
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــذا مليــكُ القبّــةِ الزرقـاءِ
يَنضــو نِقـابَ الليلـةِ الورقـاءِ
والأرضُ بــالأنوارِ مثــلُ قصــيدةٍ
كُتِبَـت علـى المصـقولةِ البيضـاءِ
فَرنَــوتُ مبتهجـاً وقلـتُ مناجيـاً
والضــوءُ فـي الأجفـانِ والأحشـاءِ
يا أيُّها القمرُ المطلُّ على الحمى
حــدّث عــن العشــاقِ والشـعراء
فَلكَـم غـدَوت سـميرَهم فـي ليلـةٍ
نســـماتُها كَتَنفُّـــسِ الصــعداء
لا تفضــَحنَّ العاشــقين فَحَــولَهم
كَــثرت عيــونُ الحُسـَّدِ الرُّقَبـاء
عنـدَ اللقـاءِ اسـتُر أَشِعَّتَك التي
هــيَ أنسـُهُم بالغيمـة الـدكناء
وأنِـر لهُـم سـُبُلاً عليهـا دَمعُهـم
يَنهَــلُّ وامــزُج مزنــة بضــياء
فمِـنَ الأشـعَّةِ والمدامعِ في الهوى
نُظمــت قصـائدُ لـم تكـن لِغِنـاء
وارفع عُيونَ اليائسينَ إِلى السنى
وتَفَقَّـــدَنَّ نَوافـــذَ الســـجناء
وعُــدِ العليــلَ وعَــزِّهِ بِتَعِلَّــةٍ
واهـدِ الضـليلَ هناكَ في البيداء
وأســِل لُجينَــكَ للتُـرابِ مُفَضَّضـاً
فطلاوَةُ الأشـــــياء حُســــنُ طلاء
فلطالمــا كَشــَفَت مؤانسـةٌ جـوىً
وسـَرى الضـياءُ على الثَّرى بثراء
وانظـر إلى الوادي العميقِ فإنَّه
قلــبٌ يَحـنُّ إِليـكَ فـي الظلمـاء
حَجَبَتـكَ عَنـهُ الرّاسـياتُ فلم تزَل
أســرارُهُ فــي الضـفّةِ اللميـاءِ
فـاطلع عليـه وسـُلَّها مـن قَلبِـه
بأشـــِعَّةٍ كخَـــواطرِ العُلمَـــاءِ
يـا بـدرُ ما أبهاكَ في كدَري وما
أشـهاكَ فـي سـمَري مـع الحسـناء
هـي نجمـتي في الحيِّ إذ لك نجمةٌ
فـي الجـوِّ تؤثرُهـا لِفَـرطِ بهـاء
فالنجمتــانِ شــَبيهتانِ وهكــذا
يُــدعى كِلانــا عاشــقَ الزهـراء
لمـا طلعـتَ علـيّ فـي ليـلِ الأسى
أعرَضـتُ عـن يأسـي لحسـنِ رَجـائي
كـالأنسِ فـي حـزن ومثل العدل في
ظلــمٍ ضــياؤكَ لاحَ فــي الأرجـاء
مـــا أنــت إِلا عــائدٌ مــترئفٌ
يَفـــترُّ للمرضـــى وللبؤســـاء
أو محســـنٌ صـــَدَقاتُهُ وهِبــاتُه
أبــداً موزّعــةٌ علــى الفقـراء
مـا الكـلُ مثلي شاعرون بما بدا
مـن حسـنِ هـذي الطلعـة الغـراء
يـا بـدرُ كم أرعاكَ والغبراءُ قد
ســَكنت وقلــبي واســعٌ كفضــاء
فلقــد رعيتُـكَ للـدياجي خارقـاً
بأشـــعةٍ تســري مــع الســرّاء
كالفاتـحِ المجتـازِ سـورَ مدينـةٍ
يـدعو الـى التأمينِ في الهيجاء
ولقـد رَعيتُـك فـي تمامـكَ طالعاً
فــوقَ الربـى والـذّروةِ الشـماء
