
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرِيـــاحَ نَجــدٍ يَمِّمــي أَلهابــا
نَحــوَ الحَــبيبِ وَقَبِّلـي الأَعتابـا
وَاِمضـي مَضـاءَ الجَفـنِ فـي حَرَكاتِهِ
وَتَقَطَّعــي طُــرُقَ الحِجــازِ ذَهابـا
وَصــِلي مَسـيرَكِ بِالأَصـائِلِ وَالضـُحى
ســَيرَ الغَزالَــةِ مَطلَعـاً وَغِيابـا
وَأَسـري سـُرا البَرقِ الحَثيثِ وَلاتَني
لِيَعــودَ رَوحُ العَطـفِ مِنـكِ إِيابـا
فَعاســـكِ أَن تَصـــِلي بِلادَ مُحَمَّــدٍ
خَيــرِ النَبِيّيــنَ العَظيـمِ جَنابـا
فَلَئِن وَصــَلتِ إِلــى رِيــاضِ مُحَمَّـدٍ
تَجِــدي رِياضــاً بِـالوُفودِ رِحابـا
حَيــثُ المُظَلَّـلُ بالغَمامَـةِ وَالَّـذي
شــَجَرُ الفَلا طَوعــاً دُعـاهُ أَجابـا
مـاحي الضـَلالَةِ سـَيِّدُ الرُسـلِ الَّذي
مَلَأَ الزَمـــانَ هِدايَـــةً وَصــَوابا
لِمــيِّ بــهِ وَقِفــي قُبالَـةَ وَجهِـهِ
مَنحـى البَئيـسِ إِذا شـَكا الأوصابا
وَاِهـدِ السـلامَ لِخَيـرِ مـودَعِ تُربَـةٍ
وَاِتَســـأذِنيهِ وَبَلِّغيـــهِ خِطابــا
مِــن عَبــدِهِ عَبـدِ الرَحيـمِ فـإِنَّهُ
دَنِــفٌ يُحــاوِلُ مَضـجَعاً مـا طابـا
وَكَــذا مِـنَ المَجـذوبِ إِنَّ كِلَيهِمـا
مِــن أُمِّ مَلـدَمَ قَـد أُذيـقَ عَـذابا
نَفَثَــت عَلَيــهِ بِحَــرِّ نـارِ جَهَنَّـمٍ
فَغَــدَت تَــزورُ المُسـتَغيثَ غَبابـا
شـَرِبَت دَمـاً هَشـَمَت عِظامـاً قَد وَهَت
وَأَذابَـتِ الجِسـمض الضـَعيفَ فَـذابا
حَتّــى إِذا لَــم يَبـقَ مِـن فَضـَلاتِهِ
قَــدرٌ يُكَمِّــلُ فــي قُـواهُ نِصـابا
أَفَتُســئِرُ الحُمّــى إِذا زارَت فَـتىً
إِلّا عِظامــاً قَــد وَهَــت وَإِهابــا
نــاداكَ مُرتَجِيــاً بِجاهِــكَ عَطفَـةً
تَســُمُّ أُمَّ مَلــدَمَ ســِفعَةً وَذَهابـا
عَجلاءَ تُخلِـــفُ بالشــِفا وَمَثوبَــةٍ
يـا خَيـرَ مَـن سـَمِعَ النِدا فَأَجابا
يـا صـاحِبَ الجـاهِ العَريضِ لِمِثلِها
مَــن لِلنتَـوائِبِ إِذ نَزَلـنَ صـِعابا
يـا خَيـرَ مـولٍ لَم يَحِب فيهِ الرَجا
أَحسـَنتُ ظَنّـي فـي الزَمـانِ فَخابـا
قـم بـي وَبالمَرضـي فَجـودُكَ عـارِضٌ
يُطفــي أُمَّ مَلــدَمَ هامِيـاً سـَكّاباً
وَشــِفا يَـدَيكَ وَتَفـلُ ريقِـكَ مَنهَـلٌ
مـا زالـتِ المَرضـى إِلَيـهِ غَيابـا
فَلَقَـد جَعَلتُـكَ فـي الخُطوبِ وَسيلَتي
وَأَنَخــتُ بـالحَرَمِ الفَسـيحِ رِكابـا
وَنَزَلـتُ فـي عَليـا جَنابِـكَ أَحتَمـي
إِن نــابَني زَمَــنٌ قَرَعـتُ البابـا
قُـل أَنـتَ فـي الدارينِ مِنّا لا تَخَف
مِحَــنَ الزَمــانِ وَنادِنـا فَتُجابـا
وَإِذا اسـتَجَرتَ بِنـا فَإِنَّـكَ في حِمىً
مِــن بَعـدِها يـا صـاحِبَ النِيّابـا
أَنـتَ الَّـذي نَرجـو الجِنـانَ بِجاهِهِ
بِغَـــدٍ وَنُكفــى نِقمَــة وَعــذابا
وَنَنـالُ مِـن غُـرَفِ الجِنـانِ عَلِيَّهـا
وَنجـــاوِزُ الوِلــدانَ وَالأَترابــا
