا
سِ وفيهــا الصــَّريحُ والمَمْـذُوق
يَعِـدُ الـدّهر باللّقـاء فيُسْليني
ويَـــرْوي أَخبـــارَكم فَيَشـــُوق
ســانحاتٍ يكــاد يتّهـم السـمعَ
عليهــا قلــبٌ عليكــم شــَفيقُ
ويُعــاطينيَ الغــرام أَفــاويق
هـــواكم فمــا أَكــاد أُفيــق
غيــر أَنــي أَهيــم شـوْقاً إِذا
هَــبَّ نســيمٌ بنَشــْركم مَفْتــوق
قــد ملكتُــمْ قلــبي وســرَّحتُمُ
جسـمي فواهاً أَنا الأَسيرُ الطليق
محمد بن نصر بن صغير بن داغر المخزومي الخالدي، أبو عبد الله، شرف الدين بن القيسراني. شاعر مجيد، له (ديوان شعر -خ) صغير. أصله من حلب، وولده بعكة، ووفاته في دمشق. تولى في دمشق إدارة الساعات التي على باب الجامع الأموي، ثم تولى في حلب خزانة الكتب. والقيسراني نسبة إلى (قيسارية) في ساحل سورية، نزل بها فنسب إليها، وانتقل عنها بعد استيلاء الإفرنج على بلاد الساحل. ورفع ابن خلكان نسبه إلى خالد بن الوليد، ثم شك في صحة ذلك لأن أكثر علماء الأنساب والمؤرخين يرون أن خالداً انقطع نسله. قال الصفدي في ترجمته: بعدما سماه (مهذب الدين أو عدة الدين ... حامل لواء الشعر في زمانه...وهو والد موفق الدين خالد وزير نور الدين الشهيد وجاء في أولاده جماعة فضلاء ووزراء وكتاب، وكان هو وابن منير شاعري الشام وجرت بينهما وقائع ونوادر وملح.... وصحب أبا عبد الله ابن الخياط الشاعر وبه تخرج وروى عنه شعره وكان عندي ديوان ابن الخياط وعليه خط ابن القيسراني وقد قرئ عليه ووقفت على ديوانه بخطه من أوله إلى آخره وملكت به نسخة عليها خطه) وقد اورد الصفدي في ترجمته مقامته المعروفة بظلامة الخالدي وهي مقامة طويلة يصف فيها مناما رأى فيه ابا تمام فشكى له واعظا سطا على شعره يمدح به الناس.قال ابن خلكان (أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بنعبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، الخالدي الحلبي الملقب شرف المعاليعدة الدين، المعروف بابن القيسراني، هكذا أملى علي نسبه بعض حفدته...وسمع منه الحافظان أبو القاسم ابنعساكر وأبو سعد ابن السمعاني، وذكراه في كتابيهما، وكذلك ابو المعالي الحظيري، وذكرهفي كتاب الملح أيضا. .. وظفرت بديوانه وجميعه بخطبه وأنا يومئذ بمدينة حلب ونقلت منه أشياء ...وكانت ولادتهسنة 478 بعكا. وتوفي ليلةالأربعاء الحادي والعشرين من شعبان سنة 548 ودفن بمقبرة باب الفراديس)