
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُوجُـــــــوا فَحَيُّـــــــوا لِنُعـــــــمٍ دُمنَـــــــةَ الـــــــدَّارِ
مــــــــاذا تُحَيُّــــــــونَ مِــــــــن نُـــــــؤيٍٍ وَأَحجـــــــارِ
أَقْــــــــوَى وَأَقفَــــــــرَ مِــــــــن نُعــــــــمٍ وَغَيَّـــــــرَهُ
هُـــــــوجُ الرِّيـــــــاحِ بِهـــــــابي التُّـــــــربِ مَـــــــوّارِ
وَقَفْـــــــتُ فِيهـــــــا ســـــــَراةَ اليَـــــــومِ أَســـــــأَلُها
عَــــــــن آلِ نُعــــــــمٍ أَمُونـــــــاً عَبْـــــــرَ أَســـــــْفارِ
فَاِســـــــــْتَعجَمَتْ دارُ نُعْـــــــــمٍ مـــــــــا تُكَلِّمُنـــــــــا
وَالـــــــــدَّارُ لَـــــــــو كَلَّمَتْنـــــــــا ذاتُ أَخْبـــــــــارِ
فَمـــــــا وَجَــــــدْتُ بِهــــــا شــــــَيئاً أَعُــــــوجُ بِــــــهِ
إِلّا الثُّمـــــــــــــامَ وَإِلّا مَوْقِـــــــــــــدَ النَّــــــــــــارِ
وَقَــــــــد أَرانِــــــــي وَنُعْمـــــــاً لاهِيَيْـــــــنِ بِهـــــــا
فــــــي الــــــدَّهرُ وَالعَيْـــــشُ لَـــــم يَهمُـــــم بِـــــإِمرارِ
أَيــــــــــامَ تُعْجِبُنــــــــــي نُعْــــــــــمٌ وَأُخبِرُهـــــــــا
مــــــا أَكتُــــــمُ النَّــــــاسَ مِـــــن حـــــاجِي وَأَســـــْراري
لَـــــــولا حَبــــــائِلُ مِــــــن نُعــــــمٍ عَلِقــــــتُ بِهــــــا
لَأَقصــــــــــَرَ القَلْــــــــــبُ عَنهـــــــــا أَيَّ إِقْصـــــــــارِ
فَــــــــإِنْ أَفــــــــاقَ لَقَــــــــد طـــــــالَتْ عَمـــــــايَتُهُ
وَالمَــــــــرءُ يُخلَـــــــقُ طَـــــــوراً بَعـــــــدَ أَطـــــــوارِ
أنْبِئْتُ نُعمـــــــــاً عَلـــــــــى الهِجــــــــرانِ عاتِبَــــــــةً
ســـــــَقْياً وَرَعْيـــــــاً لِـــــــذاكَ العــــــاتِبِ الــــــزَّاري
رَأَيــــــــتُ نُعْمــــــــاً وَأَصـــــــْحابي عَلـــــــى عَجَـــــــلٍ
وَالعيــــــــسُ لِلبَيـــــــنِ قَـــــــد شـــــــُدَّت بِـــــــأَكوارِ
فَرِيــــــــعَ قَلْــــــــبي وَكـــــــانَت نَظـــــــرَةٌ عَرَضـــــــَتْ
حَينــــــــــاً وَتَوفيــــــــــقَ أَقــــــــــدارٍ لِأَقـــــــــدارِ
بَيضـــــــاءَ كَالشـــــــَّمسِ وافَـــــــتْ يَـــــــومَ أَســــــعُدِها
لَــــــم تُــــــؤذِ أَهلاً وَلَــــــم تُفْحِــــــشْ عَلــــــى جـــــارِ
يُلاثُ بَعـــــــــدَ اِفْتِضـــــــــالِ الـــــــــدِّرعِ مِنْطَقُهــــــــا
لَوثــــــاً عَلــــــى مِثـــــلِ دِعـــــصِ الرَّملَـــــةِ الهـــــاري
وَالطِّيـــــــبُ يَـــــــزدادُ طِيبـــــــاً أَنْ يَكــــــونَ بِهــــــا
فــــــــي جيــــــــدِ واضـــــــِحَةِ الخَـــــــدَّينِ مِعطـــــــارِ
تَســـــــْقِي الضـــــــَّجيعَ إِذا اسْتَســــــْقى بِــــــذي أُشــــــَرٍ
عَـــــــذْبِ المَذاقَـــــــةِ بَعـــــــدَ النَّـــــــومِ مِخْمـــــــارِ
كَــــــــأَنَّ مَشــــــــمُولَ صــــــــِرفٍ عــــــــلَّ رِيقَتَهـــــــا
مِــــــــن بَعـــــــدِ رَقْـــــــدَتِها أَو شـــــــَهدَ مُشـــــــتارِ
أَقــــــــولُ وَالنَّجـــــــمُ قَـــــــد مـــــــالَتْ أَواخِـــــــرُهُ
