
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـــالأبرق الفــرد أطلالٌ قــديمات
تخالهــا الوشــم آثــارٌ خفيــات
واهـاً لهـا مـن ربـوعٍ قـل ساكنها
لآل هنــــدٍ عفتهـــن الغمامـــات
وملعــبٌ لعبــت هـوج الريـاح بـه
نكبــاء حينــاً وأحيانــاً شـمالات
أضــحى بلاقــع لا داعٍ يجــاب بــه
كـأنهم فيـه مـا ظلـوا ولا بـاتوا
تنكــر العلــم الغربـي مـن إضـمٍ
نكـراً كـأن لـم تكن تلك الدويرات
واغـبر مـا كـان منـه مورقاً خضراً
وأقــرت بعـد بـان الركـب رامـات
تشـتيتهم جمـع الأحـزان فـي كبـدي
فليلتــــاي تباريــــحٌ وأنـــات
فـإن أنسـت غيابـات الفـؤاد بهـم
فـذا علـى صـدق عهـد الـود آيـات
أوهمـت أو غبـت عـن حسي بهم طرباً
فهــو أحيبـاب قلـبي يـا غيابـات
فيـا حمامـات وادي البان سجعك في
تلـك الربـوع لـه فـي القلب رنات
وصـوت نوحـك فيمـا قـد شـجاك لدى
ظــل الأراك شــجاني يــا حمامـات
ويــا أثيلات نجـدٍ مـا لعبـت ضـحىً
وعــانقت منــك أفنانــاً نسـيمات
ولا تثنيــت إذ مــر الصـبا سـحراً
إلا لعبـــت بقلـــبي يـــا أثيلات
تهيـج لوعـة قلـبي المسـتهام إذا
لنـــاظري بــدت تلــك الخييمــا
وأســـتهيم وقلـــبي يســـتفز لإن
هبـت لنشـر الصـبا النجـدي هبـات
فكيــف حـال بعيـد الـدار مغـتربٍ
ولهـــان تعلـــوه زفــراتٌ وويلات
ينبـو ثـوىً عن حمى سيف بن ذي يزنٍ
لــه إلــى الشــام حنـاتٌ وأنـات
يهــدي التحيـة مـن نيـابتي بـرعٍ
مـا هَـبَّ ريـحٌ ومـا انهلـت غمامات
يرجـو بلـوغ تحايـاه المـدى أبداً
إلـــى نـــبي عطايـــاه جــزيلات
محمــدٌ ســيد الخلـق الـذي امتلأت
بمــدحه زبــر الرســل الفخيمـات
ما حي الدجى من تجلت واستضأن سناً
بنــوره الأرض والســبع الســموات
أسـرى به اللَه من أرض الحجاز إلى
أقصـى المسـاجد والبيـداء خطـوات
كفــاه فخــراً وتظيمــاً ومكرمــةً
أن قبلـت نعلـه الحجـب الرفيعـات
أدنـاه مـن قـاب قـوسٍ حيـن كلمـه
للَـــه للَــه هاتيــك المناجــاة
أوحــى لـه ثـم مـا أوحـى وخصصـه
بـالغيب مـن بعـد ما قال التحيات
وزاده منـــه تشـــريفاً وشـــفعه
فــي موقــفٍ فيـه للأصـوات خشـعات
فهـو الشـفيع الـذي عمـت شـفاعته
فـي الخلـق لا عـدمت منه الشفاعات
فالبـدر والبحر والقطر الملث حياً
لــديه حســناً وإحســاناً حقيـرات
لــه المحامــد وصــفٌ والعلا خلـقٌ
والفضـل والفخـر فيـه والكرامـات
تـاللَه مـا ارتفعـت للـدين مرتبةٌ
ولا اســتنارت لــه شــهبٌ منيـرات
ولا اسـتطال سـنانور الهـدى أبـداً
لــولا مراتبــه الشــم المنيفـات
أحيـا الزمـان فأيـام الزمـان به
غــر النواصــي منيــراتٌ مضـيئات
تظـل بيـن نـدىً يهمـي وبيـن وغـىً
يومـان فـي اللَـه إنعـامٌ وغـارات
وفــل شـوكة أهـل الشـرك مرتضـياً
ديــن الحنيفــة والأديـان أشـتات
لســـيفه أيقنـــت شــمٌّ جحاجحــةٌ
بـاللِه رَبّـاً فمـا العـز وما اللات
فالخيــل تصــهل والأرمـاح شـاجرةٌ
والنبـــل رشــقٌ وللخطــي هــزات
وكــل قــرمٍ بــآذيٍّ يخــوض دمــاً
والـبيض والـبيض مسراها العجاجات
مـا اسـتمطرته ثغور المشركين حياً
تحيــا بــه أكــمٌ منهـا وقاعـات
ولا اسـتمدته تستسـقي الغمـام ندىً
إلا ســقاها القنــا والمشــرفيات
مني السلام على القبر الذي اعتكفت
فــي ســوح عليــاه أرواحٌ عليـات
وظـل مثـوى لـروح المصـطفى ورسـت
