
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـيح الرحيـل فمـا ملكـت عنائي
وألـم بـي داعـي الجـوى فعناني
وتعطفــوا دون النـوى فتشـابهت
قامـــاتهم ومعـــاطف الأغصــان
عجلوا الفراق وليتهم وقفوا ولو
شـــد العقــال وقبســة العجلان
فلــوا بنـودهم فلفـوا بالسـرى
أكــم الفلا ومهــابط الغيطــان
وتطيــرت منـا القلـوب فأوشـكت
بعــد الخفــوق تهـمّ بـالطيران
فكــأن خافقـة البنـود تعاقـدت
هــي والقلــوب لشـدة الخفقـان
فـوقفت حـرّان الضـلوع بلوعة ال
قلــب السـليم ودهشـة الحيـران
وكفيـت مـن وكـف العيون ركابهم
ريـــا وعــدَّت بغلــة الظمــآن
ان لـم أسل وادي العقيق أمامهم
مـن سـفح أجفـاني فمـا أجفـاني
نشـروا بسـهل الأرض أجنحة السرى
وطــويت أضــلاعي علــى الاحـزان
فـي كـل ذاملـة تناقـل بـالفلا
خطـــوات ذئب الــدو بالــذملان
مـا عاقهـا نبـت الربيع ولا لوى
لفـح الهجيـر بهـا على الغدران
علقــت بإيصـال السـرى فكأنهـا
قطعـــت لــديه علائق الحيــوان
خفقـت قـوائمهن فـي جنـح الدجى
فكـــأنهن قـــوادم الظلمـــان
وتفلتــت نـزع السـهام فأصـبحت
مثــل القسـي مـن الكلال حـواني
مثـل الصـلال فـان تشـوفت المدى
رمقــت اليــه بـأعين العقبـان
صــفت وقوفــاً والسـراب صـحيفة
فيهــا لخــط حروفهــا ســطران
هيــم ترجــع بــالحنين وعـاذر
لــو أنهــا حنـت مـن الهيمـان
خالسـتها النظـر المريـب وإنما
نظـري إلـى الفتيـات والفتيـان
ظعنوا وما التفتوا غداة وداعهم
فتلفتــت عينــي إلــى الاظعـان
متحمليــن ضــحى وفـوق حـدوجهم
مـا شـئت مـن حـور ومـن ولـدان
مـن غـادة ظمـئ الوشـاح وأغيـد
بالحسـن مـن مـاء الصـبا ريـان
رشـأ يمـوج الغنـج منـه بمقلـة
فتــن القلـوب بطرفهـا الفتـان
ظــبي تفــاوت حســنه فتجاذبـا
قـــد لـــه عجــل وردف وانــي
لكنــه وصـل النطـاق لفصـل مـا
بـن الكـثيب وبيـن خـوط البـان
لـم ينعطـف الـف القوام لصبوتي
وعليـــه مـــن أصــداغه واوان
خــلّ تمــارض طرفــه حــتى إذا
فـي الحـب أعـداني ضـنى عاداني
أهــوى فكلمنــي فكلمنــي بمـا
أهــوى فـأخرس بالعتـاب لسـاني
مــالي أمـد يـدي اليـه محركـا
فــأعود مــن دهـش أعـض بنـاني
عجبـاً ذهلـت بـه وشـبت ولم أكن
أعــزى إلــى ذهــل ولا شــيبان
راجعـت قلـبي بالسلو على النوى
فرجعـــت لا قلــبي ولا ســلواني
وشـكوت منـه ما أعاني في الهوى
لـو أنـه يصـغي لشـكوى العـاني
وقنعـت منـه بالخيـال لـو أنـه
أهـدى الرقـاد لطرفـي السـهران
ألــوى يعـرض بـالوداع وبيننـا
غيــر الرقيـب ورقبـة الغيـران
لكـن خفيـت على العيون لفرط ما
أبلـى الهـوى جسـمي بـه وبلانـي
فتخــال جسـمي والـدموع بـوادر
ســلكا عليــه فـرائد المرجـان
ولــذاك عــانقني فـأوهم أننـي
فــي جيــده عقـد مـن العقيـان
فضــممته واللثــم جــال بخـده
هــو والزفيــر اليـه يسـتبقان
وخشـيت أن يلـوي الـذبول بورده
