
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمـاكث فـي الحِمى أَم تَقتفي الأَثرا
فـآل سـَلمى بِسـَلمى اَدلَجـوا سـحرا
كَـم أَنـتَ تَسـتاف بَعـدَ الأَهل تربهم
شـَوقاً وَتَسـأل رَسـماً بَعـدَهُم دثـرا
أَتسـأل الـدار عَمَـن غـادَروك وَقَـد
مَحون مِنها السَوا في العَين وَالأَثَرا
دار قَضــينا بِهـا أَوطارنـا زَمَنـاً
وَاليَـوم نَقضـي عَلَيها بِالبُكا وَطَرا
لِلّــه غـادون أَضـحى عَيشـهم رَغـدا
وَنــاظِري ألـف التَسـهيد وَالسـَهَرا
ســاروا عجــالاً فَلا يَثنـون عيسـهم
بِـالقفر يَنتَجِعـون الغَيـث وَالمَطَرا
لَـم أَدرهـم غَيرَ أَن الريح تَحمل لي
شـَذى الخزامـى إِذا مـا نسمت سحرا
لأَنشــدن الفَيــافي عَــن مَـواطنهم
لَعَلَهــا عَنهُــم تَـروي لَنـا خَبَـرا
وَأَزجـر الناعِقـات السـُود مِـن وَلَه
وَلَـم أَكُـن قَبـل مِمَـن عاف أَو زَجَرا
قَـد كُنـت أَلقى الدَواهي غَير مُكتَرث
صـَليب عُـود إِذا الخَطـب الملم عَرى
فَصــرت أَرفَــع عَــن مَشـلولة يَـده
ضـَيمي وَأَنهَـض نَفسـي عَـن أَجـب قرى
طــافَت هُمــوم عَلـى قَلـبي موَرّقـة
لفقـد أَكـرَم مَـن قَـد طافَ وَاعتَمَرا
لِلّـه عَيـن رَأَت نَعـش الحُسـين وَقَـد
ســارَت مَلائِكـة البـاري بِـهِ زُمَـرا
مَلائك أَحــــدقت فيــــهِ تبشـــره
إِذا الجَهــول رآهــم ظنَّهُـم بَشـَرا
وَالنـاس مِـن ماسـح بِـالكم أَدمعـه
وَماســك قَلبــه بِــالكَف منــذعرا
وَزافــر ردّ فــي الأَحشــاء زفرتـه
يَخشـى عَلـى جسـمه الإِحراق إِن زَفرا
هَــل تَشــفين فُـؤادي عـبرة لِفَـتى
كــانَت فَعــايله لِلمغتــدي عـبرا
لَـولا مَسـاعي حسـين قَـط مـا نَشـَرَت
أَعلام فَضــل وَلا حَــقَ امــرئ ظَهـرا
مَـولى تريـه خَبايـا الغَيـب فطنَته
فَلا تَــرى عَنــهُ شـَيئاً قَـط مسـتتر
إِن ظَـن أَمـراً بسـتر الغَيب محتجباً
تَخـالهُ مِـن وَراء السـتر قَـد نَظَرا
لَـو تَمسـك الغيـد أَلفاظاً لَهُ عذبت
لِنظمتهـــا عَلــى أَعناقِهــا دُررا
لَـولا الكِـرام بَنُو بَحر العُلوم لَما
رَأَيــت عَينَيــن إِلّا فَجــرا نَهــرا
فَاحمـد يَـد الدَهر ما دامَت مسالمة
محمـداً ذا المَزايـا مؤثـل الفقرا
هـذا الإمـام الَّـذي إِن فـاه مِقوَلُه
أَعطـى إِلَيهِ الزَمان السَمع وَالبَصَرا
يَهــز أَعطـافه عِنـدَ النَـدى طَرَبـاً
كَمـا يَهـز النَسـيم اليانع النَضرا
كَأَنَّمــا دَعـوة المَظلـوم إِذ نَشـَرَت
لِعــزه دَعــوة قَــد وافقـت قَـدرا
وَلا عَجيــب إِذا أَضــحى محمــد فـي
أُفـق العُلـى وَحسـين بـاتَ مُسـتتِرا
محمـــد لِلــوَرى شــَمس وَذا قَمَــر
وَالشـَمس لا يَنبَغـي أَن تُدرك القَمَرا
لِلّــه مِــن ملــك أَيــامه لَمعــت
بِجبهـة الـدَهر مِـن مَعروفـه غـررا
سـَوائم الرُشـد قَـد حـامَت فَأوردها
وَأَورَد الغَـــي فــي آرائِهِ صــَدرا
هـذا الَّذي قامَ في العَلياء مُعتدِلاً
وَمِـن سـِواه كَبـا عَنهـا وَمـا قَدرا
إِذا السـَحاب هَمـى الأَنـواء فَهُوَ لَهُ
كــف إِذا هِــيَ تَسـتَقي هَمَـت بَـدرا
فَكَــم لَنــا حكمـاً أَبـدَت بِـديهته
بِقـراط عَنهـا وَجـالينوس قَـد قصرا
لَـم يَسـتتر عَـن أَخـي جلـى يفاجئه
لَكنــه يَصــنَع المَعــروف مُسـتترا
أَمضـى الكماة ظباً أَزكى الأَنام أَباً
أَعلى الوَرى حَسبا أَندى الكِرام قرا
لا رَيـع يـا خَلـف المَهـدي جـانبكم
فَــأَنتُم بَعــدَهُ الابـدال وَالسـفَرا
يَحــار كُــل لَــبيب فــي صـِفاتَكُم
فَمـا عَسـى فيكُـم أَن تَنطـق الشعرا
جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.