
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــدف حياتــك والســنون نبــالُ
فعلام تجـــزع والخلـــود محــالُ
عــدل الزمــان ولا تؤمــل عـدله
هــل يســتوي الإدبــار والإقبـالُ
يـا دهـر هـاتِ كـؤوس غدرك هاتها
مـــا للأبـــي بواحتيــك مجــالُ
أودي بنــا لهـب الخطـوب فكلمـا
قلنــا خبــا يتفــاقم الإشــعالُ
وإذا انتهـى عهـد التعلل بالمنى
فــالموت ســعد والحيــاة وبـالُ
مـا بعـد موتـك بـابن حجـي ساعة
يهنــى الفـؤاد ويسـتريح البـالُ
إن نـامت الحـدثان يومـاً عن فتى
فلهــا وإن طــال المـدى زلـزالُ
عـبر الأثيـر الـبرق يحمـل نعيـه
مــا مـات بـل قـد مـاتت الآمـال
نعـي أسـال مـن الجفـون قلوبنـا
هيهــات يجــدي الـدمع والإعـوالُ
غادرتنــا والــدهر فـي غليـانه
ونزحــت حيــن اشــتدت الأهــوالُ
كنـت الغيـاث وكنـت نبراس الهدى
غبشـــت بفقـــدك ظلمــة وضــلالُ
نفــسٌ وإن جــار الزمــان أبيـة
وخلائق للمكرمــــــات تهـــــالُ
مســت فــؤادك للمنــون أنامــلٌ
فجــرى القضــاء وحـالت الأحـوالُ
إن مــت جســماً أنــت حـي سـمعة
دهــراً تــردد ذكرهــا الأجيــالُ
أمـر بـه حـم القضـاء وليـس فـي
أحكــــامه نقــــض ولا إمهـــالُ
لهفـي علـى قمـر الحيـاة ونورها
لــم يســتدر بـل غـاب وهـو هلالُ
للّــه مــن غيبتمـو تحـت الـثرى
الـــــدين والإخلاص والأفضـــــالُ
حــق المنيــة أن تنــال خصـومه
لــو أنهــا علمــت بمـن تغتـالُ
لكنهـــا خبطـــت فمســت نفســه
فتعــــــذر الإمهـــــال والإدلالُ
يــا تربــة شــرُفت بضـم عظـامه
روى ثـــراك الوابـــل الهطــالُ
لـولا الجهالـة والتـأخر والهـوى
لأقيـــم تـــذكاراً لــه تمثــالُ
مــن للقضــية بعـد موتـك إنهـا
دفنــــت فلا قـــول ولا أفعـــالُ
تحيــى بمــوت نفوسـهم أجسـامُهم
وكــــذلك الأغنــــام والآبـــالُ
أنفــوا فكشـرت القلـوب فسـلموا
إن المصـــائب للـــورى غربــالُ
كـم ميـت بـالوهم فـي شرخ الصبا
ولربمــا قتــل الجبــان خيــالُ
محــن تنــوء الراسـيات بحملهـا
ومــن العجــائب أن تنـوء جبـالُ
إن الهـوى محـق الهدى مسح النُهى
فالحســـن قبـــح والحــرام حلالُ
مــات المضــحي نفســه ونفيســه
وجميعهــم رغــم الغنــى بُخــالُ
يــا عيــن ســحي وانـدبيه إنـه
عيـــن بآيــات الهــدى تنثــالُ
وشــفاء آلام الفــؤاد إذا ذكــت
نـــار لهــا دم مــدمعي ســيالُ
أســفٌ علــى أســف ولوعـة يـائس
أضــناه مـن بعـد الوصـالِ نِصـالُ
أســروك غـدراً بيـن أهلـك صـنعاً
يبكيــــك صـــحب حـــاذقون وآلُ
ونُفيـت حـتى مـت مـن ألـم الأسـى
فلكــم تُقــاس بمثلــك الأبطــالُ
مهمــا تفــاقمت الخطـوب حقيـرة
إلا إذا شـــمتت بـــك الأنـــذال
تتــابع الحســرات وهــي عريضـةٌ
وفــوادح النكبــات وهــي طـوالُ
فقــراء فــي أوطاننـا وغريمنـا
يُجــبي إليــه بكــدنا الأمــوالُ
غربــاء فــي أوطاننـا وغريبهـا
وقـــف عليــه العــز والإقبــالُ
المجـد مـن دمـع السـيوف حيـاته
لا الكتـــبُ تحييــه ولا الأقــوالُ
يا أيها العرب انهضوا واستبسلوا
إن الحيـــاة تزاحـــم وجـــدالُ
نصـبوا شباك الغدر في بحر الردى
فالعهــد نقــضٌ والوعــود خيـالُ
والغــرب أغـدر خـائن وقعـت بـه
رغــم التجــارب والعظـات رجـالُ
خـدعوا الشـعوب بمينهـم فتفاءلت
ولقــــد يغـــر النـــاظمين لآلُ
جــل الـذي رفـع الـذين تعلمـوا
وقضـــى بــأن يتــأخر الجهــالُ
إن الشــعوب مصــيرها فـي كفهـا
تُســدى النفــوسُ وتُبـذل الأمـوالُ
عبد الله بن علي بن جبر الزائد.شاعر بحريني.ولد بمدينة المحرق، وتوفي في المنامة.درس في كتاب الشيخ عيسى بن راشد بالمحرق، ثم في المدرسة الأهلية.اتصل بمنتدى الشيخ الشاعر إبراهيم بن محمد الخليفة وأصبح من رواده الشباب، واتصل بعالم اللغة الشيخ محمد صالح اليوسف فأخذ عنه مزيداً من اللغة العريية، ثم عمل بتجارة اللؤلؤ والأصداف مع والده.أحد مؤسسي النادي الأدبي بالمحرق، وأمين سر الحركة الوطنية.سافر إلى الهند وبغداد وبيروت وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، وكتب فيها بعض المذكرات.كتب في العديد من الصحف العربية، وأسس مطبعة البحرين سنة 1932، وداراً للمسرح والسينما سنة 1936، كما أسس جريدة البحرين عام 1939.