فبدَوتَ لي ملكاً على العرش استوى
ليــزفّ بشــرى الصـلح للـوزراء
ولقــد رعيتُــكَ والسـماءُ نقيـةٌ
فـي الصـيفِ فوقَ المرجةِ الخضراء
فـــذكرت مــرآةً صــَفَت وغلالــةَ
خضــراءَ مـن عـذراءِ وَسـطَ خبـاء
ولقــد رَعيتُـكَ ثـمّ فـوقَ بحيـرةٍ
فرأيــتُ وجهـك فـي صـفيّ المـاء
فاشـتَقتُ وجـهَ مليحـةٍ نظـرت الى
مرآتِهـــا وتبســـّمَت للـــرائي
ولقـد رعيتُـك والريـاضُ تحوكُهـا
كــفُّ الربيــعِ وأنــتَ كالوشـَّاء
وعلــى خليـجٍ منـهُ تطلـعُ جمـرةً
مــن فحمـةٍ فـي ليلـةِ الرمضـاء
حـتى إذا مـا ابيـضَّ خدُّكَ وانجلى
عنـهُ احمـرارُ الكـاعبِ العـذراء
حبّــرتَ زرقــاءَ الخميــلِ بفضـّةٍ
وفتحـتَ لـي فـي الموجِ نهجَ سناء
فـوددتُ أن أمشـي عليـهِ إليك من
شــوقي وألمــس جـانبَ الزرقـاء
فلكـم حسـدتُ النسـرَ فـي طيرانِه
وجنـاحُ قلـبي هيـض فـي البرحاء
خـذني إليـك لكي أُطِلَّ على الورى
مــن حــالقٍ فــالنفسُ بنـتُ علاء
فلربمــا نظــروا إلـيّ فشـاقَهم
نــوري وصــار أحبّــةً أعــدائي
وأفِـض علـى قلـبي ضـياءً سـاطعاً
منــهُ دواءُ اليــأسِ والســَّوداء
فعلــى أشــعّتِك الـتي أدليتَهـا
آيــات هَــديي وابتِسـامُ هنـائي
يـا حبّـذا دارُ الهنـاءِ فلَيتَنـي
مــا كنـتُ مَولُـوداً لـدارِ عنـاء
أبـدأ أحنُّ الى الثريّا في الثَّرى
والجسـمُ فـي حـربٍ مـعَ الحَوبـاء
يـا سـاكنَ الزَّرقـاءِ نـورُكَ صَفحةٌ
مَكتوبــةٌ مــن ســاكِنِ الغـبراء
ألقــى تحيّتَــهُ فــرَدَّ بِمِثلِهــا
مـا أنـتَ أعلـى منهُ في العلياء
وعــن النّوافِـذِ ردَّ نـورَك سـاعةً
إن جــاءَ يَطلــبُ راحَـةَ الإغفـاء
وابعَـث مـن السـّجفِ الأشِعَّةَ عندما
يَلهـــو بــذاتِ ملاحــة وذكــاء
أنـتَ اللَّطيـفُ فَكُـن بـه مُتَلَطِّفـاً
كتَلَطُّـــفِ الأكفـــاء بالأكفـــاء
إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج بن طعمة.شاعر من أدباء لبنان في المهجر الأميركي، امتاز بروح عربية نقية.ولد بقرنة الحمراء في المتن بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة ببيروت، وهاجر إلى أميركا الجنوبية 1908 فأصدر جريدة الحمراء في ريو دي جانيرو بالبرازيل، واتخذ لنفسه اسم أبو الفضل الوليد سنة 1916.عاد إلى وطنه سنة 1922، وقام برحلات في الأقطار العربية وغيرها.له: كتاب القضيتين في السياستين الشرقية والغربية، ونفخات الصور، وأحاديث المجد والوجد، والسباعيات مقاطيع شعرية، وقصائد ابن طعمة.