
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صــب ســقاه الحــب صـرف الشـغف
فلــم يــزل مــن حبـه فـي سـكر
صــبا إلـى نشـر الصـبا المبكـر
مستنشــقاً بــه أريــج العنــبر
مبــدداً بالنشــر شــمل الكــدر
مجــدداً عصــر الشــباب النضــر
مستأصــلاً داء المعنــى المــدنف
مبشـــراً عــن الغــزال الأهيــف
بعــوده إلــى الكــثيب الأعفــر
أفــدي رشــاً أفــي لــه ويغـدر
مــن لــم يمــت بحبــه لا يعـذر
أغــنّ أحــوى المقلــتين أحــور
مــن وجهــه مـاء الجمـال يقطـر
كــم ذبّ عنــه بالحسـام المرهـف
وكــم حمــاه بــالقنى المثقــف
مـــن طرفــه وعطفــه المنكســر
خشــف بــأبراد الجمـال اعتجـرا
بــه الــدجى أسـفر لمـا أسـفرا
ومــا نــوى عنــه المحـب سـفرا
إلا وفــي العقـرب يلقـى القمـرا
مــا بــاله بوصــله لــم يعطـف
بعـد الجفـا فضـلاً عـن المسـتعطف
وقلبــه مــن الجفــا فــي سـقر
مـا قابـل الشـمس وألقى البرقعا
إلا أراك الشــمس والبــدر معــا
ولا غــــدائراً ثلاثـــاً أطلعـــا
فـــي ليلـــة إلا أراك أربعـــا
فــاعجب لبــدر بالــدجى ملتحـف
ليــس سـوى النجـم لـه مـن شـنف
طــار بـه جنـح الـدجى المعتكـر
غصــن أمــالته الصــبا فمــالا
مرنحـــــــا أعطــــــافه دلالا
مضــــوعا بطيبــــه الشـــمالا
مفوقـــا مـــن قوســـه نبــالا
برّقــة الخصــر النحيـف الملحـف
وشــهدة الريــق الـزلال القرقـف
مـــا ىيقـــه إلا رحيــق كــوثر
زهـــا علــى لؤلؤهــا العقيــق
وافـــتر فــوق نــوره الشــقيق
مـــا لاح للشـــمس بـــه شــروق
إلا وأوهــــى قلـــبي الخفـــوق
وفــــاض طرفــــي بـــدموع ذرف
صـــعدّها لظـــى فـــؤاد دنـــف
فجللــت عــاري الربــى بعبقـري
جلا مــن الثغــر كــؤوس الخمــر
مشــرقة مثــل النجــوم الزهــر
بافقهــا انشــق عمــود الفجــر
مرصــــعاً إكليلهــــا بالـــدر
منعطفــــاً بقــــده المنعطـــف
مطلعــاً بهـا علـى السـر الخفـي
مصـــرفا بهـــا صــروف القــدر
خفــــت بهـــا روائح الأقـــداح
كخفــــة الأجســــام بـــالأرواح
ومــا علــى النزيــف مـن جنـاح
بهــــا إذا طــــار بلا جنـــاح
راح بهـــا الآمــال لــم تســوف
تكيـــف اللـــب ولـــم تكيـــف
وتجــبر الكسـر الـذي لـم يجـبر
صـــهباء مـــا رققهـــا مــزاج
مــن ورد خــديه لهــا ابتهــاج
ومـــن رحيـــق ثغـــره مـــزاج
بهـــــا لكـــــل مــــدنف علاج
فشــمها يشــفي ضــنى المعتســف
ورشــفها يطفــي لظــى المرتشـف
مــن ثغــره أو كأســه المعطــر
ســـاق قســا قلبــا ولان عطفــا
كخــــده أنــــاه راق لطفــــا
بـــوجهه خـــط العــذار حرفــا
فصـــير الحســـن عليــه وقفــا
إليـــــه بلامــــه المنعكــــف
