
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـم لَيلـة ظَلمـاء بِـالفَرَح اِنجَلَت
وَبِهـــا مِـــن الآلام أَفئِدة خَلَــت
بِغَريـرة فيهـا الصـَبابة قَـد حلت
بَيضــاء ناعِمَـة الشـَبيبة أَقبَلَـت
تَثنــي بِنَشــوة دلهــا أَعطافَهـا
عَلمتـك أنـك قَـد أَضـر بِـكَ الجَوى
وَقَوامهــا يصـبيك لا بـان اللَـوى
فأتَتـك مُنعشـة المَجاسـد وَالقـوى
تَطأ الحَرير وَلو تَطيق أَولو الهَوى
فَرَشـت لَهـا فَـوق الحَريـر شَفافَها
يـا مُسـقماً مـا غَيـر زَورتها دَوًا
يَشـفيه أَو غَيـر الرضـاب لَـهُ رِوى
وَطَـوى مِـن الهَجر الضلوع عَلى جَوى
يَهنيــك إِن العامريــة عَـن هَـوى
أَلفــت حِمــاك وَنــافرت أُلافَهــا
فَلطالمــا قاســَيت أَوجَــع غلــة
مِــن ظبيــة تَوليـك قَبـل بجفلـة
بُشــراك فَلتســعد هَــواك بِطفلـة
طرقتـــك زائِرة بِأَســـعَد لَيلــة
قَـد كـادَ يَرفَـع نُورهـا أَسـدافَها
زُفـــت إِلَيـــك ســـَلافة شــَهدية
مِــن ثَغرِهــا وَســوالفا مجليــة
وَحَكــت أَحاديثــاً لَــدَيك شــَهية
وَجَلـــت بِأَنمـــل فضــة ذَهَبيــة
خَضــبت بِلَــون مـدامها أَطرافَهـا
صـَرف المـدام غَـدَت تَفـوح بِنـدها
بيـد الَّـتي سـَبت الغُصـون بِقـدها
وَجَناتهــا زَهــرت بِحمـرة وَردهـا
فَاشـرب عَلـى الـوَرد الندي بخدها
صــَهباء مُقلتهــا تُــدير سـلافها
وَأَســهر لحانــات لَــديك أَسـيرة
وَإِفــادة فيهــا الســلاف مـديرة
لِتَنـال مِـن ذا الـدن خَيـر ذَخيرة
وَتمــل عَيشــك ناعِمــاً بِغَريــرة
كَــالريم أَرهـف خصـرها أَرهافهـا
أَفبَعـد أَيـام يَطيـب بِهـا الهَـوى
وَلَـدي أَسـمطة السـُرور عَلى الخَوى
أَمسـي وَغُصن الدَهر أَسرَع ما التَوى
وَبمسـقط العلميـن شـائقة الهَـوى
ضـَرَبوا عَلـى مثـل المَهاة سجافها
رَتعــت بــذياك الجَنــاب كَأَنَّهـا
عَينــاء وَالعَينـا تَحـامَت عَينَهـا
لا فَـرق مـا بَيـن المَهـاة وَبَينَها
نَشـــَأَت مَـــع الآرام إِلّا أَنَّهـــا
لا شـــيحها تَرعــى وَلا خَــدرافها
بَـــرَزَت بِقَــد كَــالمثقف صــائب
وَبِســود أَحــداق كَــزرق محــارب
فَاســتهدفتك وَأَنــتَ أَخشـَن جـانب
ثَعليــة لَكــن لَهــا مِــن حـاجب
قَـوس غَـدَت أَهـل الهَـوى أَهـدافَها
حَيــت مَنــازل ذي الأَراكـة مزنـة
يَزهــو بِهــا عُـود وَتعشـب دُمنـة
كَـم ذا تَنالـك مِـن أَميمـة محنـة
وَبِــذي الأَراكـة ربعهـا لَـك جَنـة
غيــد الظِبــاء تَفيـأت ألفافَهـا
وَرَدت مِــن الـوَادي بأعَـذب مَشـرَب
وَتقلبــت فـي الربـع خَيـر تَقلـب
