
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـا وادِيَ الأَحبـابِ سـُقّيتَ وادِيـاً
وَلا زِلـتَ مَسـقِيّاً وَإِن كُنـتَ خالِيـا
فَلا تَنــسَ أَطلالَ الــدُجَيلِ وَمــائَهُ
وَلا نَخَلاتِ الــدَيرِ إِن كُنـتَ سـاقِيا
أَلا رُبَّ يَــومٍ قَــد لَبِســتُ ظِلالَــهُ
كَما أَغمَدَ القَينُ الحُسامَ اليَمانِيا
وَلَــم أَنـسَ قُمـرِيَّ الحَمـامِ عَشـِيَّةً
عَلى فَرعِها تَدعو الحَمامَ البَواكِيا
إِذا مـا جَـرى حـاكَت رِيـاضَ أَزاهِرٍ
جَـوانِبُهُ وَاِنصـاعَ فـي الأَرضِ جارِيا
وَإِن ثَقَبَتــهُ العَيـنُ لاقَـت قَـرارَهُ
تَخـالُ الحَصـى فيها نُجوماً رَواسِيا
فَيالَـكَ شـَوقاً بَعـدَ ما كِدتُ أَرعَوي
وَأَهجُـرُ أَسـبابَ الهَـوى وَالتَصابِيا
وَأَصـبَحتُ أَرفـو الشـَيبَ وَهـوَ مُرَقَّعٌ
عَلَـيَّ وَأُخفـي مِنـهُ مـا لَيسَ خافِيا
وَقَـد كـادَ يَكسـوني الشَبابُ جَناحَهُ
فَقَـد حـادَ عَـن رَأسـي وَخَلَّفَ ماضِيا
مَضـى فَمَضـى طيـبُ الحَيـاةِ وَأُسخِطَت
خَلائِقُ دُنيــا كُنــتُ عَنهُـنَّ راضـِيا
وَلَم آتِ ما قَد حَرَّمَ اللَهُ في الهَوى
وَلَـم أَتَّـرِك مِمّـا عَفا اللَهُ باقِيا
إِذا مــا تَمَشـَّت فِـيَّ عَيـنُ خَريـدَةٍ
فَلَيسـَت تَخَطّـاني إِلـى مَـن وَرائِيا
فَيـا عـاذِلي دَعنـي وَشَأني وَلا تَكُن
شـَجٍ في الَّذي أَهوى وَدَعني لِما بِيا
وَلَيــلٍ كَجِلبــابِ الشـَبابِ قَطَعتَـهُ
بِفِتيــانِ صــِدقٍ لا تَمَـلُّ الأَمانِيـا
سـَروا ثُـمَّ حَطّـوا عَـن قُلاصٍ خَـوامِسٍ
كَمـا عَطَلَ الرامي القَسِيَّ الحَوانِيا
أَلَــم تَعلَمـا يـا عـاذِلَيَّ بِأَنَّمـا
يَمينِـيَ مَرعـىً فـي النَدى وَشِمالِيا
وَأَعــدَدتُ لِلحَــربِ العَـوانِ طِمِـرَّةً
وَأَســمَرَ مَطـرورَ الحَديـدَةِ عالِيـا
وَلا بُــدَّ مِــن حَتـفٍ يُلاقيـكَ يَـومُهُ
فَلا تَجزَعَـن مِـن ميتَـةٍ هِـيَ ما هِيا
وَجَمــعٍ سـَقَينا أَرضـَهُ مِـن دِمـائِهِ
وَلَـو كانَ عافانا قَبِلنا العَوافِيا
وَدُسـناهُمُ بِالضـَربِ وَالطَعـنِ دَوسـَةً
أَمـاتَت حُقـوداً ثُـمَّ أَحيَـت مَعالِيا
خُـذو حَظَّكُـم مِـن خَيرِنـا إِنَّ شـَرَّنا
مَــعَ الشـَرِّ لا يَـزدادُ إِلّا تَمادِيـا
فَرَشــنا لَكُــم مِنّـا جَنـاحَ مَـوَدَّةٍ
وَأَنتُـم زَمانـاً تُلجِثـونَ الدَواهِيا
أَظُنُّكُــمُ مِـن حـاطِبِ اللَيـلِ جَمَّعَـت
حَبـــائِلُهُ عَقارِبـــاً وَأَفاعِيـــا
عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس.الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم.آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ابن المعتز، فلقبوه (المرتضى بالله)، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه.وللشعراء مراث كثيرة فيه.