
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللَــه أَي دَم فــي كَــربلا ســفكا
لَـم يَجر في الأَرض حَتّى أَوقف الفَلكا
وَأَي خَيــل ضــَلال بِــالطفوف عَــدت
عَلـى حَريـم رَسـول اللَـه فَاِنتَهكـا
يَــوم بِحاميــة الإِسـلام قَـد نَهضـت
بِــهِ حميــة ديـن اللَـه إِذ تَرَكـا
رَأى بِـــأَن ســَبيل الغَــي متبــع
وَالرُشـد لَـم تـدر قَـوم أَيـة سلكا
وَالنــاس عـادَت إِلَيهُـم جـاهليتهم
كَــأَن مَـن شـَرع الإِسـلام قَـد أَفكـا
وَقـــد تحكــم بالإِيمــان طاغيــة
يُمســي وَيُصـبح بِالفَحشـاء مُنهَمِكـا
لَـم أَدرِ أَيـن رِجال المُسلمين مَضوا
وَكَيــفَ صــارَ يَزيـد بَينَهُـم ملكـا
العاصـر الخَمـر مِـن لُـؤم بعنصـره
وَمِــن خَساسـة طبـع يَعصـر الودكـا
هَـل كَيـفَ يَسـلم مِـن شـرك وَوالـده
مـا نَزعـت حَملـه هنـد عَـن الشركا
لأَن جَـرَت لَفظـة التَوحيـد فـي فَمـه
فَسـَيفه بِسـوى التَوحيـد مـا فَتَكـا
قَـد أَصـبَح الـدين مِنهُ شاكياً سَقما
وَمـا إلـى أَحـد غَيـر الحسـين شَكى
فَمـا رَأى السَبط للدين الحَنيف شَفا
إِلا إِذا دَمــه فــي نَصــرهِ ســَفَكا
وَمـــا ســـَمعنا عَليلاً لا عِلاجَ لَــهُ
إِلّا بِنَفـــس مُـــداويه إِذا هَلَكــا
بِقَتلــه فــاحَ للإِســلام طيـب هُـدى
فَكُلمــا ذكرتــه المســلمون ذَكـا
وَصـانَ سـتر الهُـدى عَـن كُـل خائِنة
سـتر الفَـواطم يَـوم الطَف إِذ هتَكا
نَفسـي الفِـداء لَفـاد شـَرع والـده
بِنَفســـه وَبــاهليه وَمــا مَلَكــا
قَـد آثـر الـدين أَن يَحمـي فَقحمها
حَيـث اِستَقام القَنا الخَطي وَاشتبكا
وَشــبها بِــذبال الســَيف نــائرة
شـَعواء قَـد أَورَدَت أَعـداءه الدركا
وَانجـم الظُهـر للأَعـداء قَـد ظَهَـرَت
نصـب العُيـون وَغَطى النَقع وَجه ذكا
أَحــال أَرض العِـدى نَقعـاً بِحملتـه
وَلِلســَماء ســَما مِـن قَسـطل سـَمكا
فــانقص الأَرضــين الســَبع واحـدة
مِنهــا وَزاد إِلــى أَفلاكهـا فُلكـا
فــي فتيـة كَصـقور الجَـو تَحملهـا
أَمثالَهـا تنقـض الإِشـراك وَالشـَبَكا
لَــو أَطلَقوهــا وَراء الـبر آونـة
لِيَمســكُوه أَتـت وَالـبر قَـد مسـكا
الصـائِدون سـِباع الصـَيد إِن عنـدت
وَمـا سـِوى سـمرهم مـدوا لَها شُركا
لَــم تَمــس أَعـداؤهم إِلّا عَلـى درك
وَجــارهم يَـأمن الأَهـوال وَالـدركا
ضــاقَ الفَضـاء عَلـى حَـرب بحربهـم
حَتّــى رَأوا كُـل رَحـب ضـَيقا ضـَنكا
يـا وَيـح دَهـر جَنا بِالطف بَين بَني
مُحمـــد وَبَنــي ســُفيان مُعتركــا
حاشـا بَنـي أَحمَـد ما القَوم كفؤهم
شـــَجاعة لا وَلا جُـــوداً وَلا نســكا
مـا تَنقـم النـاس مِنهُـم غَير أَنَّهم
يَنهـون أَن تَعبـد الأَوثـان وَالشركا
شــَل الإِلـه يَـدي شـمر غَـداة عَلـى
صـَدر اِبـن فاطِمـة بِالسَيف قَد بَركا
فَكــانَ مــا طبــق الأَدوار قاطِبـة
مِــن يَـومِهِ لِلتَلاقـي مَأتمـا وَبكـا
وَلــم يُغــادر جَمـاداً لا وَلا بَشـَرا
إِلا بُكـــاه وَلا جنـــاً وَلا ملكـــا
فَــإِن تَجــد ضـاحِكاً مِنـا فَلا عَجَـب
إِذ رُبمـا بسـم المَغبـون أَو ضـَحِكا
فـي كُـل عـام لَنـا بِالعشـر واعية
تطبــق الــدور وَالأَرجـا وَالسـككا
وَكُـــل مُســلمة تَرمــي بزينتهــا
حَتّـى السَماء رَمَت عَن وَجهِها الحبكا
يــا ميتــا تـرك الأَلبـاب حـايرة
وَبِــالعَراء ثَلاثــاً جســمه تَرَكــا
تَــأتي الوُحــوش لَــهُ لَيلاً مُسـلمة
وَالقَـوم تَجـري نَهاراً فَوقَهُ الرمكا
وَيـل لَهـم مـا اِهتَدوا مِنهُ بِمَوعظة
كَالــدُر مُنتَظِمـاً وَالتـبر مُنسـَبكا
لَـم يَنقَطـع قَـط مِـن إِرسـال حكمته
حَتّـى بَهـا رأسـَهُ فَـوقَ السنان حَكى
وَا لهفتـاه لزيـن العابـدين لقـا
مِـن طُـول علتـه وَالسـقم قَـد نَهكا
كــانَت عبــادته مِنهُــم ســِياطهم
وَفي كُعوب القَنا قالوا البَقاء لَكا
جَـروه فَـاِنتَهبوا النطـع المعد لَه
وَأَوطـأوا جسـمه السـعدان وَالحَسكا
لا مَــرت الريـح فـي كوفـان طَيبـة
وَالغَيـث لا حَـل في وادي الشآم وَكا
وَعَــذب اللَــه بِالجــاني بَريهــم
فَفــي دَم السـَبط كُـل مِنهُـم شـركا
ثُـم الصـَلوة عَلـى الهـادي وَعترته
ما ناحَت الورق أَو جفن الحَمام بَكى
جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.