
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفــا ذُو حُسـىً مِـنْ فَرْتَنَـى فَـالْفَوارِعُ
فَجَنْبـــا أَرِيــكٍ فَــالتِّلاعُ الــدَّوافِعُ
فَمُجْتَمَـــعُ الْأَشـــْراجِ غَيَّـــرَ رَســْمَها
مَصـــايِفُ مَـــرَّتْ بَعْـــدَنا وَمَرابِـــعُ
تَـــوَهَّمْتُ آيـــاتٍ لَهـــا فَعَرَفْتُهـــا
لِســـِتَّةِ أَعْــوامٍ وَذا الْعــامُ ســابِعُ
رَمــادٌ كَكُحْــلِ الْعَيْــنِ لَأيــاً أُبِينُـهُ
وَنُــؤْيٌ كَجِــذْمِ الْحَــوْضِ أَثْلَــمُ خاشـِعُ
كَـــأَنَّ مَجَـــرَّ الرَّامِســـاتِ ذُيُولَهــا
عَلَيْـــهِ حَصـــِيرٌ نَمَّقَتْـــهُ الصــَّوانِعُ
عَلــى ظَهْــرِ مِبْنــاةٍ جَدِيــدٍ سـُيُورُها
يَطُــوفُ بِهــا وَســْطَ اللَّطِيمَــةِ بـائِعُ
فَـكَــفْــكَـفْــتُ مِنِّـي عَبْـرَةً فَرَدَدْتُهـا
عَلـى النَّحْــرِ مِنْـهــا مُسْــتَهِلٌّ وَدامِعُ
عَلـى حِيـنَ عـاتَبْتُ الْمَشـيبَ عَلى الصِّبا
وَقُــلْتُ أَلَمَّــا أَصْــحُ وَالشَّـيْــبُ وازِعُ
وَقَـــد حــالَ هَــمٌّ دُونَ ذَلِكَ شــاغِــلٌ
مَكــانَ الشِّغــافِ تَبْـتَـغِــيهِ الأَصـابِعُ
وَعيــدُ أَبـي قابُــوسَ فِـي غَيْــرِ كُنْهِهِ
أَتـانِـــي وَدُونــي راكِـسٌ فَالضَّـواجِـعُ
فَـبِــتُّ كَـأَنِّــي سـاوَرَتْــنِــي ضَئيـلَةٌ
مِـنَ الرُّقْـشِ فـي أَنْيابِهـا السـُمُّ ناقِعُ
يُــسَهَّدُ مِــنْ لَيْـلِ التَّمــامِ سَليـمُهـا
لِحَــلْيِ النِّســاءِ فـي يَدَيْــهِ قَعـاقِـعُ
تَنـاذَرَهــا الرَّاقُـونَ مِـنْ سـُوءِ سـُمِّها
تُــطَـــلِّقُهُ طَــوْراً وَطَــوْراً تُـراجِــعُ
أَتانِــي أَبَيْــتَ اللَّعْـنَ أَنَّـكَ لُمْتَــنِي
وَتِلْـكَ الَّـتي تَسْـتَــكُّ مِنْهـا الْمَسـامِعُ
مَـقـــالَةُ أَنْ قَــد قُــلْتَ سـَوْفَ أَنالُهُ
وَذَلِكَ مِــنْ تِــلْقـــاءِ مِــثْــلِكَ رائِعُ
لَعَـمْـــرِي وَمــا عَـمْــرِي عَـلَيَّ بِهَـيِّنٍ
لَقَـــد نَـطَـقَــتْ بُطْــلاً عَلَـيَّ الْأَقـارِعُ
أَقــارِعُ عَــوْفٍ لا أُحَــاوِلُ غَـيْــرَهــا
روُجــوهَ قُــرودٍ تَـبْـتَـغـي مَنْ تُجـادِعُ
أَتــاكَ امْــرُؤٌ مُسْـتَـبْـطِـنٌ لِيَ بِغْـضَـةً
لَهُ مِــنْ عَــدُوٍّ مِــثْـــلَ ذَلِكَ شـافِــعُ
أَتــاكَ بِـقَــوْلٍ هَلْهَــلِ النَّسْــجِ كاذِبٍ
وَلَـمْ يَــأْتِ بِـالْحَــقِّ الَّـذي هُوَ ناصِـعُ
أَتـــاكَ بِــقَــــوْلٍ لَمْ أَكُــنْ لِأَقـولَهُ
وَلَـوْ كُـبِّـــلَتْ فــي ساعِـدَيَّ الْجَوامِـعُ