فيـه العلا وانتهـت فيـه النهايات
وجــاد طيبــة مرفــضٌّ يلــوح بـه
مــا أغــبر إثـلٌ وبانـاتٌ وجنـات
وظــل يهــتز مــن وســميه أبـداً
زهــر الريــاض وتخضـر البشـامات
أرضٌ سـمت برسـول اللَـه أشـرف مـن
بمــدحه نطقــت فـي الكتـب آيـات
علا بـه الأصـل والفـرع الزكـي وقد
تشـــرفت فيـــه آبـــاءٌ وأمــات
مـتى أرى النـور مـن أرجـاء قبته
يجلـى بـه العـرش والسبع السموات
أقـول إن طـاف طيـفٌ للخيـال مـتى
مــتى تبشــرني منــه البشــارات
فـإن ولهـت إلـى قـبر ابـن آمنـةٍ
فتلـــك قبلــي للعشــاق عــادات
لا غــرو أن ظـل قطبـاً للعلا أبـداً
فهــو الـذي ختمـت فيـه الرسـالات
ذاك الحـبيب الـذي ترجـو عـواطفه
وجــــوده وعطايـــاه البريـــات
ويســتقي ســحب يمنــاه ورحمتــه
وبرقــه الخلــق أحيــاءٌ وأمـوات
البــدر شــق لــه والغيـم ظللـه
وللنميــــر بكفيــــه فيوضـــات
أطـــاعه شـــجرٌ لـــبى لــدعوته
والجــذع حــن وســبحن الحصــيات
وشــاة جـابر يـوم الجيـش معجـزَةٌ
منهـا اكتفـت شـبعاً تلك العصابات
ولحمهـا مثـل أن لـم تلتمسـه يـدٌ
نعـم النـبي ونعـم الجيـش والشاة
وكـان فـي الشـمس نوراً ليس يشخصه
فيـءٌ ولا غـرو نـورٌ تلكمـو الـذات
ناهيـــك معجــزةً ألا يكــون لــه
ظــلٌّ بــذلك جاءتنــا الروايــات
لـــه فخـــارٌ وتبجيــلٌ ومكرمــةٌ
تعلو العلا ومقاماتٌ فخيماتٌ فيخمات
وســوددٌ لــم ينلــه قبلــه أحـدٌ
ومعجــــزاتٌ كــــثيراتٌ وآيـــات
مــولاي مــولاي فــرج كــل معضـلةٍ
واشــمل بســترك إن نـابت بليـات
وحــط إحمــال أوزارٍ منيــت بهـا
عنـي فقـد أثقلـت ظهـري الخطيـات
وعــد علــي بمــا عـودتني كرمـاً
فلــي إليــك التجـاءٌ واسـتغاثات
وخـذ إلـى الخير والتقوى بناصيتي
فكـم جـرت لـي بخيـرٍ منـك عـادات
وامنـع حمـاي وهـب لـي منك مكرمةً
بهــا أفــوز وصــحبي والقرابـات
وأهــل ودّي ومزلــي ينتمـي سـبباً
يــا مــن مــواهبه خيـرٌ وخيـرات
واعطـف علـي وخـذ يـا سـيدي بيدي
مــن كـل موقـف هـولٍ فيـه كربـات
فليــس لــي ملجــأٌ إلاك ينقــذني
إذا دهتنــي الملمــات المهمــات
فقـد وقفـت ببـاب الجـود معتـذراً
مستشـفعاً بـك كـي تمحـى الجنايات
أرجـو السـماح فـإن الجـاه منفسحٌ
والعفــو متســعٌ والعــذر أبيـات
وقـل غـداً أنت من أهل اليمين إذا
صـــوب الخلائق شـــأماتٌ ويمنــات
وضــمني ي الرعيـل السـابقين إذا
زخرفــن للــداخلين الخلـد جنـات
فــإن مــدحتك بالتقصـير معترفـاً
بــه لتشــملني منــك الشــفاعات
فليــس شـعري بمـدحٍ فـي علاك يفـي
فمــدحك الـوحي والسـبق القـراآت
قـل لا يخـف بعدها عبد الرحيم ومن
ينمــى إليــه إذا نـابت مخيفـات
وعبـدك الشـيخ يرجـوك النجاة وذو
يليــه أهــلٌ وصــحبٌ أو قرابــات
صــلى عليـك إلهـي يـا محمـد مـا
ســارت لحيــك بـالركب النجيبـات
ومـا بـروق الحمـى نارت لوفدك أو
لاحــت لنــورك مــن بــدرٍ علامـات
والآل والصــــحب والأزواج كلهـــم
ومــن لــه معــك هجـراتٌ ونصـرات
والســابقون إلــى دعـواك تلبيـةً
فهـم لسـادات أهـل الفضـل سـادات
محمد بن الطاهر المجذوب.شاعر سوداني، ولد في سواكن وتعلم في الحجاز، كان من رجال الأمير عثمان دقنة، وتوفي ببلدة الحمري.في شعره سبك حسن ومعان أوحتها ثورة المهدي السوداني وحروب عثمان دقنة.له (ديوان شعر - ط).