
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا يمنـــع المــوت حجّــاب ولا زَرَدُ
ولا المواضــي ولا العاديـة الجـرد
ولا الجيـوش الـتي ضاق الفضاء بها
ولا أخ عـــن أخ أو عــن أب ولــد
ومــا عمرنــاه للــدنيا فمخـترب
ونحــن للمــوت كالآبـا ومـا نلـد
والمـوت بـاب وكـل النـاس داخلـه
والحشـر نهـج لـه كـل الورى تحتد
وكــل حــي لــه عــن يـومه أمـد
إن جـاز لـم يبـق عـن أيـامه عدد
كــم مرتـج أن يقضـي عيشـه رغـدا
والمـوت تقصـر عنـه العيشة الرغد
وغيــب عــن رداهــم قبـل مـوجبه
وحيـن جاء القضا حكم القضا شهدوا
صــادت ســليمان مولانــا حبـائله
وفــرّ منهــا ببــاقي عمـره أسـد
وذاك مـن جـدنا فـي مـن بقى ولنا
بعـد الَّـذي قـد مضى من قبلنا أمد
يـا بحـر أغرقت بحراً لم يزل أَبدا
عـذباً وأنـت الاجـاج الملح والصرد
وأنــت موجـك مـوج لا انتفـاع بـه
وذاكَ أمــواجه الفتيــاء والسـند
علـى مطـاك العفـا مـن بعد غرقته
فلا عليـــك جــرت ســفن ولا مســد
ومــن جلالتــه مــا رُمــت تحفظـه
منــك الفـرائص لمـا سـاح مرتعـد
أغرقتـه للقضـا الجـاري عليـك به
وهعتـــه وجيـــوش المــوت تطــر
للعلــم إنــك لــم تقـدر تضـمنه
فــاخترت أنـك مـن حوبـاه تبتعـد
حــتى بــه ظفــرت أصــحابه وبـه
نــور الايابـة مثـل الشـمس يتقـد
فــي سـاحل كتـب اللَـه الجلال لـه
بــه فأصــبح فيــه وهــو معتمـد
خيـر البقـاع سـليمان أقـام بهـا
حيــا وميتــاً ولا فيمـا أرى فنـد
لأنـــه فـــي بلاد اللَــه جــوهرة
تضـيء نـوراً وبـاقي العالم الصفد
هيهــات ليــس لقــبر حلــه مثـل
ولا لمـــوطنه نــزوى تــرى بلــد
لمــا مــررت بـدار كـان سـاكنها
وحــةض نعمـاه فيـه والـورى يـرد
والخلـق فوضـى كطيـر الجو من ظمأ
إِليـه لـم تـدر مـن تنـوي وتقتصد
وقــد تمــازجت الأصـوات مـن حـزن
هــذا يحــن وذاك بــاك وذا غــر
سـد الشـجي نفسـي حـتى غصصـت بـه
وكـان لـولاه مـا بـالمحنق السـدد
كــأنني مـتي بيـن النفخـتين فلا
أَبـدي لمـا قـال لـي صبراً ولا أعد
كأنمــا هــذه الــدنيا وسـاكنها
فـي لحـده كلهـم لمـا مضـى لحدوا
نـاديت بعـد انتبـاهي أين كوكبها
قـالوا تغـور والـدنيا فمـن تـرد
إِن كنـت تطلـب جـدواه فمـات بهـا
أَو كنــت تطلــب شــرواه فلا تجـد
كــانت عمــان بـه وجهـاً ولا كلـف
بــه وعيــن صـفت مـا مسـها رمـد
مغنــي مفاقرهــا مفـتي حرائرهـا
مفــتي مجازرهــا حمــال مـا يئد
كأنمـا الوفـد حيـرى بعـد مصـرعه
صــيارف لوجــوه القــوم تنتقــد
قـالوا فقـدنا سليمانا وقد علموا
أن الندى والحجى والعلم قد فقدوا
كأنمـا العـالم العفـري حيـث مضى
نهجـا سـليمان هـم من بعده نقدوا
مــاتت قلـوبهم مـذ مـات مرشـدها
فــاليوم لا راشــد بــاق ولا رشـد
تعسـا ونكسـا لـذي الدنيا وآهلها
عقــبى ســليمان لا دنيـا ولا أحـد
كأنمـا النـاس والدنيا وإِن عظموا
فــي كفــه طـارف يقنيـه أَو تلـد
كـأنه مـن ذكـاء العقـل فـي رفـق
أنــوار موسـى علـى سـيناء تتقـد
بيـومه قـد يـرى مـا الامس فات به
رؤيـاه بالعقـل مـا يأتي إليه غد
لا يرقــد الليــل إِلا وهـو مقتبـل
وجــه الإِلــه فمــن خـوف فمرتقـد
كأنمــا الليــل معمــول لمقلتـه
ميلا وإثمــدُها فالــدمع والســهد
كأنمـــا ســـقر إِلا لـــه خُلقــت
مـازال منهـا لقـرب اللَـه يبتعـد
كأنمـا عنـده الـدنيا غـراب نـوى
وكــل زخرفهــا فــي عينــه سـفد
ولا تجـــد أحــداً إِلا عليــه لــه
مـن علمـه أَو هـداه أَو نـداه يـد
فـاليوم بعـدك ركن الدين ما تركت
ركنــاً مـن الخلـق إلا خمشـته يـد
كـأن حزنـك فـي وسـط القلـوب لظى
تجـري الـدموع عليهـا وهـي تتقـد
كــأن ذكـرك بيـن العـالمين شـذى
روض أجـاد عليهـا الوابـل الـبرد
نـروم ننسـاك لكـن قـد تركـت لنا
خلائقــاً منــك تنعينــا فنجتهــد
ســقى ضـريحك محلـول النطـاق لـه
زمـــاجر كــدموعي فيــك تنســرد
وخلــد اللَـه روحـاً كنـت متعبهـا
فيــه إِلــى جنـة سـكانها خلـدوا
وإِن بقــي للـذي يبقـى علـى أَسـف
بنـو أخيـك فنعـم القـادة النجـد
وإِن شـقوا بالَّـذي تشقى الكرام به
فهـم على الصبر مذ فارقتهم سعدوا
وإن خصصــت بفضــل وانفــردت بـه
فهـم بـه عن جميع العالم انفردوا
لا أدخـل اللَـه واو العطـف بينكـم
وإن فقـدت فهـم عاشـوا ولا فقـدوا
سالم بن غسان بن راشد بن عبد الله بن علي اللواح الخروصي.ولد في قرية ثقب، بالقرب من وادي بني خروص على سفح الجبل الأخضر.نشأ على يدي والده في قريته، وقرأ القرآن بقرية الهجار من وادي الخروص، ثم رحل في طلب العلم إلى نزوى وأخذ الفقه والأدب.