
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَعَينيـك مـالي غَيـر وَصـلك مُسعف
أَتعهــدني كـذباً بِعينيـك أَحلـف
ألاعطفـة يا غُصن أَشفي بها الجَوى
فمـن شـِيَم الغُصن الرَطيب التَعطُف
وَلو لَم تَكُن غُصناً نَضيراً لَما غَدَت
عَلَيـكَ القُلـوب الطـائِرات تُرفرف
ســَفرت فَقطعــت القُلـوب صـَبابة
كَمـا قَطـع الأَيـدي شـَبيهك يُوسـف
وَلـي رَمق باق عَلى اليَأس وَالرَجا
أَخــاف عَلَيـهِ مِـن صـُدودك يتلـف
تَقربــك الآمــال منــي طَماعــة
فَــأَقوى وَيقصـيك الـدَلال فَأَضـعف
وَأَصـبَح كالمَسـحور خالَطني الهَوى
وَمـا السـحر إِلا مِـن لحاظك يعرف
أَرى الرمح لدناً وَاليَماني مصلتا
إِذا ســُددالي مِنـكَ لَحـظ وَمعطـف
وَأَطـرق أَطـراق الـذَليل إِذا غَدا
قوامــك فـي عـز الصـبا يَتثقـف
أَردّ يَــدي عَـن وَرد خَـدك خائِفـاً
وَأَي يَــد مِــن وَرد خَــدك تَقطـف
حَمتـك عَـن العُشـاق أَمنـع شـوكة
مِــن الحُسـن لا تلـوي وَلا تتقصـف
جعــودك حيــات وَصــدغك عقــرب
وَقـــدك عســّال وَلحظــك مُرهــف
إِذا كُنـت عَنـي بَعـد بَينك سائِلاً
فَــإِن فُـؤادي مثـل خصـرك مخطـف
وَلَيلـي مِـن طُـول الصـُدود كَـأَنَّهُ
ذَوائبــك المرخـاة أَسـود مسـدف
تَـرود الرَبيـع الناس مَألفهم بِهِ
وَمــالي إِلّا فــي رباعــك مَـألف
وَيَنتَجِعــون الغَيـث أَيـن مصـابه
وَغَيـثي نَميـر مِـن رضـابك يرشـف
يَطــول لِـوادٍ أَنـتَ فيـهِ تَشـوفي
كَظـام إِلـى مَهـوى الحَيـا يَتشوف
هَنيئاً لِعَينيــك الرقـاد فـأَنَّني
أَبيــت وَطرفــي للكـواكب يَطـرف
كَــأَني فــي عـدّ النُجـوم مكفـل
وَفـي طَـرد سـرح النَوم عَني مكلف
وَلـم يبـق منـي الشوق إِلا حَشاشة
تَــذوب وَعَينــا تَســتهل وَتـذرف
أَهـل لَـك بَـدر التَـم مغلي عاشق
فَلـم عـادَ مُـذ قابلتهُ وَهوَ مدنف
وَلَـولا الهَـوى مـا عادَ وَهوَ مقوس
نَحيـف فَـأَن الحُـب يَضـني وَينحـف
وَهَـل عشـقتك الشَمس فَاصفر لَونَها
وَأَضـر منهـا مِنك الجَوى وَالتلهف
وَهَـل بِنُجـوم الأُفـق مِنـكَ صـَبابة
فَأَدمعهــا بِالطـل تَهمـي وَتنطـف
علَيــك اِتهمـت النيـرات وَإِنَّمـا
عَلـى المَـرء مِـن أَقرانِـهِ يتخوف
لِسـاني مَـع السـمار باسمك مُطلق
وَقَلـبي فـي قيـد من الوَجد يَرسف
وَتســكرني ذكـراك شـوقاً كَأَنَّمـا
عَلـي أديـرت مِـن ثَنايـاك قرقـف
فَـديتك لا تصـغي لِمَـن عَنفـوك بي
كَمـا أَنـا لا أَصغي لِمَن بِكَ عنفوا
وَلاتــك عونــاً لِلزَمــان فَجَيشـه
عَلـــي بِلا ذَنــب يَكــر وَيَزحــف
وَلَكـن عَلَيـهِ لـي مِـن اللَه ناصر
يَقينـي وَيَجلـو الكَرب عَني وَيَكشف
فَكَيـفَ يَليني الدَهر وَالدَهر عَبده
إِذا قــالَ دَعــهُ فَهـوَ لا يَتخلـف
هـوَ السـَيد الغطريف مِن آل هاشم
مَليــك بِجلبـاب العُلـى يَتغطـرف
لَهُ الشَرَف السامي فَلا غرو أَن غَدَت
مُلـوك الـوَرى فـي نَعلِـهِ تَتَشـَرَف
