
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَربــتُ وذُو الحِلـم قَـد يَطـرَبُ
وليــسَ لعَهــد الصــّبا مَطلَـبُ
خلا واســط وكــأن لــم يكــن
بــه منــزلُ الحــي والرَّبـربُ
قيامـاً تَفـادَين فـوق الكـثيب
تـــداعى بـــه بُـــدَّنٌ كُعّــبُ
ثقـالُ الـروادفِ نُحـلُ العيـون
لهُــــنَّ فــــؤادك مُستَصـــحَبُ
وأسـرَع فـي البَين قيلُ الوشاة
ولا يقــدُمُ النــاسَ مـن يَشـغَبُ
ولا يلبــث الــدهرُ ذا ســَلوةٍ
تراوَحـــه الشــرقُ والمَغــرِبُ
وَمـــرُّ الليـــالي وأيامُهــا
وبَـــدء الحـــوادثِ والعُقَّــبُ
وكــم مــن نعيـمٍ ومـن عَـبرةٍ
تقضـــَّى إلـــى أجــلٍ يكتَــبُ
فــإن يـك صـحبُك لـم يَربَعُـوا
وقـــالوا تَرحُّلُنـــا أصـــوبُ
فـــودّع ســليمة إن الفــؤاد
غــدا عــن زيارتهــا أخيــبُ
ومـا رحـتُ حـتى تـولى النهار
وقـــال صـــحابي ألا تركـــبُ
فرُحـتُ وفـي الصـَّدر مـن بينها
كصـــَدعِ الزُّجاجـــة لا يُشــعَبُ
فويــلُ امِّهـا خلَّـةٌ لـو تـدوم
علــى مــا تقــول ولا تكــذبُ
ولكــــنَّ أكـــثر موعودِهـــا
كبَــــرق ألاحَ بـــه الخُلّـــبُ
مـن الـبيضِ لـم تُـوذِ جاراتها
ولــم يــكُ فيهـم لنـا نيـربُ
ولـم يفـزع الحـيُّ مـن صـَوتها
أمــــامَ بيــــوتهمُ تَصـــخَبُ
قطـــوفٌ تهــادَى إذا أعنقــت
كمــا يطــأُ المُـوعِثَ المُتعَـبُ
كــــأنّ عُلالــــةَ أنيابهـــا
شــَمولٌ بمــاء الصــَّفا تُقطَـبُ
كُميــــتٌ لســـَورتِها نفحَـــةٌ
كرائحـــة المســكِ أو أطيــبُ
تزيــدُ الجــوَاد إلــى جُـوده
ويَفتُــرُ عنهــا ومــا يَنصــَبُ
وتُصــعِدُ لــذّتَها فـي العظـام
إذا خــالطت عقــلَ مـن يشـربُ
وقــد جُلبَــت لـك مـن أرضـها
ســليمةُ والوصــلُ قــد يُجلـبُ
علـى حيـنَ وَلَّـى مِـرَاحُ الشباب
وكــــادَت صـــَبابتُه تَـــذهبُ
فلمـــا رَأت أنّ فـــي صــَدره
مـن الوجـد فـوق الـذي يَحسـبُ
أدَلّـــت لِتقتُلـــهُ بالعتــاب
فكـــاد علــى عقلــهِ يُغلَــبُ
ونحــن علــى نـزوات العتـاب
كلانــــا بصــــَاحبه مُعجَـــبُ
إذا جئتُ قــــالت تَجَنَّينَنَـــا
وكَيـــف زيــارةُ مــن يُرقَــبُ
بهجــر ســليمةَ مَــرَّ السـنيحُ
فلـم تـدرِ مـا قـال إذ يَنعَـبُ
ومـــاذا عليــك إذا فــارَقت
أصــاحَ الغــرابُ أم الثعلــبُ
فيـا حاجـة القلـب لما استوى
ظلامـــاً بأحــداجها المنقَــبُ
وأدلجـت الشـمسُ يحـدو القطين
بهــا ليلــةَ انـدفع المـوكبُ
يُضــئ ســناها رِقـاقُ الثيـاب
فلا الــوجه أحــوى ولا مُغــرَبُ
ســَرت بالسـُّعُود إلـى أن بـدا
لهـا القـاع فـالحزمُ فالمذنبُ