فــي مَنــزل عَطــر المَلاعـب طَيـب
ألفتــه فَــارتبعت بِـأَطيب مَلعَـب
مِنــهُ وَكــانَ لِطيبــه مصــطافَها
نَفحــاته بَكــرت إِلَــي فَانعشــت
مِنــا مَفاصــل بِالصـَبابة أَرعَشـَت
وَأَظــن مِـن عَينـي لفرقتهـا عشـت
أَرجَــت بِرياهـا رَبـاه وَقَـد مَشـَت
عُطــري البُـرود فَضـوعت أَخفافَهـا
أَقــرى الظِبـا قَلـبي فُلان هَشاشـة
لِنُزولهـــا فيـــهِ وَزاد بَشاشــة
وَأَرى الســِهام لِجــانبيَّ مراشــة
يـا ربـع شـَوقي هَـل تَضـيف حَشاشة
نَزلــت ظِبــاك بِربعهـا فَأَضـافها
يـا ربـع كَـم أَنحـوك أَصحب بدنها
حــاف طَـويت ربـي البِلاد وَحُزنَهـا
وَمُــذ المَطايـا لِلقَفـار طَويَنَهـا
ديســت بِأَخفــاف المطــي لِأَنَّهــا
شــَوقاً إِلَيــك تَقــدمت أَخفافَهـا
لا تَطــردن ضــَيفاً لِأَهلـك انزلـوا
نزلـوهم وَعَـن الهَـوى لَـم يَعدِلَوا
يـا لَيـتَ أن أَهل المَنازل أَمحَلوا
حَيتــك مِــن نــوء الثريـا حفـل
حَلبـت عَلَيـك يَـد الصـبا أَخلافَهـا
ميــزن فــي أَرجـاك سـُحب أَغـدَقَت
فيهـا الرِيـاض وَكُـل ناهِلَـة سـَقَت
لا تَكـذب الراجـي إِذا مـا أَبرَقَـت
مِــن كُـل صـادِقَة المخيلـة حلقـت
مِـن نَحـو نَجـد وَاِغتَـديت مَطافَهـا
زُفَــت دَفيــف نَعــائم قَـد حملـت
بَـرد الحَيـا وَإِلـى جَنابـك أَرقَلَت
وَشـَذاك يُرشـدها فَـإِن هِـيَ أَثقَلَـت
طــارَت بِأَجنِحَـة النَسـيم وَأَقبَلَـت
تَحـدو الرُعـود ثِقالَهـا وَخفافَهـا
نَجديــة ظَعَنــت تُريــد عراقَهــا
فَـأَتَتَ وَحـادي الشـَوق نحوك ساقَها
بمقيلــك المَطلـوب يـا مشـتاقَها
قَــد حللـت كـف البُـروق نِطاقَهـا
فَغَــدَت تريــق بِعقوتيـك نِطافَهـا
وَغَــدا الظَلام بِبَرقِهــا مُتَجَلِيــا
وَبودقهــا نَبــت الربـى متحليـا
وَطفـاء يَلمَـع مِـن جَوانبها الضِيا
نَثَــرَت عَلَيـك عَشـية بَـرد الحَيـا
نَــثر اللئالـئ فَـارقت أَصـدافَها
ربـع بِـهِ اِستَنشـَقَت مِسـكاً هائجـا
مِـن نَشـر صـَحب سـارَ في ظلما دجى
نـادَيت وَالتهيـام فـي سـَلمى حجى
أَمشــببا بِالغيــد زِدنـي مازِجـا
فـي وَصـف مَجلـس أنسـنا أَوصـافَها
هُـوَ مَجلـس فيـهِ عَـن الصـَد اِنثَنَت
سـَلمى وَمِـن بَعـد التَباعُد لي دَنَت
وَتَكلمــت لَكــن لمجلســنا عَنَــت
هُـوَ تُحفـة الـدُنيا لَنـا قَد حَسنت
فيــهِ بريعــان الهَـوى أَتحافَهـا
ماســَت مَعاطفهــا فَمسـن جَوانـبي
طَرَبـاً وَمـا علـم الوشاة بِها وَبي
وَمُـذ اِضـطربنا خَـوف علـم مَراقـب
جلـت المـدام لَنـا فَقُلـت لِصاحِبي
