
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــد أبهجتـكَ بنورِهـا وصـباها
أيــامُ صــيفٍ لا يطيــبُ سـِواها
فقـلِ السـلامُ علـى ثلاثـة أشـهرٍ
مـا كـان أجملهـا ومـا أحلاهـا
فـإذا ذكـرتُ ضـياءَها ونسـيمها
وأريجَهـــا وزلالَهــا ونَــداها
ومروجَهــا وحقولَهــا وكرومَهـا
وطيورَهـــا وظلالَهــا ورُباهــا
أصـبُو إليهـا ثـمّ أبكيهـا كما
تَبكـي السـماءُ بطَلّهـا وحَياهـا
تلــك الطيـورُ تفـرَّدت وترحَّلـت
فـالأنس نـاء عَنـكَ بَعـدَ نواهـا
وكذا الأزاهرُ في الرياحِ تناثرت
تلـكَ الأزاهـرُ لـن تَشـُمَّ شـَذاها
لـو كـانَ أمٌّ للمَصـيفِ بكـت على
أنفاســـهِ وتنشـــَّقت ريّاهـــا
فيـه الطَّبيعـةُ كـالعَروسِ تبرّجاً
وتزيّنـــاً بثِيابهـــا وحُلاهــا
والقلـبُ مثـلُ حَبيبِهـا مُتَنَعِّمـاً
بجمالِهـــا مُتَوقّعــاً نُعماهــا
إنــي مُحِــبٌّ للطّبيعــةِ عابــدٌ
أبــداً أديـنُ بحُسـنِها وهواهـا
جـاءَ الخريـفُ وفيـهِ آخـرُ بسمةٍ
مــن ثغـرِ صـَيفٍ راحـلٍ ألقاهـا
هِــيَ بَعــضُ لَيلاتٍ بَهيَّــاتٍ بهـا
حيَّـا النفـوسَ وطالمـا أحياهـا
يـا صـاحِ آثـارُ المَصـِيفِ قَليلةٌ
فتمتّعـــنَّ بطِيبهـــا وســَناها
واملأ فــؤادكَ مــن نَعِيـمٍ زائلٍ
وامنَـع جُفونَـكَ أن تـذوقَ كراها
هلا ســهرتَ وقَــد طربـتَ لِليلَـةٍ
قمـراءَ تَنفُـخُ في الرّياضِ صَباها
وذكـرت صـيفاً قـد حلَـت أسمارُهُ
وثِمــارُهُ مــع غــادَةٍ تَهواهـا
فضـَمَمتَ قَلبـكَ مثلهـا إن أقبَلَت
ضــمّاً تلطَّــف خَصــرُها وحَشـاها
ونشــَقت حِينــاً هبَّــةً شــَرقيةً
جـاءت تُـبرِّدُ مِـن حشـاكَ لَظاهـا
وهَتَفـتَ مـن ذكرِ المَصيفِ وذكرها
مـا كـان أطيَبَـهُ وأطيَـبَ فاهـا
يـا صـَيفُ مـا للصـَّبِّ بَعدَكَ بهجةٌ
فـالنَّفسُ فِيـكَ أمانُهـا ومُناهـا
عبَـرَت لياليـكَ الحِسانُ ولم تزَل
صـورُ النَّعيـمِ تَلـوحُ من ذكراها
إنَّ الطّبيعَـةَ فـي الخريفِ مراسلٌ
قــامَت تجــدّدُ لِلغـرامِ صـِباها
لاَ عطـرَ بعـدَ عَرُوسـِها فأعِد لَها
ثوبــاً جَميلاً منــه قـد عرّاهـا
إلياس بن عبد الله بن إلياس بن فرج بن طعمة.شاعر من أدباء لبنان في المهجر الأميركي، امتاز بروح عربية نقية.ولد بقرنة الحمراء في المتن بلبنان، وتخرج بمدرسة الحكمة ببيروت، وهاجر إلى أميركا الجنوبية 1908 فأصدر جريدة الحمراء في ريو دي جانيرو بالبرازيل، واتخذ لنفسه اسم أبو الفضل الوليد سنة 1916.عاد إلى وطنه سنة 1922، وقام برحلات في الأقطار العربية وغيرها.له: كتاب القضيتين في السياستين الشرقية والغربية، ونفخات الصور، وأحاديث المجد والوجد، والسباعيات مقاطيع شعرية، وقصائد ابن طعمة.