فمــا دُرَّةٌ تُتَــوافى النّجــارُ
إلـــى غــائصٍ عنــدَه تُطلَــبُ
رمـــى صـــَدفيها بـــأجرامِه
كمــا انقــضَّ بــازلَهُ مَرقَــبُ
بأحســـنَ منهـــا ولا مَغـــزلٌ
أطــاعَ لهــا المَكـرُ والحُلَّـبُ
بســـفحٍ مَجــودٍ قَلاهُ الخريــفُ
مــن الــدّلو ســَادَيةٌ تَهضــبُ
وظلمـــاء جشـــّمتا ســـيرَها
ولــم يبـدُ فيهـا لنـا كـوكَبُ
وهــــاجرةٍ صــــادقٍ جَرُّهـــا
تَكــادُ الثيــابُ بهــا تلهـب
كــأنّ الجرابــيَّ مــن شمسـِها
تَلـــوَّحُ بالنـــارِ أو تُصــلَبُ
ورقّاصــةِ الآلِ فــوق الحِــدابِ
يَظَــلُّ الســّرابُ بهــا يَلعَــبُ
وتحــــتَ قنــــودي زيّافـــةٌ
خنـــوفٌ إذا صـــخبَ الجنــدُبُ
جُماليّـــةُ الخَلـــق مضــبورة
علــى مثلهــا يُقطـع السَّبسـبُ
وخَودٌ إذا القومُ قالوا ارفعوا
ضــربنَ وحــالت ومــا تضــربُ
كـــأنّ قُتُـــودي وأَنســـاعَها
تضــــــمنهن وأي أحقــــــبُ
مُــــرِنٌّ يُحــــاذرُ رَوعـــاتِهِ
ســَماحيجُ مثــلُ القَنــا شـُزّبُ
إذا امتنعــت بعــد أطهارهـا
فلا الطــوع تُعطــى ولا تَغضــَبُ
رَعــى ورعيــنَ حـديق الريـاض
إلـــى أن تجرَّمَـــتِ العَقــربُ
وهــــاجَت بَـــوارحُ ذكّرنـــه
مناهـــلَ كــان بهــا يَشــربُ
فظلّـت إلـى الشمس خوص العيون
تُنـــاجي أيخفـــض أم يقــربُ
فــبيتن عينـاً مـن الجمجمـان
تنازعَهــــا طُــــرُفٌ نيســـبُ
بهـا ساهر الليل عارى العظام
عـــرى لحمـــه أنــه يــدأبُ
قليــل الســوام ســوى نبلِـهِ
وقـــوسٌ لهـــا وَتــرٌ مجــذَبُ
فلمــا شــَرَعن رمــى واتقــى
بســـهم ثنــى حــدَّه الأثــأبُ
فَحِصـــنَ فثــار علــى رأســهِ
مــن القــاع مُعتَبَــط أصــهبُ
فكـــادَ بحَســرَة مــا فــاتَهُ
يُجَــنُّ مــن الوجــد أو يُكلَـبُ
فــإن يـك لـوني علاه الشـحوبُ
فــإنَّ أخــا الهـمّ مـن يَشـحَبُ
وقــد عجمتنــي شـِدادُ الأمـورِ
فلا أســـــتكينُ إذا أَنَكُــــبُ
لئن أبــدتِ الحــربُ أنيابَهـا
وقـــامَ لهـــا ذائدٌ مُرهـــبُ
ومــــا زال عنـــدي ذو هيئةٍ
حُســـامٌ أصـــولُ بــه مقضــَبُ
مـــن القَلعيـــات لا مُحـــدَثٌ
كليــــلٌ ولا طَبــــعٌ أجـــربُ
تَلّــذُ اليميــن انتضــاءً بـه
إذا الغمــدُ عـن متنـه يُسـلبُ
أعــاذل إنــي رأيــتُ الفـتى
إذا مــات بالبخــل لا يُنــدبُ
ولــو كنــتُ قُطبَــةَ أو مثلَـه
ذُممــتُ ولــم يَبـقَ مـا أَكسـِبُ
تَــــراهُ يُحـــارِش أصـــحابَه
قِيامــاً كمـا احـترش الا كلـبُ
علـــى معظــم أيهــم نــاله
فــذلك فيهــم هــو المُــترِبُ
يـا أيهـا المبتغي شتمي لأشتمه إن كنت أعمى فإني عنك غير عم