مَنَحتــك ســاقية الطَلا اســعافَها
بَــرزَت لَنـا تَهفـو بِسـُود غَـدائر
ذَهَبــت بِأَفكــار لَنــا وَبَصــائر
وَتَرنمـــت فَــاِهتَزَ كُــل مســامر
وَشــَدَت وَقَــد أَرخَــت ثَلاث ضـَفائر
بِيَــد الــدَلال فــاطرَبَت أُلافهــا
إِن واعَــدَت إِنــي أَزورَك فـي غَـد
أمتـــك زائِرَة بِأَصـــدَق مَوعـــد
أَو بَشـــَرَت بِســُرور كُــل مُوحــد
صــَدقتك بِالبُشــرى فَعــرس محمـد
عيــد عَلـى الـدُنيا أَدار سـلافها
عُـرس بِـهِ البَرَكـات فينـا أَعرسـت
وَجبالهــا مِـن بَعـد زُلـزال رَسـَت
مَهمــا وُجــوه الحاسـدين تَعبسـت
ضـَحكت بِهـا الدُنيا سُروراً وَاِكتَسَت
لِلزَهــر مِــن حبراتهـا أَفوافهـا
لِلّــه مِـن فَـرَح يَسـر بِـهِ الـوَرى
وَالمَجـد أَضـحى فيـهِ مُرتَفع الذَرى
إِن تَمـس عَيـن الخَصم بائِنَة الكَرى
فَـاليَوم قَـرَت عَين هاشم في الثَرى
وَســَقتهُ أَنـواء السـُرور نِطافَهـا
أَيــام أُنــس حـازَ مِـن أَلطافهـا
عمــر العُلا ومعــدّ مِــن أَسـلافها
وَشـذا الهَنـا سـاقَت إِلـى آنافها
وَسـرت إِلـى أَبنـاء عَبـد منافهـا
نَفحــات بشـر أَطرَبَـت مـن سـافَها
وَكَنانـــة أَمســَت بِعيــد مُطــرب
وَبَنـو أَبـي الحَمـرا وَأَبطُـن يَعرب
وَتصــافَحوا طـرا مِـن اِبـن أَو أَب
وَصــلتهم البُشــرى بِعُــرس مهـذب
أَحيـــت مَــآثر مَجــده أَســلافها
وَبِــهِ المَكــارم أَصــبَحَت بِتجـدد
وَدَنــى مِــن الأَفــراح كُـل مبعـد
وَســَعى المبشـر فـي حَـديث مسـند
ينميـــه عَــن مَهــدي آل محمــد
هَـذا الَّـذي نَعشـت يَـداه ضـعافها
لِلنــاس قَـد رفـع الإِلَـه سـَماءَها
فــي جَــده وَالأَرض مــدّ وَطاءَهــا
لا تَبكيــن مِــن الهـداة فَناءَهـا
وَرث الأَئمـــة علمهــا وَإباءَهــا
وَصـــلاحَها وَســـَماحَها وَعَفافهــا
ذا عــالم عَــدم العَــوالم نَـده
بِــالحلم وَالعلــم الإِلَــه أَمـده
وَمِــن الســَما الأَملاك أَمَـت قَصـده
يَتـــدارس الملأ المُقــدس عِنــدَه
حُكمـاً بَهَـرن مِـن الـوَرى عرّافهـا
لَــو جئت مَحمــود النَقيبـة آمِلا
لَوَجَــدت أن مِـن البُحـور أَنـامِلا
يـا رَكـب مَكـة ذا أَلا أَقدم نازِلا
رَب القُــدور الراســِيات مـواثِلا
كَــالبرك أَرحـب مالنـا أَجوافَهـا
فَـإِذا الجـوار لِنارهـا أَوقـدنَها
غَضـت فَـأَلقَت فـي المَواقـد سمنها
هِــيَ كِالحَمـائم لا تبـارح وَكنهـا
هَــدارة تَحــتَ الــدُجى فَكأَنَهــا
تَـدعو بِحـي عَلـى القـرى أَضيافَها
وَإِذا رَكـــائب كُــل فَــج بَيتــت