ممـــا أصــعده مــن النيــران
فتراكضــت خيــل الـدموع بخـده
فتخــاله يبكيــه مــا أبكـاني
حــتى إذا أدنــى لخــدي خــده
يــوم الــوداع تشـابه الخـدان
ســـيان كـــل كللتــه دمــوعه
بعقيقهـــن ومــا همــا ســيان
هــذا تـورد بالحيـاء وذاك مـن
نضــج الــدماء ومـا سـواء ذان
فــاحمر مــدمعه بقــاني خــده
واحمـر لـي خـد بـدمعي القـاني
خــد ذكــي شــعلا وفـي حافـاته
روض العـذار بـه العـذول لحاني
هـذا أبـو لهـب عليـه وذا أبـو
جهـــل وذي حمالـــة الريحــان
رشـأ إذا أجنـى جنـي الـورد من
خــديه عــاقبني بـذنب الجـاني
دبــت لقرطيــه عقــارب صــدغه
فتـــذعرا ولـــذاك يضـــطربان
ملــك البهـاء فأحـدقت بجمـاله
يــوم الكفــاح كتيبـة الغـزلان
وغـزا ببـدر الـوجه فانكسرت له
أحشـاي يـوم الفتـح حيـن غزاني
وســطا علــيّ بطرفــه وبعطفــه
مـا بيـن ضـرب فـي الهوى وطعان
فشـهدت مـن هـذا وذا ما ناب عن
حــد الضــبا وأســنة المــران
وانـدك صـبري وهـو غيـر مزعـزع
وارتـاع قلـبي وهـو غيـر جبـان
وشــكوت أشــواقي إلـى أعطـافه
شـكوى الطعيـن إلى قنا الخرصان
كـم قلـت للقلـب الجريح بهن لا
تــرج الأمــان فلات حيــن أمـان
مـاذا دهـاك وأنـت ذو جلـد على
وخـز الرماح اذا التقى الجمعان
أفلا نـزوت إلـى السـلو فقال لي
قـد حيـل بيـن العيـر والنزوان
مـا شـيمة الحـرّ الهـوان وإنما
واريـت عـزي فـي الهـوى بهواني
لـم أخـش حـيّ الـواديين بمعـرك
لــو كـان سـرب ظبـائه أعـواني
ولمـا غمـدت السـيف دون كناسـه
لــو كـان مخترطـاً مـن الأجفـان
ولمــا حـذرت أسـنة لـو أن مـن
أعطــاف غزلتــه اتخـذت سـناني
قلـل وكـثر مـا تشـا يـا عاذلي
فيـه فمـا فـي الحـب شأنك شاني
أســمعتني زجــل الملام وإنمــا
وقــرت مــن صــمّ بــه آذانــي
فلئن أطـاع القلـب داعية الهوى
فـالقلب فـي أمـر السـلو عصاني
لا غـرو لـو ذابـت حشـاي فإنمـا
يمتــاز حسـن التـبر بالـذوبان
نـاديته يـا ظـبي حسـبك بالجفا
مــا كـان مـن صـد ومـن هجـران
حـتى م تغضـي عن هواني وقد هوى
صــعقا كليــم فـؤادي الولهـان
قـف لـي ولـو لـوث الأزار فإنما
يـوم النـوى نشـر الهوى وطواني
أرنـي بـه أنظـر اليـك فلكل ذي
شــوق رســائل قلبــه العينـان
فأشــار كلا لــن ترانـي بعـدما
صـيح الرحيـل فمـا ملكـت عناني
السيد محمد حسين بن كاظم بن علي بن أحمد الموسوي القزويني الكاظمي الشهير بالكيشوان.عالم كبير، وكاتب مبدع، وشاعر مشهور.ولد ونشأ وتوفي في النجف.قال عنه صاحب الحصون: فاضل شارك في العلوم، سابق في المنثور والمنظوم، وشعره يسيل رقة، وخطه يشبه العذار دقة، وله شعر كثير بديع التركيب.زار سوريا ولبنان حيث بقي هناك سنوات، اتصل خلالها بأعلام وأدباء القطرين، وكان له معهم مطارحات ومساجلات.له ديوان شعر، وله: (تحفة الخليل في العروض والقوافي)، (علم الجبر)، (رسالة في الحساب والهندسة).