
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذا مـا انـبرت هوجُ المهارى بمعشرٍ
يُـؤمِّمنَ بيـت اللَـهِ مشياً على القَدم
سَرت بي مَهارى الفكرِ في مهمهِ التُّقى
إلى اللَهِ رَبِّ البيتِ جَرياً على القِمم
يلــوحُ لنفســي مشـرقاً بيـتُ قدسـهِ
كمـا لاحَ ضـوءُ الفجرِ في غيهبِ الظُلَم
بنـــورٍ جلالٍ لـــم يــزل متألقــاً
لــدى كـلِّ سـيارٍ اليـهِ مِـن القِـدم
اذا مـا أتـت ميقـاتَ لقيـاهُ أَحرمت
ملبِّيــةً تَســتنزِلُ الجــودَ والكـرم
تُلبِّــي بلفــظٍ يقـرعُ الـذّهنَ سـُجعُهُ
فينقـذُ أَسـماعَ العقـولِ مِـن الصـَّمم
ولهَـو الـذي يَشـفي اذا انهلَّ فائِضاً
علـى لُـبِّ ذي الآدابِ مـن عارضِ البكم
إذا قــابلت بــابَ المهابـةِ سـبَّحت
بأسـماءِ ذي الطَّـولِ الممجَّـدِ والعِظم
فتســتلمُ الركــنَ الـذي هـو كـائنٌ
ومـا انفـك بـالعلمِ اليقينِّي مُستلم
وطــافت بــهِ ســبعاً بِخُسـَّرِ أَيـدِها
محيـطَ القُـوى عن ذلكَ المنكبِ العَمم
مجـــرَّدةً طـــافت بـــهِ مســتكينةً
فأدهشـــتها اجلالُ ذلكـــمُ الحَــرم
فلمـا انثنت مِن مروةَ القربِ بالرَّوا
تريدُ الصّفا أصفى لها الموردَ الخِضم
بســبعةِ أشـواطٍ أتمَّـت بهـا السـُّرى
الـى مِلـكٍ سـيلُ المـواهبِ منـه جـم
وفـــي عرفـــاتٍ عرَّفَتهــا معــارفٌ
بـأنَّ لهـا مـن علمِهـا طلعـةَ العلم
وفـي رميهـا الحصـباءُ مـن جَمراتها
أتـت بعدَ خوفِ الخَفيفِ في سَلمِ السّلم
رمــت بحصــاةِ العــالمين تكبُّــراً
علــى كــلّ موجـودٍ سـواهُ وإن أتَـم
وأضـحت تُضـحِّي بالهُـدى أينـقُ الهوى
تَمنَّـى مناهـا بـالتنعُّمِ فـي النِّعـم
وتُخِلــقُ عنهــا كــلَّ خُلـقٍ يَشـِينُها
بشـَينٍ فلـم تنـدم هنـاكَ ولـم تـدم
تفيــضُ جلابيـبُ الحِجـا بيـدِ النُّهـى
عليهـا مـن الفيـضِ المُجلّـلِ بالحِكم
وعــادت لتطــوافِ الزّيـارةِ تَرتجـي
بهمتّهــا عُقــبى الــتيمُّنِ بـالهِمم
فــذاكَ هـو الحـجُّ الـذي هـو غايـةٌ
لمــن لاذَ بالبــابِ الإِلهـيِّ واعتصـم
داود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).