
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَصــات ناعيـك لَكـن بِالشـَجا شـَرقا
بِحَيـث لَـولا لِسـان الـدَمع مـا نَطَقا
أَو مـا إِلـى الأُفـق إِيمـاء فافهمنا
بِــأَن طــالع أَهـل الأَرض قَـد محقـا
فَلـــم يَــدَع ســامِعاً إِلا وَعــبرته
بصـدره اِعتَلجَـت حَتّـى بِهـا اِختَنَقـا
نـاع نعـاك نعـى الـدُنيا وَزهرتهـا
وَالعلـم فيـهِ غـراب البين قَد نَعَقا
نَعـى حَياتـك وَالـدين الحَنيـف مَعـاً
وَلَــو نَعـى كُـل مَخلـوق فَقَـد صـَدَقا
فَلا رَأَت عَينـــه إِلا قَـــذىً وَعَمـــى
وَلا حَـــوى فَمَـــهُ إِلا حَصــاً وَنَقــا
كَأَنَّمــا صــور إِســرافيل فـي فَمـه
قَـد صـاحَ فيـهِ فكـلٌّ قَـد هَـوى صَعقا
آه عَلَيـك فَمـا فـي الـدَهر مِـن حُسن
سـِواك حَتّـى كَـأَن الحُسـن مـا خُلِقـا
لَـو كُنـت تَفـدى لَهـانَت فيكَ أَنفُسنا
لَكــنَّ فيـكَ قَضـاء اللَـه قَـد سـَبَقا
لاطـوحت فيـكَ نـوق الـبين مِـن رجـل
أَهـدى لِعَيـن المَعالي السُهد وَالأَرَقا
مثـل الشـِهاب هَـوَت كَـف الزَمـان بِهِ
مِـن بَعـدما جـاوَزَ الجَـوا عُلىً وَرُقي
غَـض الشـَباب إِذا فيـكَ النَسـيم هَفا
عــوذت شَخصــك فــي ســَبابَتيَّ رُقـا
بَعــدت عَنــا وَمــا أَدلجـت راحِلـة
وَلا اِنطَلَقَـت مَـع الحَـي الَّذي اِنطَلَقا
أَكلمــا نـاظِري بِـالنَوم قَـد خَفَقـا
أَبصـرت طَيـف خَيـال مِنـكَ قَـد طَرَقـا
فَمُــذ فَتَحــت لَــهُ بــاعي أُعـانقه
مَضــى وزود قَلــبي الهَـم وَالقَلَقـا
لا طــابَ بَعـدك تَعليـل الرِفـاق إِذا
بَعـدت يـا سـَلوة الأَحبـاب وَالرفقـا
كَـــأَن لحـــدك إِذ ضـــمنته صــَدف
حَــواك يــا دُرة الغـواص وَاِنطَبَقـا
لأَبكينـــك مـــا نـــاحَت مطوقـــة
لِفَقــد أَلـف باشـراك الـرَدى علقـا
وَانـــدبنك فـــي خَنســاء قافيــة
صـَخر الضـريح إِذا أَنشـَدتها اِنفَلَقا
أَي وَالَّــذي خَلـق الإِنسـان مِـن عَلَـق
حَــقٌّ لِإِنسـان عَينـي لَـو جَـرى عَلَقـا
عَلَيــك قَـد كُنـت أَخشـى مِـن مفكـرة
فَتحـت فيهـا رتـاج العلـم وَالغَلقا
مـا زلـت فـي مُشـكلات العلم تُشعلها
فَأَرســَلَت شــُعلة لِلقَلــب فَاِحتَرَقـا
فَفـي سـَبيل الهُـدى قَلـب بِـهِ ذَهبـت
أَيـدي العُلـوم الَّـتي عالجتها فرقا
مـا إِن عشـقت سـِوى بكر العلى أَبَدا
وَقـلّ مَـن لِلمَعـالي الغُـر قَـد عَشِقا
أَهلـوك بـالعلم قَـد جـدوا عَلى نَسق