بِحمــاه مُثقلــة الخفـاف تَشـتَتَت
أَولاد آدم فـــي نَـــداه تَقــوتت
وَلــو أن يَأجوجـاً وَماجوجـا أَتَـت
مَغنــاه تَلتَمــس القَـرى لأضـافها
فَعَليـك عَيـن الفَخـر مِـن شَغف سَهَت
وَرِيـاض علـم اللَـه فيكَ قَد اِزدَهَت
وَبِـــكَ المَلائك لِلالـــه تَـــوجَهَت
يـا مَـن مَكارم شَيبة الحَمد اِنتَهَت
إرثــا إِلَيــهِ وَزادَهـا أَضـعافَها
زَعَمــت عَباشـمة القَـديم وَغَيرَهـا
إِن قَـد سـَمَت فيكُـم وَمـاكس كبرَها
وَمُـذ القَبـائل قَـد تَبـدى فَخرَهـا
عَلمــت قُريــشٌ إِن قَومــك خَيرَهـا
كَرمـــاً وَإِن مَنَعتهــم أَنصــافَها
شــَهدت بِــأَنَكُم الكِــرام مَـواطن
لِرهــانكم وَالخَصــم فيهـا وَاهـن
أتناسـت الطلقـاء حيـنَ تَوازَنـوا
مِـن اعتقوهـا بِـالمحول وَراهَنـوا
فـي السَبق حَتّى اِستَعبدوا أَشرافَها
سـَلها من انعش في المحول نحولها
وَنَسـَت بِـهِ تِلـكَ السـِنين محولهـا
إِن أَنكَــرَت شــَرَفاً يَقصـر طُولَهـا
بِـالراحلين بِهـا وَقَـد أَخذوا لَها
عَهــد الأَمـان فَسـَل بِهـم ايلافَهـا
قَـد صـَكَّ مِـن قَـوم الضـَلال جباهها
فيكُـم وَمـا أَغنـى هنالـك جاهَهـا
أَتـــذمكم مِــن قلــة أَفواههــا
فيكُــم أَعَــز المُــؤمنين إلههـا
وَكَفــى بِواحــد جَمعكــم آلافهــا
أَعقبتــمُ ســقم الهِدايــة صــحة
إِذ لَـم تَـزل فيهـا القُلـوب أَشحة
وَبِكُـم عَقيـب الضـيق نـالَت فسـحة
وَاليَـوم إِن شـكت الشـَريعة قرحـة
فَســِواك لَيــسَ بِمــدمل أَقرافَهـا
عَلمتــك ذا علــم بِهـا وَعَليمهـا
وَتــرد مِنهــا لِلحَيــاة رَميمهـا
فَاسـتنجدت بِـكَ كـي تَعيـد قَديمها
فَحَميــت حوزتهــا وَصـُنت حَريمهـا
وَحَفظــت بيضــتها وَحَطَـت سـجافها
حَظيــت بِــكَ الأَيــام آيـة حظـوة
وَاســتبدلت ظلمــاء فــي صــَحوة
وَأَخــذت صــُحف المكرمــات بِقـوة
يـا اِبـن النَـبي وَتِلكَ أَكرَم دَعوة
طَرَبـاً تَهـز لَهـا العُلـى أَعطافَها
يـا سـَيداً رَفـع الشـَريعة قَـدرَها
فَسـَمَت بِـهِ وَعَلـى القَـديم أقرَّهـا
أَدرتـك حَيـث اِستكشـفت بِـكَ ضـرها
أَنـتَ الَّـذي اِرتَضـع النبـوة درها
وَلَــهُ الإِمامــة مَهــدت أَكنافَهـا
يـا مسـبل الكَـف الَّـتي مِن فَيضِها
رتـع الـوَرى لا مِـن سـَحائب قيضها
فَلطيــب أَنفــاس نبـاهي ببعضـها
مِــن حـل دارك ظَـن تربـة أَرضـها
كـــافورة قُدســـية فَاســـتافها
جَمَعـت مَفازتهـا النجابـة وَالنُهى
وَالعلـم وَالفَضـل المضـاعف حُسنَها
مــن حــل فيهـا جَنـة قَـد ظَنَهـا
وَنعــم هِــيَ الفَــردوس إِلّا أَنَّهـا