كصــــدغه وخــــاله المعتكـــف
قــد ذهبــت زهرتــه بالمشــتري
نــار ونــور لمعــا فـي الكـاس
فاختطفــــــا بصـــــائر الجلاس
ومـا اهتـدى مـذ ظـل فـي مقيـاس
مــن نارهـا إلـى حجـاه الحاسـي
تعـدو علـى العقـول عـدو المحصف
بشــرر تنفيــه نفــي الصــيرفي
لــم تبـق مـن عيـن ولا مـن أثـر
فــي مجلــس لــه الخــدود سـرج
بهــا تهــاوى كــالفراش المهـج
بنورهـــا نــار الهــوى تؤجــج
والــدهر مــن لئلائهــا مبتهــج
تشــدو بـه شـدو الحمـام الهتـف
ورق الهنــا بلحنهــا المسـتطرف
جاريــة بالشــدو مجــرى الـوتر
ينقــض بــالكوكب فيــه الكـوكب
تطفــو بــه شـمس السـما وترسـب
فالبــدر والشــمس معـا والشـهب
تشـــرق فـــي بنـــانه وتغــرب
فبـــدره بـــالتم لــم ينخســف
وشمســـه بــاللثم لــم تنكســف
وشـــهبه بــالرجم لــم تنتــثر
قــد نبــه النسـيم أفعـى جعـده
معـــذبا بهـــا أســـيل خـــده
لمـــا غفـــا عقربـــه بــورده
وقــد حمــى كـثر اللمـى بجهـده
مكلفـــا ينـــوب عـــن مكلـــف
مختطفــــاً حشاشـــة المختطـــف
مـــوكلا بحفـــظ كنـــز الــدرر
بــدر علــى الشــمس بشـمس دارا
بنورهــا الليــل غــدا نهــارا
والتهبــت بهــا الكــؤوس نـارا
لـو شـامها واهـي القـوى لطـارا
بالكــأس فــي أجنحــة مـن شـغف
وزال مــا فــي قلبــه مـن دنـف
برميهــا بــدر الــدجى بالشـرر
حيـــا فأحيـــا ميــت الحميــا
ســاق بهــا يريــك حيــن حيــا
مـا فـي الحميـا فـي سما المحيا
شمســاً عليهــا تزهــر الثريــا
فــي فلــك علــى النجـوم مشـرف
تــــديره أهلــــة المهفهــــف
أطلســـه بغيرهـــا لــم يزهــر
وافـــى فــوّفى للهــوى عهــوداً
بهـــا معيــداً للعميــد عيــدا
وأضــحكت ريــح الصـبا الـورودا
لمـــا عليهــا جــرّت الــبرودا
وقــد بكـت فيهـا غـوادي الوطـف
وهــزت البــان اهــتزاز الهيـف
ناشـــرة طيـــب شــذاه العطــر
جلا شموســــاً وتجلــــى قمـــرا
عليــه ديجــور العقـاص اعتكـرا
وجــر أذيــال الصــبا تبخــترا
وقـال مـذ وافـى الحمـى مستبشرا
أهلا بمـــولى بـــالعلى متصـــف
كـــــأهله وللعنــــا مصــــرف
فضــلاً تلقــاه ســريا عــن سـري
قـــدمت بالســرور خيــر مقــدم
لقـــد جلــوت حالكــات الظلــم
وقـــد جلبــت ســابغات النعــم
تــولي بمــا أولاك بـاري النسـم
مـــن منـــح جســـيمة أو تحــف
مــن لا يفــي بعهــده ومـن يفـي
مــا شــبت صــفو عيشـه بالكـدر
همــى علــى النـاس نـوال طـالب
فعــم كالطــالب غيــر للطــالب
جــبر سـما قـدراً علـى الكـواكب
ونــائلاً أوفــى علــى الســحائب
فــازهرت بشــراً ريــاض النجــف
بواكـــف كفــى البرايــا وكــف
بالـــدر ينهــل لهــم والبــدر
بالســـحب لــو شــبهته ظلمتــه
