
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمحمــدٌ إنــي بجاهــك عــائذٌ
مـــن ســيء الأســقام والأدواء
ولقـد دعوتـك حيـن جلـت كربتي
فـأجب دعـائي واسـتمع لنـدائي
وتــولني ممــا أخــاف فـإنني
لــم ألـف غيـرك كاشـفاً لبلائي
والحـال إن عظمـت فلا يدعى لها
إلاك يـــا غوثــاً لــدى الأواء
إذ لا يؤمــل للعظــائم كاشـفاً
إلا العظيــم وأشــرف الشـرفاء
حاشـا يـرى بأسـاً عبيدٌ قد غدا
بــك لائذاً يــا أفضـل الفضـلاء
وأتـى إلـى عليـاء سوحك راجياً
مستصــرخاً بـك سـاكن البطحـاء
كلا فمعتقــدي وأنــت المجتـدى
أنــى أنــال لمطلـبي ومنـائي
وعلــي يقيـنٍ أننـي يـا سـيدي
أن لا أرى همّـــاً وأنـــت جلائي
يـا أكرم الرسل الكرام ومن به
لاذوا لكشــف الضــر والبأسـاء
يـا عـدتي فـي كربـتي وبجـاهه
جليــت كــروب الأوليـن سـوائي
مــاذا بــأول هــائل فرجتــه
فلكــم أجبـت لصـوت عبـدٍ نـاء
ولكــن كشـفت معاضـلاً وشـدائداً
بعنايــةٍ تعلـو علـى الجـوزاء
مـا ضـاق جاهـك بالعظائم كلها
أيضــيق عمــا مســنا مـن داء
أنـت الوسيلة في النوائب كلها
عنـد المهيمـن أكـرم الكرمـاء
ســيما جـرائم مـذنبٍ قـد غـره
حلـم الحليـم وأرحـم الرحمـاء
نســي العقـاب ومـده فـي غيـه
كـــرم الإلـــه وكـــثرة الآلاء
أنـت الملاذ إذا الـورى لسعتهم
نــوبٌ كلســع الحيـة الرقطـاء
وعرتهــم شـؤونٌ يشـيب لوقعهـا
نــار الهمــوم وشـدة الضـراء
وتقاصـرت همـم الكـرام وحلفوا
برحيــب ســوحك جنـة البأسـاء
وأتـوك يرجـون الغياث فها همو
طــرّاً ببابــك واســع الإعطـاء
فغـدوت تشـفع للجميع لينشر ال
رب الألــى قصــدوك مـن برحـاء
ويبين فضلك في الوجود يظهر ال
رحمــن فضــلك فـي أجـلِّ لـواء
فــأرحتهم للَــه لا ليــدٍ لهـم
تجــزى ولا نعــمٍ مـن النعمـاء
ومـن الـذي منـا لـه أيدي ندىً
ســلفت لــديك بســابق الآنـاء
وكــذا فعالــك كلهـا إخلاصـها
شــهدت بـه الآيـات ضـمن ثنـاء
بـك شـرفت أمـمٌ قفتـك فحسـنهم
يعلــو بفضــلك كـل ذي حسـناء
مـا مـن أقـام جـدار قومٍ حسبه
كاللـذ أقـام سـناه كـل سـناء
لا لا ولا المنجـي لقـومٍ مـن عداً
كمخلــص جمّــاً مــن الحوبــاء
وإجابـة المكـروب حيـن نـدائه
وجلائل الرحمــــات للضـــعفاء
صـلى عليـك اللَه يا خير الورى
يـــا ســـيد الأملاك والأنبــاء
يـا ذا الهدى وعليك كمل دائماً
كـــل الســـلام وآلــك النبلاء
مـا أضـحك الرحمـن سـنك عندما
حمـى الـوطيس وشـب في الهيجاء
وبـدا السرور بنور وجهك حينما
تـولي الجزيـل بكفـك المعطـاء
ربـــي بــه وبــآله وبصــحبه
وذويــه والزوجــات والأبنــاء
وبكــل عبــدٍ فـي العلا رقيتـه
والأنبيــاء وســائر الصــلحاء
وبحــق ذاتــك سـيدي وكمالهـا
رب العلا يــا أكــرم الكرمـاء
وعلائهـــا وجمالهــا وجلالهــا
وصــفاتها العليــا وبالأسـماء
كــف الأذى عنـي بفضـلك عـاجلاً
وأجـب لصـوتي واسـتمع لنـدائي
وارحـم لضعفي واجبرن كسرى وقل
واغفــر رذائل أسـفه السـفهاء
أنـت الغنـي عن العباد جميعهم
أوجـــدتهم ومــددتهم بغنــاء
فأنـا مـددت الكف أرجوك العطا
وأنــا لفضـلك أفقـر الفقـراء
ولقـد وقفـت ببـاب عفوك راجياً
محــو الـذنوب ورحمـةً ومنـائي
وأنـا علـى كسـب المعاصـي آملٌ
منـك الرضـا يـا أكرم الكرماء
فـارحم ولا تـردد فـإني لم أجد
إلاك لــي يــا أرحـم الرحمـاء
لا لا أروم وأنــت ربــي خـالقي
ربّــاً سـواك معافيـاً مـن دائي
والحـال ضاقت بي ولم أر نافعاً
غيـر اللجـاء لخـالقي وسـوائي
وإذا عنـاني الأمر لم يك مخرجاً
إلا الرجــوع لأكــرم الكرمــاء
مـن تصـعر الزلل العظائم عنده
فهـو العظيـم الفـرد دون خفاء
ذاك الجليـل اللَـه جـل ثنـاؤه
إذ هــو حقّــاً أعظـم العظمـاء
ويعامـل العاصـي وإن زلـت بـه
زلاتــــــه بلطــــــائف الآلاء
ويقيــل عـثرته وإن سـقطت بـه
أقــدامه فــي هــوة البلـواء
ربٌّ عظيــمٌ لــو يُؤاخــذ خلقـه
بجنــي الــذنوب لعمهــم ببلاء
لـو لـم تكـن سبقت سوابق فضله
لــم يبـق ديـاراً مـن الأحيـاء
لكنــه عــم الجميــع بجــوده
فلــه جميــل محامــدٍ وثنــاء
فهـو الرحيـم هو الرؤوف بخلقه
والحلـم يرغـم أنفـس النفسـاء
محمد بن الطاهر المجذوب.شاعر سوداني، ولد في سواكن وتعلم في الحجاز، كان من رجال الأمير عثمان دقنة، وتوفي ببلدة الحمري.في شعره سبك حسن ومعان أوحتها ثورة المهدي السوداني وحروب عثمان دقنة.له (ديوان شعر - ط).