
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـانت عـن العـدوة القصوى بواديها
عيـــسٌ كــأن خوافيهــا بواديهــا
شـامت بـروق الحمـى مـن نحو كاظمةٍ
واستنشـقت ريـح نجـدٍ فـي بواديهـا
بـزلٌ رعاهـا الصبا النجدي فانطلقت
تــؤم فيحــاء نجــدٍ طـوع حاديهـا
وترتمــي بيــن أجـواز الفلا شـغفاً
والشـوق فـي البيد حاديها وهاديها
حنــت وأنــت لمغنــى طيبـةٍ طربـاً
شـوقاً إلـى سـاكنيها أهـل واديهـا
تعــدو لهـا طظليـم الجـو معتسـفاً
كــأن فــي طيبــةٍ صـوتاً يناديهـا
وعللتـــا ريــاح الشــام رائحــةً
يـا حـب رائحهـا الـذاكي وعاديهـا
نســائمٌ يســتريح المســتهام لهـا
مــن المعيــن تــروي غـل صـاديها
ولــم تــزل لغمــار الأرض خائضــةً
غـوراً ونجـداً وداعـي الشوق داعيها
تســابق الريــح مـا تنفـك سـائرةً
نحـو البلاد الـتي نـور الهدى فيها
محمــدٌ ســيد الســادات مــن مضـر
فـردٌ جميـعُ الخصـال الفضـل حاويها
مكمــلٌ فــي المعـالي لا نظيـر لـه
خيــر البريــة قاصــيها ودانيهـا
بـدرٌ سـما فـوق أطبـاق السماء إلى
حجــب الجلا إلــى أن جـاز عاليهـا
فليهنـه إذا دنـا كالقـاب مقتربـاً
أن نـال مـن رتـب العليـاء ساميها
والرسـل تهـد بالفضـل المـبين لـه
فمــن يــدانيه تمــثيلا وتشــبيها
تــود لــو أدركــت إبــان مبعثـه
إذا كـان مرشـدها الـداعي وهاديها
نــال الـذي لـم ينلـه قبلـه أحـدٌ
مــن موهبـاتٍ تنـاهت فـي تعاليهـا
حــتى رأى ربــه بــالعين مبتهجـاً
فــي ليلـةٍ طـاب مسـراها لسـاريها
أمســـى يخفــف مــن أوزار أمتــه
حــتى تبــدلن بالحســنى مسـاويها
يزيـح عنهـا شـؤوناً قـد عنـت أمماً
ثقلاً ويشـــفع إكرامـــاً لقاصــيها
بـانت عـن المسـجد الأقصـى ركـائبه
جبريــل فــي زمـرة الأملاك حاديهـا
حــتى عــدت ســدرةً للمنتهـى وبـه
تسـري إلـى العـرش لا فخراً ولا تيها
والنــور يقــدمه مــن كـل ناحيـةٍ
والحـور تبـدي سـروراً فـي مغانيها
وكــل مـن فـي الملا العلـو مبتهـجٌ
والحجــب ترفعهــا أحكـام باريهـا
لمـا رأى الآيـة الكـبرى وأدرك مـن
مخبــآت مزايــا الفضــل عاليهــا
إذ قــد رأى ربـه حقّـاً وأوتـي مـن
مكنــون ســر غيـوب اللَـه خافيهـا
بــاتت حظــائر قـدس اللَـه مشـرقةً
تبـدي عجائبهـا العظمـى ومـا فيها
تجلـــةً لرســـولٍ تستضـــيءُ ســناً
بنـــوره إذ تمنـــت أن يــدانيها
والحجـب والعرش والكرسي ما افتخرت
بمثلــه فــي بهاهـا فـي معاليهـا
ولـم تكـن قـط تزهـو في العلا طرباً
إلا بأحمـــد لمــا جــاز عاليهــا
ذاك الـذي لـو أعـار المـزن راحته
لأمطــرت مـن نقـار التـبر صـافيها
ولـو أشـار إلـى السحب الجهام بها
مــا كــف واكـف غاديهـا وسـاريها
ولــو مشــى فــي بلادٍ غيـر مخصـبةٍ
لأخصــب الكــل ناديهــا وباديهــا
ولــو دعــي باســمه والأرض مجدبـة
لجادهــا المـزن واخضـرت نواحيهـا
ولـو أشـار إلـى النـار التي سعرت
للحـرب نبـذ الحصـى قـرت لصـاليها