أو قســته بالشــم مــا أنصـفته
فاقصــده فهــو خيـر مـن قصـدته
تــدرك منــه فــوق مــا أملتـه
كـم قـد رسـت أقـدامه فـي موقـف
وكـــم همـــت أكفـــه لمعتـــف
كسـته قبـل السـؤل أسـنى الحـبر
شـيد بيتـاً للقـرى سـامي الـذرى
وأوجــب الحــج علـى كـل الـورى
وبالحجيـــج خلتـــه ام القــرى
وفـي الـدجى أضـرم نيـران القرى
حــتى محــت كالشــمس آي السـدف
يهـدي بهـا السـاري حـذار التلف
إن لـم يكـن يهـديه ضـور القمـر
جـــود لجــود الأكرميــن ناســخ
ومفخـــر علــى الثريــا شــامخ
وطــود حلـم فـي القضـايا راسـخ
وبحـــر علــم للبرايــا ناضــخ
يقــــذف للقريـــب در الصـــدف
وللبعيــــد غاديـــات الوطـــف
فقــد جنــت منــه جنــي الثمـر
قرنـــت بالفضـــائل الفواضــلا
وللعلــى حليــت جيــداً عــاطلا
وفقـــــت كـــــالأواخر الأوائلا
بمقـــول صـــير قســـاً بــاقلا
وشـــرف أكــرم بــه مــن شــرف
لــم يلــف غيــر مــذعن معـترف
بــه لعمــري مــن جميـع البشـر
وافـى فـوافى السـعد والدهر وفى
بالوعـد بعـد المطـل والعيش صفا
وغـــردت ورق الســـرور شـــغفا
بمــن بـه الـدهر اسـتطال شـرفا
نـــدب ألــم بالهنــا المؤلــف
شــمل العلـى بشـراً ببشـر مـردف
فقــم علـى سـاق الهنـا والظفـر
مهنيــا عبــد الحسـين مـن رقـى
مـن العلـى والعلـم أعلـى مرتقى
بــدر بــأفلاك المعــالي أشـرقا
وعــارض عــود الأمــاني أورقــا
وعـالم بـه انجلـى الرمـز الخفي
وعامـــــل لأبـــــويه مقتــــف
وملــك يعنــو لـه ابـن المنـذر
أقـــام عـــن آبـــائه فقوّمــا
دعــائم الــدين فلــن تنهــدما
وقــد ســما هــام الثريـا همـا
أحـال بـؤس الـدهر فيهـا أنعمـا
ولــم يـزل يصـرف مـا لـم يصـرف
عــن الـورى مـن كـل خطـب مجحـف
فلــم تخــف مــن سـطوات القـدر
قــوم لأشــتات المعــالي جمعــا
ونجـــم فضــل بالســعود ســطعا
طـار إلـى شـهب السـما فارتفعـا
وطــائر النســر بهـا قـد وقعـا
عليـــه قــد رف لــواء الشــرف
بغيــره ورق العلــى لــم تهتـف
وغيــر حســن صــنعه لــم تشـكر
مــن آل محــي الـدين مـن تقـام
بهـــم لأحكــام الهــدى أحكــام
بكــــل قـــرن منهـــم إمـــام
إلــــــى علاه تخضــــــع الأعلام
لــم تلــف بـالنوال غيـر مسـرف
منهـــم وبالآمــال غيــر مضــعف
وبالثنــاء والعلــى غيــر حـري
يمـــــن إحســــاناً ولا يمــــن
تلهــج فيــه بالثنــاء اللســن
اليــه محــي الـدين فضـلا يعنـو
فهــــو اب لــــه علاءاً وابـــن
بــه اســتقام نهـج عليـاه وفـي
غيــر ابنــه معروفـه لـم يعـرف
بــــأثر دل علــــى المــــؤثر
والعلــم الهـادي الأنـام بـاقرا
مـن كـان للعلـم اللـدني بـاقرا
وللهــدى والــدين بـدراً زاهـرا
وفـي النـدى والجـود بحراً راخرا
