
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا كـان ضـرك لـو صنعت جميلا
فــأقمت فينــا للـوداع قليلا
أو مثـل هـذا يا حسين جزاء من
أولاك ظلا فــــي حمـــاه ظليلا
ونزلـت منـه بكعبة الكرم التي
كــانت مقــراً للرجــا ومقيلا
طـافت بهـا الآمـال تسـعى للذي
حجــت إليـه لتـدرك المـأمولا
هـل تنكـرن نـواله وهـو الـذي
أسـدى لـك المعـروف والتنويلا
اقبلـت مـن حوران لم تحمل سوى
مـدح لنفسـك لـم يكـن مقبـولا
ونزلـت فـي بيـروت ضيفاً مكرما
لكــن رحلــت محقــراً مخـذولا
أو لم يكن بالفضل نلبسك العبا
متبخــتراً فيهــا تجـرّ ذيـولا
أسـدلتها مـن فوق عطفك فانثنى
كرمــاً عليـك بهاؤهـا مسـدولا
ثـم انعطفـت ولـم تبجـل شأنها
وهـي الـتي عطفـت لك التبجيلا
وغسـلتها بالمـاء منـك وقاحـة
ليكــون مثلــك حظهـا مغسـولا
مـا كنـت تحملهـا لنـا مبلولة
لـو كـان وجهـك بالحيا مبلولا
أنسـيت يـوم تـدور في أسواقها
مـــتزملا بوقارهـــا تــزميلا
متطلبـــاً لجلال قـــدرك جبــة
تبتاعهــا كيمــا تكـون جليلا
لكـن نفسـك حيـن لـم تسمح بما
فـي الجيب ما وجدت لذاك سبيلا
عـزت عليـك دراهـم جعلتـك فـي
قيـد الحيـاة من الهوان ذليلا
قبضـت عليهـا مـن انمـل راحـة
مبســــوطة لتنـــال لا لتنيلا
وختمـت كيسـك عاقـداً ان لا يرى
حــتى بــأحلام الكـرى محلـولا
سـوداء جئت بهـا وتلك هي التي
قـذفت إلـى شـقراء فيـك رحيلا
أصــبحت موضــوعاً لكــل قضـية
كـان الشـنار بشـكلها محمـولا
ودللــت انـك باجتهـادك فـارغ
لا تعــرف المعقـول والمنقـولا
فعلـت بـك الأوهـام حـتى انهـا
نصــبتك فـي احوالهـا مفعـولا
خفـت بحلمـك يـا ثقيـل فحق أن
نلقــى بهـا قـولاً عليـك ثقيلا
مـا أنـت رب المكرمات وان تكن
أرســلت طرفـك للعقـول رسـولا
ارسـلته فانحـاز عـن غاياتهـا
وارتــد عنهــا خاسـئاً وكليلا
فلكـم دللـت عليـك انـك حامـل
ولكـم أقمـت عليـك منـك دليلا
افطـرت في رمضان لا تخشى من ال
تـأنيب فـي الاخرى ولا في الاولى
وحملـت بطنـك للقرى بين القرى
عرضـا تجـوب بهـا الفلاة وطولا
مهمـا رأيـت جماعـة فـي دعـوة
أفحمــت نفســك بينهـا تطفيلا
واذا سـمعت بأكلـة أسـرعت بال
مســرى وجيفــا نحوهـا وذميلا
فكأنمــا بــالأرض كنـت مـوكلا
لتقيســـها بالــذرع ميلا ميلا
مـا كنـت صـواماً ولكـن كنت قو
امـا تهـب إلـى الطعـام عجولا
افرغــت صــبرك نهمــة وتجشـأ
وملأت كرشـــك كبـــة وبقــولا
شــاركتنا بفطورنــا وسـحورنا
جشــعاً وزادك بكــرة واصــيلا
هــذي سـجيتك الـتي لـم تتخـذ
يومــاً بهــا بـدلاً ولا تحـويلا
ويحـق ان املـي مخازي فعلك ال
معتــل شـرحا بالهجـاء طـويلا
لكنــي أوجــزت فيــك مطــولا
وطــويت عنـك مسـالكاً وفصـولا
يهنيـك ان العيـد اقبـل حافلا
يسـدي لـك المشـروب والمأكولا
لـو كان يتخذ الخليل من الورى
لاخـترت غيـرك يـا حسـين خليلا
خـذها مدبجـة الحـروف مخازيـا
عقــدت عليــك هجاءهـا اكليلا
السيد محمد حسين بن كاظم بن علي بن أحمد الموسوي القزويني الكاظمي الشهير بالكيشوان.عالم كبير، وكاتب مبدع، وشاعر مشهور.ولد ونشأ وتوفي في النجف.قال عنه صاحب الحصون: فاضل شارك في العلوم، سابق في المنثور والمنظوم، وشعره يسيل رقة، وخطه يشبه العذار دقة، وله شعر كثير بديع التركيب.زار سوريا ولبنان حيث بقي هناك سنوات، اتصل خلالها بأعلام وأدباء القطرين، وكان له معهم مطارحات ومساجلات.له ديوان شعر، وله: (تحفة الخليل في العروض والقوافي)، (علم الجبر)، (رسالة في الحساب والهندسة).