
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا مَــن تــردَّى بــالجلالِ جمـالُه
ولــه مُــن الأَنــوارِ حُجبــإ تُبهَـر
مــالي اليــكَ وســلةإ أَنجـو بهـا
يـــومَ المَعــادِ إذا أَزمَّ المَحشــرُ
إنـــي لمعـــترفٌ بـــذنبيَ غافِــلٌ
فيمـــا يُقرِّبُنـــي إليـــكَ مُقَصــِّرُ
لكنَّنـــي أَرجـــو لكـــلِّ كـــبيرةٍ
ثِقَـــتي بعفــوكَ إنّ عفــوكَ أَكــبرُ
وإذا الملـــوكُ تكثَّــرت بعديــدِها
أَلفيتنــــي بســــواكَ لا أَتكثّـــرُ
واذا طَغَــت وبَغَــت بمــا خوَّلتَهــا
أقبلـــتُ نحــوكَ خاضــعاً أَســتغفرُ
يـــا مالكــاً رقــيّ وقلــبي ذائبٌ
فـــي حُبِّــهِ بيــنَ الأَنــامِ مُشــَهَّرُ
ما الفقرُ في الدنيا العذابُ وإنّنما
الفقــرُ منــكَ هوالعــذابُ الأَظهــرُ
إنَّ النهــارَ بغيــرِ وجهــكَ مظلــمٌ
عنــدي وليلــي مِــن بهــائكَ نَيِّـرُ
أَشــتاقُ وجهَــكَ لا ســواهُ إذا غـدا
قـــومٌ تشــوقُهمُ الجِنــانُ النّضــَّرُ
وتروقنــي مــن مــاءِ حُبِّــكَ شـربةٌ
تُـروي الصـَّدى إن راقَ غيـري الكوثرُ
مــالي رجــاءٌ فــي جِنــانٍ زُخرِفـت
كلا ولا أَخشــــى جحيمــــاً تُســـعَرُ
لكـــن رجـــائي أَن أَراكَ وخشــيتي
مِــن أَن تُقبِّحَنــي الــذَّنوبُ فـأهجَرُ
يــا مَـن تَفـرَّدَ بالبقـاءِ فمـا لـهُ
نِـــدٌّ يُضـــاهي أَو شـــريكٌ يُــذكَرُ
أَنــتَ الجــوادُ فمــا يُقلِّـلُ جـودَهُ
ذنـــبٌ ولا الحســناتُ فيــه تكــثرُ
كُـن لـي إذا الرُّسـلُ الكرامُ تعاظمت
ذَنـــبي فظنَّـــت أَنَّـــهُ لا يُغفَـــرُ
فلأَنــتَ أَولــى بالتجــاوزِ محســناً
والعفــوِ عـن أَهـلِ القنـوطِ وأَجـدَرُ
داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).