
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَظــبيٍ أَضــحَت الـدَّهناءُ مِنـهُ
خَلاءً وَالحشـــا مَرعَــى وَبيــتُ
أَهـذا الظَّـبيُ لا أَرضـاكَ شـِبهاً
لِمَــن أَهــوى ولكنِّــي كَنَيــتُ
رمــانِي بالصـَّبابةِ مِـن بَعِيـدٍ
يَمينــاً مــا سـمِعتُ ولا رأيـتُ
تجلَّــى لـي خَيـالاً فِـي مَنـامِي
فَمـــا مِــن خلَّــةٍ إِلا ســَلَيتُ
أَتعلَـمُ يـا رَعـاكَ اللَّـهُ أَنِّـي
أَســيرٌ فـي يـديكَ ومـا جَنَيـتُ
فَلا تَعجَــل إِذا أَضــمرتَ قتلِـي
فحظِّــي مِـن جَمالِـكَ مـا قَضـيتُ
تَصــَفَّح ســُنَّةَ الماضـِينَ قبلـي
فمِثلِـي فـي مِثالِـكَ مـا رَوَيـتُ
فَمــا ســارَت نسـيمٌ أَو تَغَنَّـت
هَتُـــوفٌ بالضـــُّحى إِلا بَكَيــتُ
فَهــذا باشــَرَ الأحبـابَ دُونِـي
وهَــذا ظــلَّ يعنِـي مـا عَنَيـتُ
يَقـولُ الكاشـِحُونَ فمـا أُبَـالِي
وَينهـانِي العَـذُولُ فما انتَهَيتُ
وقـالُوا قـد سـلوتَ فقلـتُ كلا
وربِّــي مــا ســَلَوتُ ولا عَسـَيتُ
أَغِثنــي أَيُّهـا السـَّاقي لعَلِّـي
إِذا أَظمَتـــكَ نازِلَــةٌ ســَقَيتُ
بكـاسٍ مِـن جَنـى البُنِّ اليَمانِي
بنَفســي أَنـتَ مِـن سـاقٍ فَـدَيتُ
أَهَـذا البَـدرُ في كأسِ التَّهَانِي
مــعَ الإِشـراقِ أَم شـَفَقاً حَسـَيتُ
ســــُلافٌ سَلســـَلٌ راحٌ رَحِيـــقٌ
شــِفاءُ الهَــمِّ حَمــراءٌ كُمَيـتُ
مُشَعشــَعَةٌ يَطيــبُ لَنـا شـَذاها
مَــتى آنســتُ ريَّاهـا انتَشـيتُ
شــَرابٌ يَبعــثُ الأَشــباحَ حَتّـى
لَــوَ انِّـي مُقعَـدٌ عُمـرِي مَشـَيتُ
شـــَرابٌ يُنهِــضُ الأَرواحَ حَتّــى
كــأنِّي فـي السـَّمَواتِ ارتَقَيـتُ
إِذا أُمُّ الخَبـــائِثِ نازَعَتهــا
لَطيفــاً مِــن شـَمائِلِها أَبيـتُ
تَمُــدُّ نَباهَـةً عقلِـي كمـا قـد
يَمُــدُّ ذُبالَــةَ النِّـبراسِ زَيـتُ
أَلا زَعمــت بـأَنَّ الكـاسَ يَصـبو
إِلـى السـاقِي ويجنِـي ما جَنَيتُ
أَليســَت صــِبغَةُ العُشـّاقِ فيـهِ
فتشـهَدُ لِـي بـأَنِّي مـا افتَرَيتُ
فغِـرتُ مِـنَ الحَـبيب عَلـى حبيبٍ
وهــل تَــدرِي لأَيِّهِمــا قَضــيتُ
إِذا زارَ الخَيـــالُ وشـــيَّعتهُ
مــعَ الأَســحارِ أَنفــاسٌ هَـوَيتُ
وفاضــَت مُهجَتِـي دَمعـاً وثـارَت
مــعَ الأحشــاءِ أَشــواقٌ طَـوَيتُ
عَلـى تِلـكَ الملاهِـي فاسـقِنِيها
إِذا ما الكأسُ أَشهى ما اشتَهَيتُ
ثلاثــاً عَــدَّ ســاقيها علَينـا
إِلـــى خَمـــسٍ دِلاء فاشــتَفَيتُ
مَعــانٍ جُلِّيَــت فِــي كُـلِّ قَلـبٍ
وقلــبٌ لـم يَجِـدها فهـوَ مَيـتُ
عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن أحمد النجاري الخزرجي، من ذرية أبي أيوب الأنصاري الشافعي.ولد في قرية المبرز من الأحساء، وحفظ القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وأخذ عن جده ووالده علم التفسير والحديث والفقه وقواعد العربية.اشتغل بالقضاء بعد وفاة أبيه واستمر إلى آخر عمره.كان صاحب شاعرية فذة، وأسلوب رائع، وخيال واسع الأطراف، وأجاد فن المراسلة.