لأجــل أحمــد نيـران الخليـل لقـد
أضــحى ســلاماً وبـرداً حـر جاميهـا
يـا صفوة اللَه يا أعلى الورى شرفاً
باشـمس فضـال تنـاهت فـي تعاليهـا
يـا رحمـةً عـم كـل الخلـق نائلهـا
يـا خـاتم الرسـل يا مولى مواليها
يـا منتقـى مضر الحمراء يايدها ال
بيضــاء يــا غـرةً زانـت نواصـيها
يـا يمنها ركنها الأقوى وكعبتها ال
عليـاء يـا رشـدها يـا هدى غاويها
يـا صـاحب الكـرم الفيـاض دعوة من
يرجــوك فـي كشـف أهـوالٍ يعانيهـا
فاسـمع نـداء غريـقٍ في الدموع فقد
نــاداك مــن بلــدٍ شـطت مراميهـا
إنــي أجزتــك مــن نيــابتي بـرعٍ
نشــائدً فــي ثنـا عليـاك أبـديها
وعــل بعــدي محبّــاً فيـك يتبعهـا
قصــائداً فيــك زانتهــا قوافيهـا
عـــرائسٌ كريــاض المســك رائعــةٌ
فيحــاء يهـتز منهـا عطـف قاريهـا
شــهبٌ درار لهــا الجـوزاء منزلـةٌ
غـــرٌّ محاســـنها زهـــرٌ لآليهـــا
ولـم تجد كفؤها في الناس غيرها يا
ســامي ذرا شـرفات المجـد عاليهـا
أنت الذي لم يكن في الخلق كفؤك يا
نــور البريــة عاليهــا ودانيهـا
مـا أنشـدت يـا رسـول اللَه في ملإٍ
وقرطـــت منــه آذانــاً مبانيهــا
واستوصـفوا قـدرك الأعلـى قوافيهـا
إلا وســر قلــوب النــاس راويهــا
ولا تجلـــت معانيهـــا لـــذي أدبٍ
لـــه بـــواعث ودٍّ فيــك يبــديها
وشــنفت منــه آذان القبــول لهـا
إلا وحــاز نصــيباً مــن معانيهــا
أمليتهـا فيـك يـا فرد الوجود على
بعــدي وفــرط تباريــحٍ أعانيهــا
وإننــي مـذنبٌ لـي فيـك حسـن رجـا
كفـــارةٍ لـــذنوبٍ كنــتُ جانيهــا
لمــا غــدت صــحف أوزاري مســودةً
بـك التجـأت لكـي يـبيض مـا فيهـا
ولسـت مـن سـوئها المردي أخاف وقد
جعلــت مــدحك يــا مـولاي ماحيهـا
فصــل بمرحمــةٍ عبـد الرحيـم ومـن
ينمــى إليــه ونظــراتٍ تواليهــا
وعبـدك المرتجـى المجـذوب صله وذو
يليـــه أهلاً وأرحامـــاً يعانيهــا
والطـف بنفـسٍ تريـد العطف منك وكن
ملاذهــا فــي كلا الـدارين واقيهـا
إليـك قـد لجـأت علمـاً بأنـك حمـىً
مـن صـولة المكـر والمكروه حاميها
عاشــت بفضـلك فـي أمـن وفـي رغـدٍ
يــا رحمـةً سـاقها للنـاس باريهـا
فــأنت حصــنٌ لهـا مـن كـل نائبٍـة
وأنــت مـن محـنِ الـدارين كافيهـا
صـــلى عليــك إلهــي كــل آونــةٍ
أزكــى صــلاةٍ إليـك اللَـه مهـديها
وزاد قـــدرك تشـــريفاً ومكرمـــةً
يــا ســيدي مـاتلا الآيـات تاليهـا
وعـم صـحبك يـا ابـن الطيـبين ومن
قــد ظـل آثـارك العليـاء قافيهـا
ومـن إليـك انتمـى أو كان حزبك أو
ولاك مســـتقبل الــدنيا وماضــيها
وجـاد أرضـاً حوتـك الغيـث ما سجعت
بلابــلٌ فــي ريــاض ســح هاميهــا
ومــا تنــاغت بقضـبان الأراك ضـحىً
ورق الحمــام وغنــت فـي نواحيهـا
محمد بن الطاهر المجذوب.شاعر سوداني، ولد في سواكن وتعلم في الحجاز، كان من رجال الأمير عثمان دقنة، وتوفي ببلدة الحمري.في شعره سبك حسن ومعان أوحتها ثورة المهدي السوداني وحروب عثمان دقنة.له (ديوان شعر - ط).