إِلــــــــى المَغيــــــــبِ تَــــــــبيَّنْ نَظـــــــرَةً حـــــــارِ
أَلَمحَــــــــةً مِــــــــن ســـــــَنا بَـــــــرْقٍ رَأى بَصـــــــَري
أَم وَجْــــــهُ نُعــــــمٍ بَــــــدا لــــــي أَمْ ســـــَنا نـــــارِ
بَــــــل وَجْــــــهُ نُعْــــــمٍ بَــــــدا وَاللَّيْــــــلُ مُعْتَكِـــــرٌ
فَلاحَ مِــــــــــنْ بَيْــــــــــنِ أَبْــــــــــوابٍ وَأَســـــــــْتارِ
إِنَّ الْحُمُــــــــــولَ الَّـــــــــتي راحَـــــــــتْ مُهَجِّـــــــــرَةً
يَتْبَعْــــــــنَ كُــــــــلَّ ســـــــَفيهِ الـــــــرَّأْيِ مِغْيـــــــارِ
نَــــــــــواعِمٌ مِثْــــــــــلُ بَيضــــــــــاتٍ بِمَحْنِيَــــــــــةٍ
يَحْفِــــــزْنَ مِنْــــــهُ ظَلِيمــــــاً فــــــي نَقــــــاً هــــــارِ
إِذا تَغَنّـــــــــى الْحَمـــــــــامُ الْـــــــــوُرْقُ ذَكَّرَنــــــــي
وَلَــــــــــوْ تَغَزَّيْــــــــــتُ عَنْهــــــــــا أُمَّ عَمّــــــــــارِ
وَمَهْمَــــــــهٍ نــــــــازِحٍ تَعْـــــــوِي الـــــــذِّئابُ بِـــــــهِ
نـــــــائِي الْمِيـــــــاهِ عَـــــــنِ الْـــــــوُرّادِ مِقْفـــــــارِ
جــــــــــــــاوَزْتُهُ بِعَلَنْــــــــــــــداةٍ مُناقِلَـــــــــــــةٍ
وَعْـــــــثّ الطَّريـــــــقِ عَلَـــــــى الْحُـــــــزّانِ مِضـــــــْرارِ
يَجْتــــــــازُ أَرْضـــــــاً إِلَـــــــى أَرْضٍ بِـــــــذي زَجَـــــــلٍ
مــــــاضٍ عَلَــــــى الْهَــــــوْلِ هــــــادٍ غَيْــــــرِ مِحْيـــــارِ
إِذا الرِّكـــــــــابُ وَنَـــــــــتْ عَنْهـــــــــا رَكائِبُهــــــــا
تَشـــــــــــَذَّرَتْ نَبَطِــــــــــيَّ الْفَتْــــــــــرِ خَطّــــــــــارِ
كَأَنَّمـــــــا الرَّحْـــــــلُ مِنْهـــــــا فَـــــــوْقَ ذي جُـــــــدَدٍ
ذَبَّ الرِّيــــــــــادِ إِلَـــــــــى الْأَشـــــــــْباحِ نَظّـــــــــارِ
مُطَـــــــــــرَّدٍ أُفْـــــــــــرِدَتْ عَنْــــــــــهُ حَلائِلُــــــــــهُ
مِــــــنْ وَحْــــــشِ خُبَّــــــةَ أَوْ مِــــــنْ وَحْــــــشِ تِعْشــــــارِ
مُجَـــــــــرَّسٍ وَحِـــــــــدٍ جَــــــــوْنٍ أَطــــــــاعَ لَــــــــهُ
نَبَــــــــاتُ غَيْــــــــثٍ مِــــــــنَ الْوَســـــــْمِيِّ مِبْكـــــــارِ
ســـــــــــَرَاتُهُ مــــــــــا خَلا حُــــــــــدّاتِهِ لَهِــــــــــقٌ
وَفـــــــي الْقَـــــــوائِمِ مِثْـــــــلُ الْوَســـــــْمِ بِالْقــــــارِ
بَــــــــاتَتْ لَــــــــهُ لَيْلَــــــــةٌ شـــــــَهْباءُ تَســـــــْفَعُهُ
مِنْهــــــــــا بِحاصــــــــــِبِ شــــــــــَفَّانٍ وَأَمْطــــــــــارِ
وَبــــــــــاتَ ضــــــــــَيْفاً لِأَرْطــــــــــاةٍ وَأَلْجَــــــــــأَهُ
مَــــــــــعَ الظَّلامِ إِلَيْهــــــــــا وابِـــــــــلٌ ســـــــــاري
حَتّـــــــى إِذا مـــــــا انْجَلَـــــــتْ ظَلْمـــــــاءُ لَيْلَتِــــــهِ
وَأَســــــــــْفَرَ الصــــــــــُّبْحُ عَنْـــــــــهُ أَيَّ إِســـــــــْفارِ
أَهْــــــــوَى لَــــــــهُ قــــــــانِصٌ يَســـــــْعَى بِـــــــأَكْلُبِهِ
