
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا هـر فارقتنـا ولـم تعد
وكنــت منـا بمنـزل الولـدِ
وكيـف ننفـك عـن هـواك وقد
كنـت لنـا عـدة مـن العـدد
تمنــع عنـا الاذى وتحرسـنا
بـالغيب مـن حيـة ومـن جود
وتخـرج الفـأر مـن مكامنها
مـا بين مفتوحها الى السدد
يلقـاك فـي البيت منهم عدد
وانـــت تلقــاهم بلا عــدد
لا عــدد كـان منـك منفلتـا
منهـم ولا واحـد مـن العـدد
لا ترهـب الصـيف عنـد هاجرة
ولا تهـاب الشـتاء في الجمد
وكـان يجـري ولا سـداد لهـم
امـرك فـي بيتنـا علـى سدد
حـتى اعتقـدت الاذى لجيرتنا
ولــم تكــن للاذى بمعتقــد
وحمـت حـول الـردى بظلمهـم
ومـن يحـم حـول حوضـه يـرد
ان الزمـان استقاد منك ومن
يسـلم لغيـر الزمـان يستقد
فـان رمـاك الـردى بحادثـة
فمـا علـى الحادثات من قود
وكـان قلـبي عليـك مرتعـدا
وانــت تنسـاب غيـر مرتعـد
تــدخل بـرج الحمـام مـتئد
وتخــرج الفـرخ غيـر مـتئد
وتطرح الريش في الطريق لهم
وتبلـع اللحـم بلـع مـزدرد
اطعمـك الغـي لحمهـا فـرأى
قتلـك اربابهـا مـن الرشـد
كـادوك دهـرا فما وقعت وكم
افلـت مـن كيدهم كيد مجتهد
حـتى اذا خـاتلوك واجتهدوا
وسـاعد النفـس كيـد مجتهـد
صـادوك غيظا عليك وانتقموا
منـك وزادوا ومـن يصـد يُصد
فلـم تـزل للحمـام مرتصـدا
حـتى سـقيت الحمـام بالرصد
ثـم شـفوا بالحديـد انفسهم
منـك ولـم يربعـوا على احد
لم يرحموا صوتك الضعيف كما
لـم ترث منها لصوتها الغرد
فحيـن كاشـفت وانهكـت وجـا
هــرت واسـرفت غيـر مقتصـد
اذاقـك المـوت من اذاق كما
اذقــت اطيــاره يـدا بيـد
كـــأنهم يقتلــون طاغيــة
كــان لطـاغوته مـن العبُـد
فلـو أكبوا على القرامط أو
مـا لـو على زكرويه لم يزد
يـامن لذيـذ الفـراخ اوقعه
ويحــك هلا قنعــت بالقــدد
مـا كان اغناك عن تسورك ال
بـرج ولـو كـان جنـة الخلد
لا بارك الله في الطعام اذا
كـان هلاك النفـوس في المعد
كـم اكلـة داخلـت حشـا شرة
فــأخرجت روحـه مـن الجسـد
اردت ان تأكـل الفـراخ ولا
يأكلـك الـدهر أكـل مضـطهر
هـذا بعيـد مـن القياس وما
اعــزه فـي الـدنو والبعـد
ولـم تكـن لـي بمن دهاك يد
تقـوى علـى دفعـه بـد الابد
ولا تــبين حشــو جلـدك عـن
د الذبـح مـن طاقة ومن جلد
كـــأن حبلا حــوى بحــوزته
جيـدك للذبـح كـان مـن مسد
كــأن عينـي تـراك مضـطربا
فيـه وفـي فيـك رغوة الزبد
وقـد طلبـت الخلاص منـه فلم
تقـدر علـى حيلـة ولـم تجد
فجـدت بـالنفس والبخيل بها
كنـت ومـن لـم يجد بها يجد
عشــت حريصــاً يقـوده طمـع
ومـــتَّ ذا قاتــل بلا قــود
فمـا سـمعنا بمثـل موتك اذ
مــت ولا مثـل عيشـك النكـد
عشـنا بخيـر وكنـت تكلؤنـا
ومـات جيراننـا مـن الحسـد
ثــم تقلبــت فــي فراخهـم
وانقلـب الحاسـدون بالكمـد
قـد انفردنـا بمـأتم ولهـم
بعــدك بـالعروس أي منفـرد
قـد كنـت فـي نعمة وفي سعة
مـن المليـك الميهمن الصمد
تأكـل مـن فـأر بيتنا رغدا
وايــن بالشــاكرين الرغـد
قـد كنـت بـددت شملهم زمنا
فـاجتمعوا بعـد ذلـك البدد
وفتتوا الخبز في السلال فكم
تفتــت للعيــال مــن كبـد
فلـم يبقـوا لنـا علـى سبد
فـي جـوف ابياتنـا ولا لبـد
وفرغـوا قعرهـا ومـا تركوا
مــا علقتـه يـد علـى وتـد
ومزقـوا مـن ثيابنـا جـددا
فكلنــا فــي مصــائب جـدد
فـاذهب من البيت خير مفتقد
واذهـب مـن البرج شر مفتقد
الـم تخـف وثبة الزمان وقد
وثبـت فـي البرج وثبة الاسد
اخنـى على الدار فيه بالامس
ومــن قبلهــا علــى لبــد
ولـم يـدع فـي عراصها احداً
مـا بين عليائها الى السند
عاقبـة البغـي لا تسـأم وان
تــأخرت مــدة مــن المـدد
مـن لـم يمـت يومه يمت غده
او لا يمـت فـي غـد فبعد غد
والحمــد للـه لا شـريك لـه
فكــل شـيء يـرى الـى امـد
الحسن بن عليّ بن أحمد النهرواني، أبو بكر، ابن العلاف.شاعر عاش في بغداد، ونادم بعض الخلفاء، وكف بصره.وهو صاحب القصيدة في رثاء الهرّ:يا هرُّ فارقتنا ولم تعدوقيل إنه أراد رثاء عبد الله بن المعتز وخشي من الخليفة المقتدر، فجعلها في الهر.