مِنّـي السـَلامُ علـى المُقيـمِ بِطَيبَةٍ
يَســـتَغرِقُ الأزمـــانَ وَالأَحقابــا
سـِرُّ الوُجـودِ المُصطفى أَعلى الورى
مَـن طـابَ مِـن خُبـثِ الغُيوبِ فَطابا
وَحَمـا حِمـى الإسـلامِ وَاِتَّبَـعَ الهُدى
حَيــثُ الضــلالُ وَلا هُــدىً وَكِتابـا
وَقَفـا هُـدى النَهـجِ القَويمِ عِنايَةً
وَتَجَنَّـــــبَ الأَزلامَ وَالأَنصـــــابا
وَدَعـا إِلـى الـدينِ الحَنيفِ بِسَيفِهِ
مَلأً أَبــــوهُ وَكَـــذَّبوا كِـــذّابا
فَعَلَـت مَواضـي البـاتِراتِ رِقـابَهُم
فَغَــدَت رُؤوسُ المُشــركينَ جَوابــا
مِـن بَعـدِ مـا جَحَـدوا جَلالَـةَ قَدرِهِ
أَنَــفَ اتِّبــاعِ الحَـقِّ وَاِستِصـعابا
وَرَمَوا الأَمينَ الصادِقَ القَولِ الوَفي
حَســَداً وَقــالوا ســاحِراً كَـذّابا
فَسـَلِ المَشـاهِدَ وَالثُغـورَ مَنِ الَّذي
فيهــا اسـتَباحَ جَماجِمـاً وَرِقابـا
وَمَـن الَّـذي فـي كُـلِّ مُعتَرَكِ الوَغى
هَــزَمَ الجُيــوشَ وَشــَتَّتَ الأَحزابـا
وَمَــن الَّـذي طَمَـسَ الضـَلالَ بِسـَيفِهِ
ضــَرباً وَأَخلَفَــهُ هُــدىً وَصــَوابا
وَمَحــى ظَلامَ الشــِركِ طـالِعُ فَجـرِهِ
وَأَعــادَ عــامِرَهُ المَنيـعَ خَرابـا
يـا أَكرَمَ الكُرَماءِ يا أَعلى الوَرى
وَأَعَــزَّ مَــن تَخِـذَ المَطِـيَّ رِكابـا
وَأَجَــلَّ كُـلِّ المُرسـَلينَ ذَوي العُلا
شـــَرَفاً وَأَمنَـــعَ ذِروَةً وَجَنابــا
أنـا عَبـدُكَ الجـاني حَجَتُ وَلَم أَزُر
فَكُــنِ الصـَفوحَ لِـذَنبِ عَبـدٍ عابـا
فَلَقَـد أَسـَأتُ وَاَنـتَ أَكـرَمُ مَن عَفا
وَلَئِن عَتَبــتَ فَمــا أُطيـقُ عِتابـا
وَلَئِن صـــَفَحتَ فَشـــيمَةٌ نَبَوِيَّـــةٌ
ســَدَلَت عَلــى جـانٍ جَنـى جِلبابـا
وَعَواطِــفٌ لَــولاكَ لَـم يَـكُ نَيلُهـا
شــَمِلَت عَلــى عَبـدٍ أَسـاءَ فَتابـا
لَـم أُلـفِ غَيـرَكَ مَـن أَلوذُ بِهِ إِذا
مـا الـدَهرُ أَغلَـقَ دونِـيَ الأَبوابا
فـاعطِف علـى ضـُعفي وَصِل سَبَبي إِذا
مَكَــرَ الزَمــانُ وَقَطَّــعَ الأَسـبابا
فـاخفِض جَناحَـكَ لـي وَكُن يَدَ نُصرَتي
وَمِـــنَ الأَعــادي جُنَّــةً وَنِقابــا
وَبِمَقعَـدَيَّ مِـنَ المَكـارِهِ لـي حِمـاً
وَلِمَــن يَلينــي نِســبَة وَصــِحابا
وَعَلَيـكَ صـَلّى اللَـهُ يا عَلَمَ الهُدى
ما البَدرُ أَشرَقَ في الدُجا أَو غابا
وَعَلَيـــكَ ســـَلَّمَ بُكــرَةً وَعَشــِيَّةً
مـا اِرفَـضَّ مُنسـَجِمُ الغَمـامِ وَصابا
وَعَلــى صــَحابَتِكَ الَّـذينَ تَشـَرَّفوا
بِـكَ إِذ غَـدَوا لَكَ في العُلا أَصحابا
وَعَلَـوا ذُرى رُتَـبِ المَكارِمِ وَالعُلا
وَسـَمَوا علـى شـُهُبِ السـَما أَحسابا
محمد بن الطاهر المجذوب.شاعر سوداني، ولد في سواكن وتعلم في الحجاز، كان من رجال الأمير عثمان دقنة، وتوفي ببلدة الحمري.في شعره سبك حسن ومعان أوحتها ثورة المهدي السوداني وحروب عثمان دقنة.له (ديوان شعر - ط).