معـاذ الهُـدى إِن الإِيمـة مافنوا
فَقَـد أَعقبـوا نعم الإِمام وَخلفوا
إِلَيهِ اِنتَهى أَمر النِيابة فَاِغتَدى
كَمـا أَمـر البـاري بِهـا يَتصـرف
وأتحــف فــي إرث النـبي وَآلـه
وَحَـق الأَب الماضـي بِهِ الابنُ يُتحف
هُـوَ الناصـر الدين الحَنيف بِهمة
تَـزول جِبـال الأَرض مِنهـا وَتنسـف
يَفـل شـَبا الخَطـب الملـم بعزمة
هِـيَ السـَيف بَل أَمضى غِرار وَأَرهف
لَــهُ منـبر الإِسـلام طَأطـأ رَأسـه
فَيَعلـو عَلـى ذاكَ المَنـار وَيَشرف
وَيَصـدع بِالأَحكـام فـي صـَوته كَما
تَراكـم رَعـد فـي السـَما يَتقصـف
يَفـوه بحكـم اللَـه فـي كُل مشكل
وَيَعـدل مـا بَيـن الرَعايا وَيَنصف
أَتـى فـي زَمـان الأخريـن وَعلمـه
لِشــَمل عُلــوم الأَوليــن يُؤلــف
لِناديك يا اِبن العَم أَهديت مَدحة
تَقـــرط آذان العُلـــى وَتشــنف
لِمثلـك إن أَهـدى المَدايح أَهلها
فَأَهـــل وإلا فَهِــيَ زُور وَزُخــرف
فَقَـد نَـزَل الذكر الحَكيم بِمَدحكم
مِــن اللَــه لا يَمحـى وَلا يَتحـرف
وَإِن قَــرَع الأَســماع صـَوت مُـؤذن
فَفـي مـدحكم ذاكَ المـؤذن يَهتـف
وَمــا بَينَكُـم فَصـل وَبَيـن مُحمَـد
وَأَنـتَ رَعـاك اللَـه أَدرى وَأَعـرَف
نصـلي عَلـى الهـادي النَبي وَآله
وَلَفـظ عَلـى خَـوف التَباعـد يَحذف
نَهَضــت بِأَعبـاء الرِياسـة سـَيداً
قَـوي قَـرى عَـن حَملِهـا لَيسَ تَضعف
بِجُـود بِـهِ رَأس ابـن مامة كاسمة
وَحلــم بِمَسـعاه التَميمـي اَحنَـف
تَسـنمت مَتـن الفَخـر مُنفَـرِداً بِهِ
وَخَلفــك أَربـاب المَفـاخر تَـردف
وَمـا وَجَـد الحُسـاد فيـكَ مَقالـة
فَقـالوا زَعيـم الهاشـميين مسرف
نعــم أَنــتَ مِمَـن يَسـتَمد بِرَبـه
فَتتلــف وَاللَـه المُهَيمـن يَخلـف
فَجُـودك مثـل البَحـر بـاق بِحاله
وَكُــل الـوَرى مِنـهُ تَعـبُّ وَتَغـرف
تَخافـك حَتّـى الأَرض إِن سرت فَوقَها
وَمَـن فَـزَع مِنـكَ الهَواضـب تَرجـف
نَدامـة مِـن جـاراك تَظهرهـا يَـد
تَعـض وَعَثنـون مِـن العَيـن يَنتـف
تَغـذ إِلَيـك المُرسـلات مِـن الثَنا
سـِراعاً وَفيهـا عَـن سـِواك تَوقـف
يَزيـد نضـار الشـعر قَدراً وَقيمة
إِذا كـانَ مَبعوثـاً لِمَـن هُوَ صَيرَف
وَكَـم لِبنـات الفكـر حَـولي خاطب
وَلَكــن أَنـوف الهاشـميين تـأنف
تَعمـدت بِالحَسـناء بَيت ابن عَمِها
وَإِن هِــيَ قَــد ذلــت فَلا أَتَأَسـَف
أَرى لحمـاك الرَحـب حجـي فَريضـة
وَأَغبـط مَـن يَسـعى إِلَيـك فَيَعكـف
وَمَن لي أَن أَسعى إِلى كَعبة النَدى
فَأَشـعر فـي بَـدَن الفِـدا وَأَطـوِّف
أَلَسـت اِبـن أَقوام بِهم قَد تَشرفت
منـى وَالمصـلا وَالصـَفا وَالمعـرف
عَلَيـكَ سـَلام اللَـه ما هَبت الصبا
وَمـا ماسَ تَحتَ الريح فينان أَهيَف
فَـإِني بَعـد اليَـوم لازلـت مُنشِدا
وَعَينـك مـالي غَيـر وَصـلك مُسـعف
جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.