
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حرَّكـتُ عزمـيَ حَزمـاً بعـد ما سَكنا
الـى سـكينةِ فكـرٍ صـارَ لـي سَكَنا
بـهِ تَحرَّيـتُ أَجـواءَ السـلوكِ الـى
معـالمِ العلمِ فاستنَّنت لي السننا
فـي حيـث لا غِيَـرٌ فـي طَيِّهـا عِبَـرٌ
تسـرمدَ الـدَّهرُ كوناً والزَّمان فَنا
فليــس إلا إشـاراتُ العقـولِ فمـا
لغيرِهــا سـَنَنٌ ترمـي بهـا سـَنَنا
هــي المطايـا فلا تُنجيـكَ مَسـهَلَةٌ
مـالم تطس في تَرقّي جريها القُننا
تَخـذي بأَيـدٍ مِـن العِرفـانِ مُسرعةً
تُدني بها سَيرها المستبعدَ الشَّرنا
تَطـوي اليـكَ إلـهَ العـالمينَ رُبىً
صـارَت لها من جناياتِ الهوى جُننا
خَـفَّ القطيـنُ بهـا حـتى اذا نظرت
لألاءَ قُدســِكَ يبــدو سـاطعاً قُطنـا
تســيرُ فيــهِ اليـه وهـي حامِـدةٌ
بكــلِّ نـادٍ سـناً أن تَستسـِنَّ سـَنا
حــتى أُنيخــت علـى بـابٍ يعـزِّزه
أَذِلُّ شــيطانٍ نفــسٍ طالمـا شـَطنا
أَتـاهُ عقلـي علـى خـوفٍ فحينَ دنا
مـن بَـرِّ بِـرٍّ بِمَـن ينتـابُه أَمِنـا
وطــوَّقتهُ أَيــادي جُــودِه مِنَنــاً
رَدَّت علـى نفسـهِ مـن لُطفـهِ مُنَنـا
داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).