
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَعاهَــدَتكَ العِهــادُ يـا طَلَـلُ
حَـدِّث عَـنِ الظـاعِنينَ ما فَعَلوا
فَقــالَ لَــم أَدرِ غَيــرَ أَنَّهُـمُ
صـاحَ غُـرابٌ بِـالبَينِ فَاِحتَمَلوا
لا طــالَ لَيلـي وَلا نَهـاري مَـن
يَســـكُنُني أَو يَرُدَّهُـــم قَفَــلُ
وَلا تَحَلَّيـــتُ بِالرِيــاضِ وَلا ال
نــورِ وَمَغنــايَ مِنهُــمُ عَطَــلُ
عَلَــيَّ هَــذا فَمـا عَلَيـكَ لَهُـم
قُلـــتُ حَنيــنٌ وَدَمعَــةٌ تَشــِلُ
وَإِنَّنــي مُقفَــلُ الضـَمائِرِ مِـن
حُــبِّ ســِواهُم مـا حَنَّـتِ الإِبـلُ
فَقـــالَ مَهلاً تَبِعتُهُــم أَبَــداً
إِن نَزِلــوا مَنـزِلاً وَإِن رَحَلـوا
هَيهــاتَ إِنَّ المُحِــبَّ لَيـسَ لَـهُ
هَــمٌّ بِغَيــرِ الهَــوى وَلا شـَغَلُ
تَرَكــتَ أَيـدي النَـوى تَعـودُهُمُ
وَجِئتَنــي عَــن حَــديثِهِم تَسـَلُ
فَقُلــتُ لِلرُكــبِ لا قَـرارَ لَنـا
مِـن دونِ سـَلمى وَإِن أَبى العَذَلُ
وَلَــم نَـزَل نَخبِـطُ البِلادَ بِـأَخ
فـافِ المَطايـا وَالظِـلُّ مُعتَـدِلُ
كَأَنَّمــا طــارَ تَحتَنــا قَــزَعٌ
عَلــى أَكُــفِّ الرِيــاحِ يَنتَقِـلُ
يَفـري بُطـونَ النَقا النَقيَّ كَما
يَطعَــنُ بَيــنَ الجَوانِـحِ الأَسـَلُ
حَتّـى تَبَـدّى فـي الفَجـرِ ظَعنُهُمُ
وَســائِقُ الصـُبحِ بِالـدَجى عَجِـلُ
وَفَـــوقَهُنَّ البُــدورُ يَحجُبُهــا
هَــوادِجٌ تَحــتَ رَقمِهـا الكِلَـلُ
فَلَم يَكُن بَينَنا سِوى اللَحظِ وَال
دَمـــعِ كَلامٌ لَنـــا وَلا رُســـُلُ
هَــذا لِهَــذا فَمـا لِـذي إِحَـنٍ
يَـــدُسُّ لــي كَيــدَهُ وَيَختَتِــلُ
وَإِن حَضــَرتُ النَــدِيَّ وَكَّـلَ بـي
لَحظـاً بِنَبـلِ الشـَحناءِ يَنتَضـِلُ
يــا وَيلَـهُ مِـن وُثـوبِ مُفتَـرِسٍ
رُبَّ ســُكونٍ مِــن تَحتِــهِ عَمَــلُ
إِســتَبقِ حِلمـي لا تُفنِـهِ سـَرَفاً
فَبَعــدَ حِلمــي لِأُمِّــكَ الثَكَــلُ
وَقَــد تَرَدَّيــتُ بِــاِبنِ صـاعِقَةٍ
أَخضــَرَ مــا فـي غِـرارِهِ فَلَـلُ
كَـم مِـن عُـداةٍ أَبـادَهُم غَضـَبي
فَلَـم أَقُـل أَيـنَ هُم وَما فَعَلوا
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.