حَـلَفْـــتُ فَــلَمْ أَتْـرُكْ لِنَفْـسِـكَ رِيبَـةً
وَهَــلْ يَـأثَــمَــنْ ذو أُمَّـةٍ وَهْـوَ طائِعُ
بِمُصـــْطَحَباتٍ مِـــنْ لَصـــافٍ وَثَبْـــرَةٍ
يَــــزُرْنَ إِلالاً ســــَيْرُهُنَّ التَّــــدافُعُ
سـَماماً تُبـارِي الرِّيـحَ خُوصـاً عُيونُهـا
لَهُــــنَّ رَذايــــا بِـــالطَّرِيقِ وَدائِعُ
عَلَيْهِـــنَّ شـــُعْثٌ عامِـــدُونَ لِحَجِّهِـــمْ
فَهُـــنَّ كَـــأَطْرافِ الْحَنِـــيِّ خَواضـــِعُ
لَكَلَّفْتَنِـــي ذَنْـــبَ امْـــرِئٍ وَتَرَكْتَــهُ
كَــذي الْعُـرِّ يُكْـوَى غَيْـرُهُ وَهْـوَ راتِـعُ
فَــإِنْ كُنْــتُ لا ذُو الضـِّغْنِ عَنِّـي مُكَـذَّبٌ
وَلا حَلِفِـــي عَلـــى الْبَــراءَةِ نــافِعُ
وَلا أَنــا مَـأْمُـــونٌ بِـشَـــيْءٍ أَقُـولُهُ
وَأَنْـــتَ بِــأَمْـــرٍ لا مَـحــالَةَ واقِـعُ
فَــإِنَّكَ كَـاللَّيْــلِ الَّـذي هُـوَ مُدْرِكــي
وَإِنْ خِلْـتُ أَنَّ المُنْـتَــأى عَنْــكَ واسـِعُ
خَطـاطـيــفُ حُجْــنٌ فـي حِبـالٍ مَتـيـنَةٍ
تَــمُــــدُّ بِهــا أَيْــدٍ إِلَيْـكَ نَـوازِعُ
أَتـُوعِـــدُ عَـبْــداً لَمْ يَخُـنْـكَ أَمانَـةً
وَتَـتْـــرُكُ عَبْــداً ظالِمــاً وَهْـوَ ضالِعُ
وَأَنْــتَ رَبيــعٌ يُنْـعِــشُ النَّـاسَ سَيْـبُهُ
وَسَـيـْــفٌ أُعِـيــرَتْــهُ الْمَنِـيَّةُ قاطِـعُ
أَبــــى االلهُ إِلَّا عَـــدْلَهُ وَوَفـــاءَهُ
فَلا النُّكْــرُ مَعْــروفٌ وَلا العُـرْفُ ضـائِعُ
وَتُـسْـقَــى إِذا مـا شـِئْتَ غَيْــرَ مُصَـرَّدٍ
بِـزَوْراءَ فـي حافــاتِها المِسـْكُ كـانِعُ
النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ هُوَ زِيادُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ ضِباب الذُّبْيانِيّ مِنْ قَبِيلَةِ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَكانَ أَحَدَ الأَشْرافِ وَالمُقَدَّمِينَ فِي قَوْمِهِ، وقد اتَّصلَ بمُلُوكِ المَناذِرَةِ وَالغَساسِنَةِ وكانَ لَهُ عندَهم مَنْزِلَةٌ ومكانةٌ عاليةٌ، وَامْتازَ بِشِعْرِهِ فِي الاعْتِذارِيّاتِ، وَهِيَ الأَشْعارُ الَّتِي قالَها مُعْتَذِراً مِنْ النُعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ بعد هربِهِ مِنه، وَالنّابِغَةِ الذُبْيانِيِّ مِن أَوائِلِ مَنْ تَحاكَمَ عِنْدَهُ الشُّعَراءُ فَكانَتْ تُضْرِبُ لَهُ قُبَّةً فِي عُكاظ فَيعْرِضُ الشُّعَراءُ عَلَيْهِ أَشْعارَهم، وَقَدْ تُوُفِّيَ في سَنَة 18ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 604م.