
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دِيـارٌ أَقْفَـرَتْ مِـنْ أُمِّ سـَلْمَى
بِهـا دَعْـسُ الْمُعَـزَّبِ وَالْمُراحِ
وَقَفْـتُ بِهـا فَنـادانِي صِحابِي
أَغالِبُكَ الْهَوَى أَمْ أَنْتَ صاحِي؟
وَكَـمْ مِـنْ فِتْيَـةٍ أَبْنـاءِ حَرْبٍ
عَلَـى جُـرْدٍ ضـَوَامِرَ كَالْقِـداحِ
صـَبَحْتُ بِهِـمْ بُيُـوتَ بَنِي زِيادٍ
وَجُـرْدُ الْخَيـلِ تَعْثُرُ بِالرِّماحِ
بِســاهِمَةٍ خُضــِبْنَ بِجادِيَــاتٍ
ســَوَابِقُهُنَّ كَالْحِـدَأِ الشـِّحاحِ
وَصــَفٍّ مــا تَسـَايَرُ حُجْرَتـاهُ
تُبَشــِّرُهُ الْأَشــائِمُ بِالشـِّياحِ
شــَهِدْتُ طِــرادَهُ بـأَقَبَّ نَهْـدٍ
كَتَيـسِ الرَّبْـلِ مُعْتَـدِلٍ وَقَـاحِ
يَقُـولُ لَـهُ الْفَوارِسُ إِذْ رَأَوهُ
نَـرى مَسـَداً أُمِـرَّ عَلَـى رِماحِ
إِذا قـامُوا إِلَيـهِ لِيُلْجِمـوهُ
تَمَطَّــى فَــوقَ أَعْمِـدَةٍ صـِحاحِ
إِذا وَرَّعْـتَ مِـنْ لَحْيَيـهِ شيئاً
سـَمَا مُتَقـاذِفَ التَّقْريبِ طَاحِي
إذا مـا الرَّكْضُ أَسْهَلَ جانِبَيهِ
تَهَـــزَّمَ رَعْــدُ مُبْتَــرِكٍ جُلاحِ
فَلَــمْ نَقْتُـلْ شـِرارَهُمُ وَلكِـنْ
قَتَلْنـا الصَّالِحينَ ذَوِي السِّلاحِ
قَتَلْنـا مُطْعِـمَ الأَضـْيافِ مِنْهُمْ
وَأَصـْحابَ الْكَرِيهَـةِ وَالصـَّباحِ
فَأَثْكَلْنـا الْحَلِيلَةَ مِنْ بَنِيها
وَخَلَّينــا الْخَرِيـدَةَ لِلنِّكـاحِ
عمرُو بنُ مَعْدي كَرِبَ الزُّبَيْدِيّ، أبو ثَور، من قبيلةِ زُبَيد المِذحجيّة القحطانيّة اليمانيّة. شاعرٌ مخضرمٌ يُعَدُّ من أشهرِ الفرسانِ العرب، ولد نحو 75ق.ه/549م، وتُوفّيَ في 21ه/642م، عاشَ الشّطرَ الأكبرَ من حياتِهِ في الجاهليّة، وكانَ فيها رئيساً لقومِهِ بني "زُبَيد" بعد مقتلِ أخيهِ "عبد الله"، وقد واجهَ في الجاهليّة العديد من القبائل العربيّة مع قومِهِ؛ من مثل بني عامر وبني سُلَيم وبني مازِن الّذين قتلوا أخاه عبد الله. أسلمَ سنة 9هـ في عامِ الوفود، ثمّ ارتدّ عن الإسلام وانضمّ إلى الأسود العَنْسِيّ، لكن سلّم نفسَهُ إلى جيشِ أبي بكر بعد ذلك وعادَ للإسلام، وشاركَ في الفتوحاتِ الإسلاميّة الممتدّة وشهد أهمّ المعارك؛ من مثل معركة اليرموك ومعركة القادسيّة الّتي أبلى فيها بلاءً حسناً، ومعركةِ نهاوند. وتوفّيَ بعد معركة نهاوند سنة 21هـ في موضعٍ يُقالُ له "رُوذة" من أرضِ فارس. اشتُهِرَ بفروسيّتِهِ البالغةِ وحُبِّهِ للطَّعام، ويدورُ أغلبُ شعرِهِ في الحماسةِ ووصفِ الحربِ والمعاركِ والفخرِ بالنّفسِ وبالقبيلة.