
الأبيات12
مِـن قهوةِ الحُبِّ لا مِن قهوةِ الحبِّ
شـرِبتُها قرقفـاً معسـولةَ الشُّربِ
يُـديرُها كرمـاً فينـا أخـو ثِقةٍ
مـن غيرِ ما ضِنَّةٍ منه على الشّربِ
لكنمّـا قـدرُها أعلـى مكانَتهـا
فلـن تُنـالَ بغيـرِ الحظِّ والدأبِ
مـا ان يلامـسُ ريّاهـا جَنانَ فتىً
الّا جنــانَ لــبيبٍ ماجــدٍ نَـدبِ
ولا تُــرى نشـواتٌ للعقـولِ بهـا
الّا لعقــلٍ صــحيحٍ ثــاقبٍ طَــبِّ
يـا سـاقَي الشّربِ أبرزها معتقةً
مِـن دنِّهـا الأزلـيِّ الطيِّبِ الرَّحبِ
منيــرةً يتجلّــى للعقـولِ بهـا
خَفـيُّ مـا اكتنَّ في شرقٍ وفي غربِ
وســقّني كأسـها صـَرفاً مدعدعـةً
علـى ريـاضٍ تُجلّـي الحـبَّ للصـبِّ
ريـاضِ عـزٍّ تعـالت أن تُرى أبداً
موصـوفةً بصـفاتِ البُعـدِ والقُربِ
ما إِن تنالُ بعينِ الوجهِ بهجتُها
لكـن تنـالُ بعينـي وجهةِ القلبِ
تلـكَ الرُّبـى ظِلُّها ضافٍ وموردُها
صـافٍ ومربعهُـا عـافٍ عـن القأبِ
فهاكهـا يـا نـديمي اننـي طَرِبٌ
علــى غنــاءٍ بلا لحـنٍ ولا ضـَربِ
داود بن عيسى الأيوبي
الدولة الايوبيةداود بن الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، الملك الناصر صلاح الدين.صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء، ولد ونشأ في دمشق، وملكها بعد أبيه (سنة 626 هـ) وأخذها منه عمه الأشرف، فتحول إلى (الكرك) فملكها إحدى عشرة سنة، ثم استخلف عليها ابنه عيسى (سنة 647 هـ) فانتزعها منه الصالح (أيوب بن عيسى) في هذه السنة، فرحل الناصر مشرداً في البلاد، حبس بقلعة حمص ثلاث سنوات، ثم أقام في حلة بني مزيد، وتوفي بقرية البويضاء (بظاهر دمشق) بالطاعون، وكان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر.جمعت رسائله في كتاب (الفوائد الجلية في الفارئد الناصرية-خ).
قصائد أخرىلداود بن عيسى الأيوبي
يا مَن تردَّى بالجلالِ جمالُه
سِرُّ سَرِّ الحُبِّ مُشتَهِرُ
حرَّكتُ عزميَ حَزماً بعد ما سَكنا
إذا ما انبرت هوجُ المهارى بمعشرٍ
مِن قهوةِ الحُبِّ لا مِن قهوةِ الحبِّ
يا من هو المرهوبُ والمُرتجى
تنفَّسَ عن شوقٍ تمكَّنَ في الصدرِ
يا من تصدَّرَ في القصور
ذهبَ العمرُ والليالي عوارِ
ملابسُ الافضال في طُرَّةِ الصُّبحِ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025