
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـدى لـك بعـد رزئك مـن ينـامُ
ومــن يصــبو إذ سـجع الحمـامُ
ونفســي بالفـداء عنيـت لا مـن
ينـــام عــن الحقــوق ولا يلام
ألا نفـــق الجــواد فلا عجــاج
تقــوم بــه الحـروب ولا ضـرام
وكــان اذا طغــت حــرب عـوان
جــرى ورسـيله المـوت الـزؤام
إذا رميــت بـه الغايـات صـلت
صـفوف الخيـل وهـو لهـا إمـام
تمهـر فـي الوقـائع وهـو مهـر
ولا ســـرج عليـــه ولا لجـــام
فلمـا لـم يـدع فـي الأرض قرناً
تخـــوله فعـــاجله الحمـــام
وعــود عافيــات الطيـر طعمـاً
وشــرب دمٍ إذا حــرم المــدام
فلمــا لــم يطـق نهضـاً أتتـه
فقــال لهـا أنـا ذاك الطعـام
وجـاد بنفسـه إذا لـم يجـد ما
يجـود بـه كـذا الخيـل الكرام
وكنــت البــدر عارضــه كسـوف
ينحــس حيــن تـم لـه التمـام
فلا تبعـــد وإن ابعــدت عنــا
فهــذا العيــش ليــس انتظـام
إذا لــم تكشـف الأصـدا همـومي
فليــت الخيــل أصــداء وهـام
طوى الحدثان طفرك يا ابن يحيى
فطرفــي مــا يعـاوده المنـام
ولـم أحضـره يـوم قضـى فيشـكو
تحمحمــه الــذي صـنع السـقام
ولا خـــبرت ليلــة جــر جســم
زكــت عنــدي لــه نعـم جسـام
ألــم أقســم عليــك لتخـبرني
أمحمــول علـى النعـش الهمـام
مضــوا ينــاقلون بــه خفافـاً
عليــه مـن الضـياع لـه قيـام
فـــبزوه ومــا عــروه درعــاً
نبــت عنـه الصـوارم والسـهام
أيقتلــه الحمــام أشـدب قـرن
وأكرمــــه وتســــلبه اللئام
أبـا عيسـى تعـز فـدتك بنفسـي
فــإن المــوت قــرن لا يضــام
أقــم فـي ظـل اسـماعيل تضـمن
لــك الـدرك السـلامة والـدوام
إذا بقـي الـوزير لنـا وفينـا
فقــل للــدهر يهلــك والأنـام
وعظـت بهـا أخـاً ورثيـت مـالا
واديـــت الأمانـــة والســـلام
محمد بن عبد الله بن محمد المخزومي القرشي، أبو الحسن السلامي. من أشعر أهل العراق في عصره. ولد في رخ بغداد. وانتقل إلى الموصل، ثم إلى أصبهان، فاتصل بالصاحب بن عباد فرفع منزلته وجعله في خاصته. ثم قصد عضد الدولة بشيراز فحظي عنده ونادمه وأقام في حضرته إلى أن مات، فضعفت أحوال السلامي بعده. ومات رقيق الحال. وكان عضد الدولة يقول: إذا رأيتُ السلامي في مجلسي طننت أن عطارد قد نزل من الفلك إليّ! نسبته إلى دار السلام (بغداد)، له (ديوان شعر -ط) جمعة صبيح رديف ببغداد.