عــــــــارِي الْأَشــــــــَاجِعِ مِـــــــنْ قُنّـــــــاصِ أَنْمـــــــارِ
مُحَــــــــالِفُ الصــــــــَّيْدِ تَبَّــــــــاعٌ لَــــــــهُ لَحِـــــــمٌ
مــــــــا إِنْ عَلَيْــــــــهِ ثِيـــــــابٌ غَيْـــــــرُ أَطْمـــــــارِ
يَســــــــْعَى بِغُضــــــــْفٍ بَراهـــــــا فَهْـــــــيَ طاوِيَـــــــةٌ
طُــــــــولُ ارْتِحــــــــالٍ بِهـــــــا مِنْـــــــهُ وَتَســـــــْيَارِ
حَتّـــــــى إِذا الثَّـــــــوْرُ بَعْـــــــدَ النَّفْــــــرِ أَمْكَنَــــــهُ
أَشــــــــْلَى وَأَرْســــــــَلَ عُشـــــــْراً كُلُّهـــــــا ضـــــــارِي
فَكَــــــــرَّ مَحْمِيَّــــــــةً مِــــــــنْ أَنْ يَفِــــــــرَّ كَمـــــــا
كَـــــــرَّ المُحـــــــامي حِفاظـــــــاً خَشـــــــْيَةَ الْعـــــــارِ
فَشــــــــَكَّ بِالرَُمــــــــحِ مِنهـــــــا صـــــــَدرَ أَوَّلِهـــــــا
شــــــــــَكَّ المُشــــــــــاعِبِ أَعْشـــــــــاراً بِأَعْشـــــــــارِ
ثُــــــــمَّ انْثَنـــــــى بَعـــــــدُ لِلثَّـــــــاني فَأَقْصـــــــَدَهُ
بِــــــــذاتِ فَــــــــرْغٍ بَعيــــــــدِ القَعْـــــــرِ نَعّـــــــارِ
وَأَثبَـــــــــتَ الثَّـــــــــالِثَ البـــــــــاقي بِنافِـــــــــذَةٍ
مِــــــــن باســــــــِلٍ عــــــــالِمٍ بِـــــــالطَّعنِ كَـــــــرّارِ
وَظَـــــــلَّ فِـــــــي ســــــَبْعَةٍ مِنهــــــا لَحِقْــــــنَ بِــــــهِ
يَكُــــــــرُّ بِــــــــالرَّوقِ فيهــــــــا كَـــــــرَّ إِســـــــوارِ
حَتّــــــــى إِذا مـــــــا قَضـــــــَى مِنهـــــــا لُبـــــــانَتَهُ
وَعــــــــــاثَ فِيهــــــــــا بِإِقْبــــــــــالٍ وَإِدْبـــــــــارِ
انقَــــــــــضَّ كَـــــــــالكَوكَبِ الـــــــــدُّرِّيِّ مُنْصـــــــــَلِتاً
يَهْــــــــــوي وَيَخلِــــــــــطُ تَقريبـــــــــاً بِإِحضـــــــــارِ
فَــــــــذاكَ شــــــــِبهُ قَلُوصـــــــي إِذ أَضـــــــَرَّ بِهـــــــا
طُــــــولُ الســــــُّرى وَالســــــُّرى مِـــــن بَعـــــدِ أَبْكـــــارِ
وقـــــــد نهيْــــــتُ بنــــــي ذُبْيــــــان عــــــن أقُــــــرٍ
وعَــــــــن تَرَبُّعِهِــــــــمْ فــــــــي كــــــــلِّ أصــــــــْفارِ
النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ هُوَ زِيادُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ ضِباب الذُّبْيانِيّ مِنْ قَبِيلَةِ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَكانَ أَحَدَ الأَشْرافِ وَالمُقَدَّمِينَ فِي قَوْمِهِ، وقد اتَّصلَ بمُلُوكِ المَناذِرَةِ وَالغَساسِنَةِ وكانَ لَهُ عندَهم مَنْزِلَةٌ ومكانةٌ عاليةٌ، وَامْتازَ بِشِعْرِهِ فِي الاعْتِذارِيّاتِ، وَهِيَ الأَشْعارُ الَّتِي قالَها مُعْتَذِراً مِنْ النُعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ بعد هربِهِ مِنه، وَالنّابِغَةِ الذُبْيانِيِّ مِن أَوائِلِ مَنْ تَحاكَمَ عِنْدَهُ الشُّعَراءُ فَكانَتْ تُضْرِبُ لَهُ قُبَّةً فِي عُكاظ فَيعْرِضُ الشُّعَراءُ عَلَيْهِ أَشْعارَهم، وَقَدْ تُوُفِّيَ في سَنَة 18ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 604م.