
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وراءك فـاذهب أينمـا شـئت تـذهب
فمـا لا مـرءٍ من حادث الدهر مهرب
مغـار إذا لـم تمـس تصـبح خيلـه
منـازل لـم يبرح بها الطير ينعب
وزور إذا وافــى وأوفــى لرجعـةٍ
يـــوافيه زور بعـــده متعقـــب
ألا هكــذا يمضـي الزمـان وأهلـه
وشـــملها فـــي رصــفه متشــعب
ليــاليه لا تـألوا تجـد خطوبهـا
تنكــب عــن حــي وآخــر تنكــب
وأيـــامه أيمـــن كــل كريمــةٍ
وأيتمـن كـل ابـن ومـا فانها أب
فلا يــأمنن الـدهر ذو منعـةٍ بـه
فطــوع لــه منــا ذلــو ومصـعب
فضـــم لتشــتيت وجمــع لفرقــة
وغنـم ولكـن بعـد بـالرغم يسـلب
شـواً كلمـا أسـدى الزمـان بجهده
ومـا سـوف يجنـي بعـد ذاك ويذنب
ونـزر سوى ما أعرب النعي عن فتىً
بكــى يـومه حزنـاً نـزار ويعـرب
مصـاب أصـاب الكـل إذ خـص واحداً
مـن النـاس جـم فضـله ليـس يحسب
وخطـب عظيـم يقصر الخطو في الأسى
بمـن باسـمه فـوق المنـابر مهذب
ألا فـي سـبيل اللَـه مـن عطلت له
مناهـج فـي قصـد السـبيل ومـذهب
وادت لــه الأيــام بعـد سـفورها
بحالـــك أثــواب الظلام تجلبــب
وذي بيضـة الإسـلام قـد ظـل وجهها
علـى وجـه أهـل الـدين وهو مقطب
ســلامٌ علــى الإسـلام بعـد عميـده
فقـد هـد ذيـاك الخبـاء المطنـب
سـلامٌ علـى الـدين الحنيفـي إنـه
تـولى وطـارت فيـه عنقـاء مغـرب
قضـى علـم الإسـلام والعـالم الذي
عليـه رواق العلـم يبنـي ويضـرب
بقيــة آل اللَــه والمقتـدى بـه
بأفعــال مــا يـأتيه أو يتجنـب
فـإن لـم يكـن فيـه نبيـاً فـإنه
وصــي نــبي عنــه ينـبي ويعـرب
وإن لـم يكـن يوحي إليه فما أتى
بــه الـوحي مجمـوع لـديه مرتـب
ومــا أنزلــت آي علهــي وإنمـا
مضـامين آي الـذكر يملـي ويكتـب
تسـير مسـير الشـمس منـه رسـائل
بهـا يقتـدي في الناس عجم وأعرب
كـأن لـديه مـن أولي العزم دعوةٌ
فلا مشـــرقٌ غلا أجـــاب ومغـــرب
ففـي كـل قطر منه داعٍ إلى الهدى
مـدى الـدهر يـدعو للرشاد ويندب
تــولى فلا الأيــام بـادٍ سـعودها
ولا خيرهـا يرجـى ولا العيـش طيـب
أقـول وقـد شـال الورى نعش ماجدٍ
عليـه بنـات النعـش تبكـي وتندب
وصــلى عليـه اللَـه فـي ملكـوته
وللملأ الأعلـــى صـــفوف ومــوكب
فيـا غاسـليه حسـبكم مـن طهـوره
دمـوع لـه مـن خشـية اللَـه تسكب
وحنطــه نشــر الثنــاء وإنمــا
مكــارمه أزكــى أريجــاً وأطيـب
بكيـت ولا يشـفي البكـاء صـبابتي
ولــو أن دمعــي مــن دم يتصـبب
علـى والـد إن تبـك عينـي أقرها
ويغفــر عفـواً زلـتي حيـن أذنـب
وبـالرغم أرثيـه وقـد كنـت برهةً
مـن الـدهر أطـري في ثناه وأطرب
سـقى اللضـه من كوفان قبراً يضمه
وعــاوده مــن رحمـة اللَـه صـيب
وناهيــك قـبراً ضـم طـوداً ولجـةً
وأشـرق منـه فـي الصـفايح كـوكب
فمـا كنت أدري قبل أن ضمه الثرى
بـأن نجـوم الأفـق في الترب تغرب
وإن جبــال الأرض تطــوي بحفــرةٍ
وإن البحار السبع في اللحد تنضب
يمينـاً ولـم أحنـث بها إن لوعتي
عليــك لبـاقٍ حزنهـا ليـس تغـرب
ولـي سـلوةٌ فـي اللَـه من كل آفةٍ
إذا جـل خطـب فـي الحـوادث مرهب
وحســبي بأبنـاك الكـرام فـإنهم
لخيــر بنـي حـرٍّ بهـم أنجـب الأب
عبد الحسين بن محي الدين آل محي الدين النجفي.عالم جليل، وشاعر مفلق، وأديب واسع الاطلاع.ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، حيث أخذ مبادئ العلوم.قال عنه صاحب الكشكول: سلافة العصر وريحانة الدهر، مؤسس قواعد الآداب، وعامر ربوعها بعد الخراب.له منظومة في النحو، وقد كان له تقدم باهر على أساطين الشعر ونوابغ الدهر.توفي في النجف.