
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـدْ غَـدَوْتَ عَلَـى النَّـدْمانِ لا حَصـِرُ
يُخْشـــَى أَذَاهُ وَلَا مُســـْتَبْطَأٌ زَمِــرُ
طَلْـقُ الْيَـدَيْنِ كَبِشـْرٍ أَوْ أَبِـي حَنَـشٍ
لَا واغِــلٌ حِيــنَ تَلْقَــاهُ وَلَا حَصــِرُ
وَقَــدْ يُغَــادِي أَبُــو غَيْلانَ رُفْقَتَـهُ
بِقَهْــوَةٍ لَيْــسَ فـي نَاجُودِهـا كَـدَرُ
ســُلَافَةٍ حَصــَلَتْ مِــنْ شــَارِفٍ خَلَــقٍ
كَأَنَّمــا فَــارَ مِنْهــا أَبْجَـلٌ نَعِـرُ
عانِيَّـــةٌ تَرْفَــعُ الْأَرْواحُ نَفْحَتَهــا
لَوْ كَانَ تُسْقَى بِها الْأَمْوَاتُ قَدْ نَشَرُوا
وَقَــدْ أُحــادِثُ أَرْوَى وَهْــيَ خَالِيَـةٌ
فَلَا الْحَـدِيثُ شـَفَى مِنْهـا وَلَا النَّظَـرُ
لَيْســَتْ تُــدَاوِيكَ مِـنْ داءٍ تُخَـامِرُهُ
أَرْوَى وَلَا أَنْــتَ مِمَّــا عِنْـدَها تَقِـرُ
كَــأَنَّ فَــارَةَ مِســْكٍ غَـارَ تَاجِرُهـا
حَتَّـى اشـْتَرَاها بِـأَغْلَى بَيْعِهِ التَّجِرُ
عَلَـــى مُقَبَّـــلِ أَرْوَى أَوْ مُشَعْشــَعَةً
يَعْلُـو الزُّجاجَـةَ مِنْهـا كَـوْكَبٌ خَصـِرُ
هَــلْ تُــدْنِيَنَّكَ مِــنْ أَرْوَى مُقَتَّلَــةٌ
لَا نـــاكِتٌ يُشــْتَكَى مِنْهــا وَلَا زَوَرُ
كَأَنَّهـــا أَخْـــدَرِيٌّ فـــي حَلَائِلِــهِ
لَـــهُ بِكُــلِّ مَكَــانٍ عَــازِبٍ أَثَــرُ
أَحْفَــظُ غَيْـرَانُ مَـا تُسـْطاعُ عـانَتُهُ
لَا الْــوِرْدُ وِرْدٌ وَلَا إِصــْدارُهُ صــَدَرُ
أَحْمَــرُ تَحْسـِبُ لَـوْنَ الْـوَرْسِ خَـالَطَهُ
كَــأَنَّهُ حِيــنَ يَهْــوِي مُـدْبِراً حَجَـرُ
فــي عانَـةٍ رَعَـتِ الْأَوْعـارَ صـَيْفَتَها
حَتَّــى إِذا زَهِــمَ الْأَكْفَـالُ وَالسـُّرَرُ
صـارَتْ سـَمَاحِيجَ قُبّـاً سـَاعَةَ ادَّرَعَـتْ
شـَعْبانَ وَانْجـابَ عَنْ أَكْفَالِها الْوَبَرُ
كَــأَنَّ أَقْرابَهـا الْقُبْطِـيُّ إِذْ ضـَمَرَتْ
وَكَـادَ مِنْهـا بَقَايـا الْمـاءِ يُعْتَصَرُ
يَشــُلُّهُنَّ عَلَــى الْأَهْــواءِ ذُو ضــَرَرٍ
عَلَــى الضـَّغائِنِ حَتَّـى يَـذْهَبَ الْأَشـَرُ
دامِـي الْخَياشـِيمِ قَـدْ أَوْجَعْنَ حَاجِبَهُ
فَهْــوَ يُعَــاقِبُ أَحْيانــاً فَيَنْتَصــِرُ
مِسـْحاجُ عُـونٍ طَـوَتْهُ الْبِيـدُ صـَيْفَتَهُ
فَالضــِّلْعُ كاســِيَةٌ وَالْكَشـْحُ مُضـْطَمِرٌ
قَــدْ آلَ مِنْـهُ وَأَبْـدَى مِـنْ جَنَـاجِنِهِ
طُــولُ النَّهــارِ وَلَيْــلٌ دَائِبٌ سـَهِرُ
حَتَّـى إِذا وَضـَحَتْ فـي الصـُّبْحِ واضِحَةً
جَــوْزاؤُهُ وَأَكَــبَّ الشــَّاةُ يَحْتَفِــرُ
وَزَمَّــتِ الرِّيــحُ بِـالْبُهْمَى جَحَـافِلَهُ
وَاجْتَمَـعَ الْفَيْـضُ مِـنْ نَعْمَانَ وَالْخُضَرُ
وَظَــلَّ بِــالْوَعِرِ الظَّمْــآنُ يَعْصــِبُهُ
يَــوْمٌ تَكـادُ شـُحُومُ الْـوَحْشِ تَصـْطَهِرُ
يَبْحَـثُ الَاحْسـاءَ مِـنْ ظَبْـيٍ وَقَدْ عَلِمَتْ
مِـنْ حَيْـثُ يُفْـرِغُ فِيـهِ مـاءَهُ الْوَعِرُ
وَغَـــرَّهُ كُــلُّ ظَــنٍّ كــانَ يَــأْمُلُهُ
مِـنَ الثِّمـادِ وَنَشـَّتْ مَاءَهـا الْغُـدُرُ
فَهْــوَ بِهــا سـَيِّئٌ ظَنّـاً وَلَيْـسَ لَـهُ
بِالْبَيْضـــَتَيْنِ وَلَا بِــالْعِيصِ مُــدَّخَرُ
ذَكَّرَهـــا مَنْهَلاً زُرْقـــاً شـــَرَائِعُهُ
لَـهُ إِذَا الرِّيـحُ لَفَّـتْ بَيْنَهـا نَهَـرُ
فَحْــلٌ عَــذُومٌ إِذا بَصْبَصــْنَ أَلْحَقَـهُ
شــَدٌّ يُقَصــِّرُ عَنْـهُ الْمِعْبَـلُ الْحَشـِرُ
يَشــــُلُّهُنَّ بِصَلْصــــَالٍ يُحَشــــْرِجُهُ
بَيْــنَ الضــُّلُوعِ وَشـَدٍّ لَيْـسَ يَنْبَهِـرُ
صـُلْبُ النُّسـُورِ فَلَيْـسَ الْمَـرْوُ يَرْهَصُهُ
وَلَا الْمَضــَائِغُ مِــنْ رُصـْغَيْهِ تَنْتَشـِرُ
يَــذُودُ عَنْهــا إِذَا أَمْسـَتْ بِمَخْشـِيَةٍ
طَــرْفَ حَدِيــدٌ وَقَلْــبٌ خَــائِفٌ حَـذِرُ
فَهُـــنَّ مُسْتَوْحِشـــاتٌ يَتَّقِيــنَ بِــهِ
وَهْـوَ عَلَـى الْخَـوْفِ مُسـْتافٌ وَمُقْتَفِـرُ
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.