
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ومُدامـةٍ يَخفـى النهـارُ لنورِها
وتَـذِلُّ أكنـافً الـدجى لضـيائها
صــُبَّت فأَحـدَقَ نورُهـا بزُجاجِهـا
فكأَنهــا جُعِلَـت إنـاءَ إنائهـا
وتُـرى إذا صـُبَّت بَـدَت في كأسها
متقاصـرَ الأَرجـاءِ عـن أرجائهـا
وتَكـادُ إن مُزِجَـت لرقَّـةِ لونهـا
تَمتـازُ عنـد مِزاجِهـا من مائِها
صفراء تُضحي الشمسُ إن قيست بها
فـي ضـوئها كالليل في أضوائها
وإذا تصــفَّحتَ الهــواءَ رأيتـهُ
كَـدِرَ الأَديمـة عنـد حُسنِ صفائها
تَـزدادُ مِن كَرمِ الطباعِ بقَدرِ ما
تـودي بـه الأيـامُ مـن أجزائِها
لا شـيء أعجَـب مـن تَوَلُّـد بُرئِها
مـن سـُقمِها ودَوائِهـا مِن دائِها
عبد الله بن محمد الناشئ الأنباري أبو العباس.شاعر مجيد، يعد في طبقة ابن الرومي والبحتري، أصله من الأنبار، أقام ببغداد مدة طويلة. وخرج إلى مصر، فسكنها وتوفي بها، وكان يقال له: ابن شرشير، وهو من العلماء بالأدب والدين والمنطق، له قصيدة على روي واحد وقافية واحدة في أربعة آلاف بيت في فنون من العلم، وكان فيه هوس، قال المرزباني: (أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالاً ينقض بها ما هم عليه، فسقط ببغداد، فلجأ إلى مصر) وقال ابن خلكان: له عدة تصانيف جميلة.