
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مللـت الحيـاة وكـثر السهر
ورمـت الممـات وسكنى الحفر
ففي الموت بعد عن النائبات
إذا مـا الزمان جفا أو غدر
وفـي الموت قصف لسهم القضا
وفـي الموت كسر لسيف القدر
غريـب الـديار خلـي الوفاض
فلا لــي صــحب ولا لـي مقـر
هنالــك تحــت ســجف الظلام
وفـوق فـراش الـثرى والحجر
تـرى القلب بارح كل الهموم
وعــاد إلـى رشـده واسـتقر
لقـد عفـتُ كل أماني الشباب
ولمـا أعـش مثـل عيش الزهر
ومـل فـؤادي عـراك الحيـاة
كــأني شــيخ رذيـل العمـر
ومـالت بعودي دواعي الشجون
فحطـت شـباباً زهـا وازدهـر
أروم الأمــاني وأسـعى لهـا
فـألقى سـراباً وشـؤماً وشـر
وداعـاً وداعـاً نجـوم السما
وداعـاً وداعـاً ضـياء القمر
وداعـاً وداعـاً خرير المياه
وداعـاً وداعـاً حفيـف الشجر
ســلام عليـك هبـوب الريـاح
ســلام عليــك رنيـن المطـر
ســلام عليــك رحيـق اللمـى
ســلام عليــك أنيـن الـوتر
خليلــي صــبا علـى الـثرى
وصـفا الحصـى وأقيما الحجر
وطوفـا بقـبري قبيل القفول
ففيــه عظــات وفيــه عـبر
وطيـرا لأهلـي بعـد المصـاب
إذا الدمع منهم همى وانفجر
علـى ابن وحيد غريب الديار
بقلـب كـواه الجـوى فانفطر
فحنـا عليهـم بخيـر العزاء
مفـاجيع أخشـى عليهـم ضـرر
وطوفـا ببيـتي قبيل الرجوع
إذا مـا الصـراخ علا واستعر
ولا تبكيـــا أنـــه موقــف
يـذيب القلـوب ويعمي النظر
وعـوداً سـريعاً إلـى حفرتـي
فــإني أخشـى حلـول الضـجر
ولا ترويـا لـي عـن عـالمين
ولكـن عـن الشـعراء والسمر
أود لـو أنـي قبيـل الشروق
أنــاجي الملائك دون البشـر
وأجعــل حــداً لهـذا البلا
وإن تـك يا صاح إحدى الكبر
ولكـن صـغاراً بـذاك الحمـى
خشــيت أيتمهـم فـي الصـغر
عبد الله بن علي بن جبر الزائد.شاعر بحريني.ولد بمدينة المحرق، وتوفي في المنامة.درس في كتاب الشيخ عيسى بن راشد بالمحرق، ثم في المدرسة الأهلية.اتصل بمنتدى الشيخ الشاعر إبراهيم بن محمد الخليفة وأصبح من رواده الشباب، واتصل بعالم اللغة الشيخ محمد صالح اليوسف فأخذ عنه مزيداً من اللغة العريية، ثم عمل بتجارة اللؤلؤ والأصداف مع والده.أحد مؤسسي النادي الأدبي بالمحرق، وأمين سر الحركة الوطنية.سافر إلى الهند وبغداد وبيروت وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا، وكتب فيها بعض المذكرات.كتب في العديد من الصحف العربية، وأسس مطبعة البحرين سنة 1932، وداراً للمسرح والسينما سنة 1936، كما أسس جريدة البحرين عام 1939.