فحـــاتم لــم يحكــه إن تنصــف
وان يكـــن أســرف كــل الســرف
بجــوده المخجــل صــوب المطــر
حـــاز المعــالي يافعــاً وكهلا
ولـــم يكـــن لــه ســواه أهلا
وأحـــرز القــدح المعلــى طفلا
فمــــن يــــدانيه علا وفضـــلا
وإنـــه بـــالجود لــم يختلــف
ان يســعف الـدهر وان لـم يسـعف
يلقــى الوفـود بالمحيـا النضـر
شـفى مـن الـداء العضـال ما شفى
وكنــت أيــام الجفـا علـى شـفا
فاهنـأ لـك العيش الرغيد قد صفا
وقــد جفـا بعـد تجـافيه الجفـا
فكــم عفــا حلمـاً عـن المقـترف
وكــم نفـى ضـيما عـن المستضـعف
حــتى غفــت عينـاه بعـد السـهر
حكـــى أبـــا ذر تقــى وشــانا
وكـــان فـــي أخلاقــه ســلمانا
مــا كــان للمقـداد فيـه كانـا
ومـــا لعمـــار عليـــه بانــا
مــن بأسـه المفـزع يـوم الزحـف
وجــوده الموســع عنــد الضــعف
ووفـــره المؤســـر كــل معســر
والعيلم الطامي ابن يحيى الصادق
العـــالم الفــائق كــل فــايق
والعلــم المــوفي علـى الخلايـق
بحلمــــه والخلـــق والخلايـــق
بغيــر بــرد المجـد لـم يلتحـف
وغيــر ورد الســعد لــم يقتطـف
وغيــر كنــز الحمــر لـم يـدخر
فـــاق الأنـــام ســيداً مســودا
وارغــــم العـــدو والحســـودا
وقـــد اقـــام للعلــى شــهودا
مســتعبداً بهـا الملـوك الصـيدا
حلمــاً بــه يغضـي عـن المنحـرف
وقلمــــا يجــــري بلا تكلــــف
وحكمـــا تــورق عــود المنــبر
حكــى الخليـل اسـما فجـل معنـى
وطـــال فضـــلاً وتعـــدى معنــى
علا فكـــان كـــل أعلــى أدنــى
بنــائل أغنــى الــورى وأقنــى
حــتى بــه اســترق كــل جخــدف
كمــا أطــال بــاع كــل أجــدف
فبـــاعه بطـــوله لـــم تقصــر
والسـيد السـامي المقـام كاظمـا
مــن كـان للغيـظ الممـض كاظمـا
وعالمــاً عــم نــداه العالمــا
تلقـاه فـي الـدهر العبوس باسما
يســحب ذيـل العـز سـحب المطـرف
يبســط كفــا جودهــا لـم ينـزف
يمـــدهم بخمســـة مـــن أبحــر
نســـك كنســـك أهلـــه وفضـــل
لـــه أعـــزاء الملــوك ذلــوا
وحكـــم فيهـــا يحــار العقــل
ونعـــم يعنـــو إليهـــا كـــل
وأدب يخطــــف قلـــب الخطفـــي
وحســـب يعيـــي بنـــي مطـــرف
ونســب يــروي العلـى عـن حيـدر
والمقتــدى نجــل الشـريف موسـى
مـن كـان أحيـا الميـت الدريسـا
فكــان موســى كالمســيح عيســى
ومـــذ تســامى خلتــه ادريســا
يكفيـه عـن مـدحي مـا فـي الصحف
مــن مــدح بهــا كجــديه حفــي
ومــا لكســرى مــن علـى وقيصـر
أحيــا كآبــاه الهـدى والـدينا
وأحكـــم المفــروض والمســنونا
وقــد ســما الأقــران والقرينـا
فضــائلاً لهــا الــورى يروونــا
مــن عيلــم مــن بحــره مغـترف
وملتـــــج بظلـــــه مكتنــــف
ومرتـــــج بجــــوده منغمــــر
