
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حننـت لـذكر الربـا والمعاهـد
فمـا الدمع راقٍ ولا الطرف راقد
أمــا تسـكن النـوم عينيـك إذ
أتـاك بطيـف الـذي بـات هاجـد
وتمســـي وتصـــبح ذا صـــبوةٍ
فقلبــك والطــرف سـاه وسـاهد
ويشــتاق طــوراً إلــى رامــه
وأقماره وظباه وظباها الخرائد
وطيـــب معاهـــد أنــس بهــا
هـواك فسـقياً لهـا مـن معاهـد
فهــل فتنتـك العيـون المـراض
وهـل طعنتـك القـدود المـوائد
فمــا عــائد لـك شـرخ الصـبا
ولا مــن تصـباك بالوصـل عـائد
ولكــن أرى بــك غيــر الــذي
عهـدناه مـن فاقـد القلب واجد
نعـم لـم تكـن تتصـبا الفـؤاد
خــد لجــةٍ سـهلة الخـد ناهـد
فمـا القلـب منـي كنـاس الظبا
وقـد كـان غابـاً لليـث مناجـد
علــى وصــي الرســول الأميــن
وزوج البتــول ســليل الأماجـد
إمــام الأمــر بعــد الرســول
فتعســـاً لجاحــده والمعانــد
فــتى ليــس يــدرك مـن ذاتـه
ســوى أنــه ليـس ربّـاً لعابـد
اتتـــه الإمامـــة مــن ربــه
نجـم فأضـحى إلـى الحـق قـائد
أقــام الصـلوة وآتـى الزكـاه
بخــاتمه راكعـاً فـي المسـاجد
وجاهـد فـي اللَـه حـق الجهـاد
وقـد فضـل اللَـه شـأن المجاهد
وهــم معشــر يطعمـون الطعـام
علــى حبــه ولـه اللَـه شـاهد
لــه ردت الشــمس غـب الغـروب
وقــد كلمتـه الوحـوش الأوابـد
فكــم بــرأت راحتـاه السـليم
فأضـحى سـليماً وقـد كـان بايد
ولــو تلــي اســم علــي علـى
ســقيم لأصــبح للســقم فاقــد
ولــو طرحـوا منـه حرفـاً علـى
لهيـب لظـىً لاغتـدى منـه هامـد
وأشـــباله عـــترة المصــطفى
فــأكرم بأشــرف جــد ووالــد
رقــى ذروة المجــد فـي سـؤدد
فــدان لــه كــل سـام وسـامد
عميــم الفـوائد جـم المحامـد
واصــل الأماجــد فـرع الأجـاود
فكــم قـال فـي حقـه المصـطفى
علــى أخــي ووزيـري المسـاعد
وقــد كــان معناهمــا واحـداً
كمـا تجـد الحـق والصـدق واحد
لقـــد فقــدت بعــده أحمــداً
منــابره والتقــى والمســاجد
علــي مــع الحــق والحـق مـع
علــي فتبــت يــدا كـل مـارد
لقــد فــاز بالخلــد مـن وده
كمـا أن شـانيه في النار خالد
أديـــن الإلـــه بحـــبي لــه
بصــدق وأبــرأ ممــن يعانــد
ولــو أركبــوني حــد السـيوف
ونــاب الأســود وســم الأسـاود
لقـد عقـد اللَـه يـوم الغـدير
علـى النـاس بيعته في المعاقد
وقــد حلهـا بعـد فقـد النـبي
لئيـــم وخــم وشــان وحاســد
أبــا حســن لـك روحـي الفـدا
ونفســي وطــارف مـاني وتالـد
فــأنت منــار الهــدى للـورى
لـو استمسـكوا بـك ما ضل حايد
وتـــاهت بمنعـــاك آراؤهـــم
فمــن عابــد لـك غـالٍ وجاحـد
وولاك أحمـــد أمـــر الـــورى
بـأمر مـن اللَـه فـي ذاك وارد
وقــد كنــت مــن دون أصـحابه
تقيــه بنفســك شــر المكايـد
فــأنت الخليفــة مــن بعــده
بنـــص وإجمــاع حــق مواكــد
فلــم تــك أحــدثت مـن بدعـة
ظلالاً ولا ظلـــــت للآت ســــاجد
ولــم تقــض إلا بــأمر الإلــه
فحكمــك لا عــن يميــن وشـاهد
وســوغ غيــرك أمــر القيــاس
لتنتـج عكسـاً قضـايا المقاصـد
وكــم لــك فـي خيـر أم حنيـن
وفـي أحـد مـن عظيـم المشـاهد
فقـد كنـت تقري البغاة القناة
وتســقيهم صــبر حـز البـوارد
وسـيف إلـه السـما ذي الفقـار
وأنـت يـد اللضـه بطشـاً وساعد
وأشـــهد أنــك نــور الهــدى
إمـام الـورى خيـر حـام وحامد
وولـــدك أعلام ديـــن الإلـــه
أئمتنــا واحــداً بعــد واحـد
مصــابيح مشــكاة ديــن الإلـه
ومــن حبهـم رأس كـل العقايـد
بطـــاعتهم تســـتجاب الصــلاة
ويوجبهـا ذكرهـم فـي المـوارد
أيـا أكـرم الخلـق يـا من غدت
تزيـن المحافـل منـه المحامـد
تركــت الوفــود ومــن أملـوا
وجئتـك يـا أكـرم العـرب وافد
وأعـــددت حبـــك للنائبـــات
ونيـل الأمـاني ودفـع الشـدائد
وإن حجبتنـــي عنــك الــذنوب
فهـا أنـا يا هادي الخلق هائد
وإنـــي الـــذي جئت مفتقــراً
إلــى صــلة مـن نـداك وعـائد
وصـــيرت مــدحك لــي شــافعاً
وإن حصـرت عـن ثنـائك القصائد
فخـــذها ثــواقب مــا ثقبــت
لدى النظم منها لئالي الفرائد
فـــرائد نظمتهـــا بالمديــح
فأضــــحت لحيـــد علاك القلائد
فحيـــاك ربــك مــا أن ســرت
نواســم وانهـل دمـع الرواعـد
عبد الحسين بن محي الدين آل محي الدين النجفي.عالم جليل، وشاعر مفلق، وأديب واسع الاطلاع.ولد في النجف، ونشأ فيها على أبيه، حيث أخذ مبادئ العلوم.قال عنه صاحب الكشكول: سلافة العصر وريحانة الدهر، مؤسس قواعد الآداب، وعامر ربوعها بعد الخراب.له منظومة في النحو، وقد كان له تقدم باهر على أساطين الشعر ونوابغ الدهر.توفي في النجف.