رضــوان بشــراك خـازن أَلطافهـا
يَـدعو العفاة ألا ادخَلوا في جَنَتي
وَخُـذوا الَّـذي أملتـم مِـن رَحمَـتي
أَعلمتهـا يـا مَـن فِـداؤك مُهجَـتي
هِـيَ سـاحة الشـَرَف المقدسـة الَّتي
ولـدت بِهـا مِنـكَ العُلـى أَشرافها
حَســنوا وُجوهــاً كهلهـم وَصـبيهم
فَأَضــاء فيهــا كَالصـَباح عَشـيهم
لِلّــه والــدة المشــكر ســَعيهم
وَلــدتهم علمــاء يَكشــف هَـديهم
عَـن ذي القُلـوب الغـافِلات غلافهـا
قَسـَماً لَهُـم كَلِمـات آدم مُـذ غَـوى
وَطَغـى السـَفين بِهـم لِنوح فِاِستَوى
وَهِـيَ الَّـتي لَمَعـت عَلـى وَادي طَوى
شـَفوا طِباعـاً لا تَميـل مَـع الهَوى
مِــن حَيــث طَهــر رَبهـم شـفافها
يــا سـارياً وَالـدَهر غَيّـر سـمته
لغريــم فَقــر لا يُبــارح بَيتــه
هَلا أَبــا موســى المغيـث قصـدته
فَــإِذا بجعفرهـا اِرتَفـدت وَجـدته
فـــراج كُـــل عَظيمــة كشــافها
أَو جئت وَضـــاح الجَــبين عشــية
وَتَــرى تحيـط بِـهِ الوُجـوه بَهيـة
لَرَأَيـــت مِنهُــم هالــة قَمَريــة
قَمــــر تَوســــط دارة قُدســـية
جَمـع الكَمـال عَلى النُهى أَطرافَها
لَــو طــاوَلَته العـارفون بِطُـوله
لَأبـــان عَجزهــم باســفل رجلــه
هَــذا الَّـذي شـَهد العَـدو بِفَضـله
لَــولا اِكتِسـاب الحاسـِدين بِنَعلـه
شـَرَفاً لَقـالَ المَجـد طَـأ آنافهـا
فَهبـاته تَـدعو العفـاة إِلـى هُنا
فَتجـوز حَتّـى تَختشـي كـبر الفَنـا
وَلِأَنــه غَيـث الأَرامـل فـي الـدنى
حَيـث التفـت وَجـدت السـنة الثَنا
وَالمَــدح تَعلـق فـي علاه هتافهـا
فَبِرَأيــهِ عقــد الضــَلالة حلَّهــا
وَبِــهِ رَقــاب الظــالِمين أذلهـا
بَسـطت بِـهِ الـدُنيا وَأحكـم أَهلَها
وَســَع الـوَرى حلمـاً وَأدّب جَهلَهـا
غَضــَباً فَــآمن خَوفَهــا وَأَخافَهـا
فَــإِذا صـَرَخت وَجـدته المستصـرِخا
وَأَخـا الإِغاثـة بِالشـَدايد وَالرَخا
هَـذا الَّـذي اِتخـذ السَماح لَهُ أَخا
هـوَ سـَيد الكُرَمـاء إِن ذكر السَخا
وَأَخـو المَكـارم إِن غَـدَت أَحلافهـا
فَبحلمـــه خفَّــت جِبــال تهامــة
وَبنيلــه لَــم نخــش وَقـع مَلامـة
وَنَـــداه بخــل كُــل رَب كَرامــة
لا قلــت أَنملــه ضــُروع غَمامــة
فَمـن الغَمـائم مـا ذممـت جفافها
وَلربمــا بَــرق السـَحاب وَاَرعَـدا
وَمَضــى وَلـم يبلـل لِنـاهله صـَدى
فَلــذاك كُــل سـَحابة لـن أَحمَـدا
وَحَمــدت أَنملــه لِأَن لَهـا النَـدى
طَبــع تَنيلــك دائِمــا إسـعافها
جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.