
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبيـت المَجـد لا ملت اِنهِداما
فَقَـد فـارقتَ رُكنَـك وَالدعاما
فَكَــم مَـرَّت لَيـالٍ فيـكَ بيـضٌ
بِبشـر المُصطَفى تَزهو اِبتِساما
أَحــجُّ إِلَيــك مَسـروراً كَـأَني
أَحـجُّ الكَعبـة البَيت الحَراما
إِذا عـزم الـوداع أَبـو علـيٍّ
أَلا فاقرأ عَلى الدُنيا السَلاما
تَقــيٌّ نَــدفَع النَكبـات فيـهِ
وَنَستســقي بغرَّتــه الغمامـا
فَكَـم هـوَ في نَهار الحَرِّ صاما
وَكَـم هـوَ في لَيال القرِّ قاما
وَكُنـت بِـهِ أَعُـدُّ العـام يَوماً
فَحيـن مَضـى أَعُـدُّ اليَوم عاما
برغمــي أن مَضـيتَ أَبـا علـيٍّ
وَكُنـتَ مِـن الخطوب لَنا عِصاما
وَمـا ضـاءَت بِـكَ الأَيّـامُ حَتّـى
أَحلْــتَ ضـِياءَها فَـدجت ظَلامـا
رقـدتَ وَقَـد تَركـت لَنا عُيوناً
بِحقــك أَقســمت أَن لا تَنامـا
وَددنـا إِذ شـَكَوت السـقم أَنا
بصــحتنا نُعاوضــُك السـقاما
لَقـد عقـل السـقامُ لِسـانَ حرٍّ
بِغَيـر الـذكر لَم يُطِلِ الكَلاما
وَألـوى المَـوت مِنكَ يَمينَ جُودٍ
تُبـاري الغَيـث سَحّاً وَانسِجاما
وَغَمَّضــتِ المَنيـةُ مِنـكَ عَينـاً
غَضـيض الطَـرف ما نَظرت حَراما
أَلا لا تبعـــدنَّ أَبـــا علــيٍّ
وَلا لاقَــت مَحاســنُك الرِغامـا
عَلامَ تَرَكــت أَيتـامَ البَرايـا
أَلَسـت أَبـا الأَرامل وَاليَتامى
فَكَـم عـارٍ كَسـَوت وَكَـم أَسـير
فَكَكــتَ وَكَـم تَكفّلـت الأَيـامى
وَتَســهَر للعفـاة وَهُـم نِيـامٌ
وَكَـم مِـن ساهرٍ يَرعى النِياما
فَقبـل سـؤالهم تَهـب العَطايا
وَقبـل سـلامهم تُفشـي السـَلاما
وَرمـتَ بِهم رضا الباري فَطوبى
لِنفســك إِنَّهـا رَأَت المَرامـا
لَـكَ البُشـرى نَزلـت عَلى إمامٍ
يحـامي جـارَه عَـن أَن يُضـاما
وَفـدت عَلـى النَـبيِّ بِغَير رَيبٍ
وَذُقـت مِن الرَحيق العَذب جاما
وَكُنــت بِوُلْــدِهِ بـراً رَؤوفـاً
تَـرى إسـعافَهم فَرضـاً لِزامـا
تعاهــدهم يَمينـك بِالعَطايـا
وَتَكشـف عَنهُـمُ الكُرَبَ العِظاما
سـِهام الـدَهر ترجعهـا إِلَيـهِ
طَـوايشَ حيـنَ يَرشـقُهم سـِهاما
فَيـا أَهليـه صـَبراً وَاحتِساباً
وَللأجــر اِكتِسـاباً وَاغتِنامـا
وَمَـن يَصـبر فَلَـم يَحرم ثَوابا
وَمَـن يَجـزَع فَلَـم يَدفَع حِماما
إِذا مـا المُصـطَفى أَودى فَهَذا
علــيٌّ بَعــده بِــالأَمر قامـا
وَمـا أَوفـى عَلى العشرين حَتّى
رَقى مِن غارب العَليا السَناما
فَـتى صـَقلته أيمـانُ المَعالي
فَكـانَ بِكفِّهـا السَيفَ الحُساما
وَإِن غــابَت لَكُـم شـَمسٌ فَهَـذا
ســُليمانٌ بَـدا بَـدراً تَمامـا
كَريــمٌ أَريحــيُّ النَفـس مِنـهُ
يَرنِّـحُ لَحـنُ سـائله القوامـا
إِذا لـم يَهـمَ عامَ المَحلِ غَيثٌ
غَـدَت بِـالجُود راحَتُـه تهـامى
فَمـا قَيـسُ بـنُ عاصم وَابنُ طيٍّ
وَمـا معْـنٌ وَإِن كـانوا كِراما
طَريـق المَجـد أَوضـحُ كُـلِّ شَيء
وَأَبصـارُ الـوَرى عَنـهُ تَعـامى
وَلَيــسَ ســِوى سـليمانٍ رَئيـس
لَـهُ ألقـت يَـدُ العَليا زِماما
وَإِن قَصـد الرَجـاءُ أَبـا سَعيد
فَمـن كَفيـه بَـرقَ السَعد شاما
يســهِّد طَرفَــه لَيلاً إِذا مــا
سـِواه غَفـى عَـن الأُخرى وَناما
وَأَحمَــد محســن لَلوَفــد كُـلٌّ
تَـراه فـي بَني العَليا إماما
رَأَيتُهــم أَعـفَّ النـاس نَفسـاً
وَأســخاهُم وَأحفظهــم ذِمامـا
بَنــي حسـن وَكَـم لَكُـم أَيـادٍ
عَلـى الإِسـلام قَـد كانَت جساما
لَكـم شـَهد المصـلَّى إِذ بنيتُم
لِعـابرة السـَبيل بِـهِ مَقامـا
لِــزوّار الأَئمــة قَـد تركتـم
لَكُـم أَثـراً فيـا دمتم وَداما
وَكـانَ الحَـق أَن يَـدعو إِلَيكُم
بِخَيــرٍ كُـلُّ مَـن صـَلَّى وَصـاما
لَكُـم مَجـدٌ عَريـقُ الأَصـل سـامٍ
عَلـى عـذباته النسـران حاما
تَفـوح طبـاعُكُم أَرجـاً وَطيبـاً
كَـأَن هبوبَهـا نَشـرُ الخزامـى
وَلَـم يُنكـر شـَذاكُم غَيـرُ أَنفٍ
شـَكى مِـن نتـن صـاحبه زكاما
خُـذوها وَاقبلـوا عُذري فَقَلبي
بِــهِ أَذكَــت رزيَّتُكـم ضـراما
لَقَـد نَـثرت مَـدامعيَ اللئالي
مـذاباتٍ فَلـم أُطِـقِ النِظامـا
جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.