
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا يـا غـراب الـبين فيـم تصـيح
فصـــوتك مشـــنوءٌ إلــيّ قبيــحُ
وكــلُّ غــداة تنتحـي لـك تنتحـي
إلـــيَّ فتلقــاني وأنــت مشــيحُ
تخــبرني أن لســت لاقــي نعمــة
بعـــدت ولا أمــس لــديك تصــيحُ
وإن لــم تهجنـي ذات يـوم فـإنَّه
ســتفنيك ورقــاء الســرة صـدوحُ
تـذكرت والـذكرى شعوفٌ لذي الهوى
وهــنَّ بصــحراء الخُــبيتِ جنــوحُ
حبيبـاً عـداك النـأي عنه فأسبلت
علـى النحـر عيـن بالـدموع سفوحُ
إذا هـي أفنت ماءها اليوم أصبحت
غــداً وهــي ريـا المقيـن نضـوحُ
ظللــت وقـد ولـوا بليـل وقلصـت
بهــم حلــة فتــل المرافـق روحُ
فلاقيتهــم يومــاً علــى فطريــة
وللعيـس ممـا فـي الخـدور دليـحُ
وقائلـة لـولا الهـوى مـا تجشـمت
بــه نحـوكم غـبر السـفاء طليـحُ
بـدا يـوم رحنـا عامـدين لأرضـها
ســنيح فقــال القـوم مـرَّ سـنيحُ
فهــاب رجــال منهــم وتقاعسـوا
فقلــت لهــم جــاري إلـيَّ ربيـحُ
عقـاب بأعقـاب مـن الـدار بعدما
جــرت نيــة تسـلي المحـب طـروحُ
وقــالوا حمامــات فحـم لقاؤهـا
وطلــح فريــرت والمطــي طليــحُ
وقــال صـحابي هدهـد فـوق بأنـة
هــوىً وبيــانٌ بالنجــاح يلــوحُ
وقـالوا دمٌ دامـت مواثيـق بيننا
ودام لنــا حلــو الصـفاء صـريحُ
لعينـاك يـوم الـبين أسرع واكفاً
مـن الفنـن الممطـور وهـو مـروحُ
ونســوة شحشــاح غيــور يخفنــه
أخــي ثقــة تلهــون وهـو مشـيحُ
يَقلــن مــا يـدرين عنـي سـمعته
وهــن بــأبواب الخيــام جنــوحُ
أهـذا الـذي غنـى بسـمراء موهناً
أتــاح لــه حسـن الغنـاء متيـحُ
إذا مـا تغنـى أنَّ مـن بعـد زفرة
كمــا أنَّ مــن حـرِّ السـلاح جريـحُ
وقائلــة يــا دَهــم ويحـك إنَّـه
علــى غُنّــةٍ فــي صــوتِهِ لَمليـحُ
وقائلــةٍ أولينَــهُ البخــلَ إنّـهُ
بمــا شـاء مـن زور الكلام فصـيحُ
فلـو أن قـولا يكلم الحلد قد بدا
بجلــدي مـن قـول الوشـاة جـروحُ
إذا قلت يفنى ماؤها اليوم أصبحت
غـداً وهـي ربـا المـاقيين نضـوحُ
الهيثم بن الربيع بن زرارة، من بني نمير بن عامر، أبو حية.شاعر مجيد، فصيح راجز، من أهل البصرة، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مدح خلفاء عصره فيهما.قيل في وصفه: كان أهوج (به لوثة) جباناً بخيلاً كذاباً، وكان له سيف ليس بينه وبين الخشب فرق، يسمّيه (لعاب المنية).قيل: مات في آخر خلافة المنصور (سنة 158 هـ) وقال البغدادي: توفي سنة بضع وثمانين ومائة.وقد جمع رحيم صخي التويلي العراقي ما وجد من شعره في نحو عشر صفحات كبيرة نثرها في مجلة المورد.