بحــر بــأمواج العلــوم مزبــد
مـــن فيضــه لكــل بحــر مــدد
مـــآثر بهـــا العـــدو يشــهد
ومكرمــات فــي الــورى لا تجحـد
لــو مــرّ مجتــازاً بقـاع صفصـف
أتحفهـــا مطارفــا لــم تتحــف
مـــن خضـــر أو صــفر أو حمــر
واللـــوذعي الباســم العباســا
بــالنفس إن عـز المواسـي واسـى
وأســــد راع الاســــود باســـا
حــاز العلــى فجــاوز القياسـا
نخلـــق مـــن النســـيم ألطــف
ونـــائل مــن الغمــام أو طــف
وهمـــة مـــن الزمـــان أكــبر
ســاد الـورى مجـداً وطـال جـودا
فكـــان فـــي جلالـــه فريـــدا
إن قــال بـث اللؤلـؤ المنضـودا
أو صــال قــاد الأسـد الصـنديدا
بصـــولة تتلـــف كـــل متلـــف
أو عزمـــة ترجـــف كــل مرجــف
وســـطوة تقـــود كـــل قســـور
إذا جــرى عنــد السـباق أتعبـا
أو غــالب الغلــب نــزالاً غلبـا
قـد ارتقـى بـالعلم أعلـى رتبـا
وأخصــب الــدهر إذا مـا أجـدبا
حـتى كفـت عـن الحيـا المسـتوكف
أكفـــه فـــي صفصـــف وجفجـــف
نيلابــه اســتغنت ملــوك الأعصـر
والصــالح الأفعـال نجـل القاسـم
قطــب المعــالي بهجـة المكـارم
مـــن علمــه أمــدّ كــل عــالم
وجـــوده أخصـــب كـــل عـــالم
بوفـــده عــن نفســه لا يكتفــي
برفـــده مـــن متلـــد ومطــرف
تلقــاه فيهــم تبعـاً فـي حميـر
إذا بـــدا خـــرّت لــه ســجودا
أعلامهـــا وعفـــروا الخـــدودا
تلقــاه فــي عـاد أخـاهم هـودا
وصـــالحاً أقـــام فــي ثمــودا
غيـــر مقــام ربــه لــم يخــف
وغيــر شــمل الــدين لـم يؤلـف
وغيــر أعلام الهــدى لــم ينشـر
تــرى بمغنــاه الــورى عكوفــا
والمســــتجيرين بـــه وقوفـــا
يــــوقرهم معتــــذراً الوفـــا
فضـــلاً ويقــري مثلهــا ضــيوفا
فالنـــاس بيـــن عكـــف ووقــف
ببـــابه مـــن ملتـــج ومعتــف
يســــتلمونه اســـتلام الحجـــر
والشـامخ الفضـل النبيـل أحمـدا
علامــة الــدهر ومصــباح الهـدى
مـن ألقـت الصـيد إليـه المقودا
وســاد علمــا ًوتســامى ســؤددا
أحيــا بــه آثــار خيــر ســلف
أخلفهـــم فكـــان خيـــر خلــف
أقــام أركــان المعـالي الـدثر
أحيــا بهــا الرميـم والنحيفـا
وأهلـــك التليـــد والطريفـــا
فكــم أغــاث الصــارخ اللهيفـا
وكــم أعــان العــائل الضـعيفا
فــاق وفــاء حــاجب مــن خنـدف
ومــن تميــم فــاق حلـم الأحنـف
فكــان فـي المخـبر فـوق الخـبر
مكــــارم ضـــوّعن كـــل نـــاد
فـــــرائح بنشــــرها وغــــاد
ومــــورد عـــذب لكـــل صـــاد
ينهــــل كـــل عـــاكف وبـــاد
أطفــى ظمــاً بغيـره لـم ينطفـي
وذاد ضــيماً بالحســام المشـرفي
وقــاد قرمـاً بالوشـيج السـمهري
عفـــا وعيـــداً ووفــى وعــودا
وســن للنــاس النــدى والجـودا
