
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرسـماً جديـداً مـن سـعاد تَجنَّبُ
عفـتْ روضـة الأجداد منها فيثقَب
عفـا آيهٌ ريح الجَنُوبِ مع الصَّبَا
وأســـحم دانٍ مزنُــهُ منَصــَوِّبُ
وأبـدتْ سـواراً عـن وشومٍ كأنَّها
بقيــة ألــواحٍ عليهـنَّ مـذْهَبُ
فبــتُّ كـأن العـائداتِ فَرَشـْنَني
هرَاسـاً بـه يُعْلَى فِراشِى ويُقْشَبُ
فلــم يَبْــقَ إلاَّ آلُ خيـمٍ منصـبٍ
وســُفْعٌ علـى أسٍّ ونـؤىٌ معثْلَـبُ
ومقعــدُ أيسـارٍ علـى رَكبـاتهِمْ
ومَرْبَــطُ أفـراسٍ ونـادٍ وملعـبُ
عهـدتُ بها سُعْدَى وفي العيش غرّةٌ
فأصــْبَحَ بـاقي حبْلهَـا يتَقضـَّبُ
فسلَّ الهَوَى واستحمل الهمَّ عِرْمِساً
خروسـاً بحاجـاتي تخُـبُّ وتَنْعَـبُ
كـأن قُتُـودِى والنُّسـوع غدا بها
مِصـَلٌّ يبـارى العُونَ جأبٌ مُعَقْرَبُ
إذا هَبطـا سـهلاً أثـارَا غيَابـةً
كــأنّ بــهِ منْهَـا مِشـَلاَّ يُنَصـِّبُ
وإن عَلَـوا حَزنـاً نَحَاهـا بغيْبَة
يكـاد رضـَاضُ المروِ منها يُلَهَّبُ
أتـاني وعيـدٌ والتَّنـائُفُ بيننا
ســَخَاويّها والغـالط المتصـوِّبُ
ديــارهُم إذْ هــمْ لأهْلِـك جيـرةٌ
وإذ هـي لا يُسطَاعُ مِنْها التَّجنُّبُ
ذكـرتُ سـعاد فـاعترتني صـبابَةٌ
وتحـتى مثل الفحل وجناء ذعْلِبُ
مــذكّرةٌ تنفــى الحصـى بمُلثِّـمٍ
لهـا أثـرٌ بادى المسافةِ مُجْدِبُ
النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ هُوَ زِيادُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ ضِباب الذُّبْيانِيّ مِنْ قَبِيلَةِ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَكانَ أَحَدَ الأَشْرافِ وَالمُقَدَّمِينَ فِي قَوْمِهِ، وقد اتَّصلَ بمُلُوكِ المَناذِرَةِ وَالغَساسِنَةِ وكانَ لَهُ عندَهم مَنْزِلَةٌ ومكانةٌ عاليةٌ، وَامْتازَ بِشِعْرِهِ فِي الاعْتِذارِيّاتِ، وَهِيَ الأَشْعارُ الَّتِي قالَها مُعْتَذِراً مِنْ النُعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ بعد هربِهِ مِنه، وَالنّابِغَةِ الذُبْيانِيِّ مِن أَوائِلِ مَنْ تَحاكَمَ عِنْدَهُ الشُّعَراءُ فَكانَتْ تُضْرِبُ لَهُ قُبَّةً فِي عُكاظ فَيعْرِضُ الشُّعَراءُ عَلَيْهِ أَشْعارَهم، وَقَدْ تُوُفِّيَ في سَنَة 18ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 604م.