وَأَنــتَ تـابعت مِنهُـم ذَلِـكَ النَسـَقا
بجـدهم كَشـف اللَـه الغِطـاء وَأَنـوا
ر الفَقاهــة فيهـم ضـوؤُها اِئتَلَقـا
وَلَــو ســَلمت لَعــادَت غَضــة لَكُــم
طريــة تَســتجد النُــور وَالوَرقــا
وَجـــه فَقَــدناه فيــهِ لِلعُلا ســِمة
يــا لَيتنــا لا عَرفنــاه وَلا خَلقـا
يَـرى اِنتِصـاراً إِذا الموتـور صابحه
وَعـادم الـرزق أَن يُبصـر بِـهِ رزقـا
كَناقــة اللَــه قَـد كـانَت مُبارَكـة
زادَ المقــل وَلِلظــامي رَوى وَســَقا
وَصـــالح ناصــح لِلنــاس يُرشــدهم
وَهُــم بَقايــا ثَمــود ضــلة وَشـَقا
لَــو يقتــدون جَميعـاً فـي هِـدايته
مـا ضـَيعوا سـُبل الإِيمـان وَالطرقـا
تَــورث العلــم مِــن آبـائه فَضـفت
عَلَيـــهِ درع علاً مَحبوكـــة حَلقـــا
يَقــي الأَنـام بِهـا مِـن كُـل حادِثَـة
وَلَيــسَ كَــالعلم يَومـاً جَنـة وَوقـا
مَـن ذا يسـاميه فـي خَلـق وَفـي خلق
وَاللَـه هَـذب مِنـهُ الخَلـق وَالخَلقـا
يَـزداد بَشـراً عَلـى مـا فيهِ مِن أَلم
كَالمسـك يَـزداد طيبـاً كُلمـا سـُحقا
كَـــأَن أَقلامـــه اللاتــي يُثقفهــا
عَصـى الَّـذي شَقَ فيها البَحر فَانفَلَقا
وَذا المِـداد الَّـذي يَجري اليراع بِهِ
دَم الشـَهيد علـى القُرطـاس قَد هرقا
مِــن آل جَعفــر لا زالَــت وُجــوههم
مثـل المَصابيح تَجلو اللَيل إِن غَسَقا
لَـم يَـذخروا غَير كنز العلم في وَرق
وَالنــاس تَــدَّخر الأَمـوال وَالوَرَقـا
هـم مَرجـع العلمـا فـي كُـل مُشـكلة
لَـم تَبـقَ يَومـاً لَهـا ذهناً وَلا حَذقا
إِن فاه نطق أَبي الهادي لَهُ استمعوا
كَــأَن وَحيـاً بِـهِ جبريـل قَـد نَطَقـا
رَعــاه رَب الســَما مـن عـالم علـم
ســَما بعليــاه حَتّـى زاحـم الأُفقـا
قُـــل لِلّــذي رامَ جَهلاً أَو يُطــاوله
يَنصــب لَــهُ سـلماً أَو يَتخـذ نَفَقـا
لا غــرو إِن عـادَ مِنـهُ مَـن يُسـابقه
لخجلــة تَعــتريه يَمســَح العَرقــا
بِـالبيض وَالصـفر تَهمـي سـُحب انمله
عَلــى البَريــة لا قطــرا وَلا وَدَقـا
تَستَشـــرف الرَكــب فــي مَفاوزهــا
صـدق المخيلـة كَـالغَيث الَّـذي بَرَقا
يَجـدون نَحـو اَبـي الهـادي بِقَـولهم
يـا نـاق سَيري إِلى ربع النَدى عُنقا
ســَقى الآلــه ضــَريحاً حلــه حســن
سـَحاب عَفـو بِـهِ يُمسـي الثَـرى غَدَقا
جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.