وكــان مشــكور الجــدى محمـودا
وقــاد للوفــد الجيـاد القـودا
مـــوقرة مـــن ســـندس ورفــرف
ومطـــــرف بلؤلـــــؤ مفــــوف
وفضـــــة وعســـــجد وجــــوهر
شـــمائل مـــن الشــمال أعــذب
وخلـــق بـــه القفـــار تعشــب
يلـــوح منـــه للســعود كــوكب
أضـــاء منـــه مشـــرق ومغــرب
تــرى بســيما أحمــد المسـتظرف
جلال موســـى فــي جمــال يوســف
وعــــزّ دانيــــال والاســـكندر
والألمعــي ابــن الزكــي الحسـن
مـن ضـاق فـي حسـناه رحـب الزمن
ومـــن غـــدا بفضــله والمنــن
منفـــرداً بكـــل معنـــى حســن
علــى ســوى أبــوابه لـم يعكـف
كواســـر الآمـــال كـــل أعقــف
فطــار فـي نعمـاه مـن لـم يطـر
مــولى بأثقــال المعـالي نهضـا
أحكـم مـن ديـن الهدى ما انتقضا
ومـــبرم الشــرك بهــدي نقضــا
مهمـا رمـى سـهماً أصـاب الغرضـا
ان تضــرم الشـوس الـوغى يزدلـف
والأردلاف شـــــيمة المنـــــدلف
بوثبـــة تـــدّك صــلد المرمــر
والمصــطفى ســبط الهـدى محمـدا
مــن بهـداه كـل مـن ضـلّ اهتـدى
ومــن علــى آثـار آبـاه اقتـدى
ومــن نــداه كــل جيــد قلــدا
مبجــل ســوى العلــى لـم يـألف
ولــم يصــخ ســمعا إلــى معنـف
ولــم يلــن جنبـاً إلـى مسـتكبر
فـــرع إلـــى ســؤدده القــديم
يخضــــع كـــل مرســـل كريـــم
بــــورك فرعــــا طيـــب الأروم
ينميـــه معصــوم إلــى معصــوم
مــن أحمــد ســجية لــم توصــف
ومـــن علــيّ همــة لــم تضــعف
ومـــن شـــبير عزمـــة وشـــبر
يـا أبحـر الجـود وآسـاد الشـرى
وصــفوة الصـفوة مـن كـل الـورى
إليكـــم نظـــام خـــلّ بهـــرا
بنشـــركم ســرى فضــاع عنــبرا
بمــــدحكم علاه لـــم يســـتنكف
وغيركـــم جمـــانه لــم يصــطف
بســمطه المــزري بســمط الـدرر
أئمــة نهــج الرشــاد أوضــحوا
وقــادة زنــد السـداد اقتـدحوا
وأبحــر مهمـا اسـتميحوا طفحـوا
لـو وزنـوا بالـدهر قـدراً رجحوا
فقــل لمـن قـاس ومـن جـارى قـف
مـا الـذهب الأبريـز مثـل الخـزف
ولا الهجيـــن كالهجــان الضــمر
لا زلتــم فــي دعــة وفــي مهـل
مــوردكم مــا بيــن عــل ونهـل
متصــل الهنــا إلـى حيـن الأجـل
يحللكـــم خيـــر مصــير ومحــل
مــن جنــة الفـردوس أعلـى غـرف
قـــد زخرفـــت بفضـــة ورفــرف
تحبــون ملــك الملــك المقتـدر
صالح بن مهدي بن رضا بن مير بن علي الحسيني القزويني.ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، فاعتنى بتربيته وغذاه بأخلاقه، ودرس على علماء النجف الكبار.ودرس ديوان العرب لاهتمامه بالشعر والأدب، فكان له مراسلات مع أدباء عصره.انتقل إلى بغداد عام 1259هـ وتوفي فيها، ونقل جثمانه إلى النجف.له ديوان الدرر الغروية، وديوان آخر جمعه الشيخ إبراهيم صادق العاملي.