
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَدَّعــتُ نَجــداً بَعــدَ هَجـرٍ هَجَرتُـهُ
قَــدِيماً فَحَيّــانِي سـَقَتهُ الغَمـائِمُ
أَلاَ يَـا أُمَيـمَ القَلبِ نَرضى إِذا بَدَا
لَنَــا مِنــكِ وُدٌّ مِثــلُ وُدّيـكِ دَائِمُ
هَجَرتُـكِ أَيّامـاً بِـذِى الغَمـرِ إِنّنـي
عَلَـى هَجـرِ أَيّـامٍ بـذِى الغَمرَِ نادِمُ
هَجَرتُـكَ إِشـفاقاً عَلَيـكِ مِـنَ الـرّدى
وَخَـوفَ الأعـادِى وَاجتِنَـابَ النَّمـائِمِ
فَلَمَّا انقَضَت أَيّامُ ذِى الغَمرِ وَارتَمَت
بِـكِ الـدّارُ لاَمَتنـى عَلَيـكِ اللَّوَائِمُ
وَإِنّــى وَذَاكَ الهَجـرَ لَـو تَعلَمينَـهُ
كَعَازِبــةٍ عَــن طِفلِهَــا وَهـىَ رَائِمُ
مَـتى تَطرَحـى قَـولَ الوُشـَاةِ وَتُخلِصى
لنـا الـوُدَّ يَذهَب عَنكِ مِنّا الذَّمائِمُ
وَمَـا بَينَ تَفرِيقِ النَّوَى بَينَ مَن تَرَى
مِــنَ الحــيِّ إِلاّ أَن تَهُـبَّ السـَّمائِمُ
وَرُبَّ خَليــلٍ ســَوفَ تَفجَعُــهُ النَّـوى
بِخُلصـَانِهِ لَـو قَـد تَغَنّـى الحَمـائِمُ
وَلَيـسَ عَلَينَـا أَن تَـبينَ بِـكِ النَّوى
فَتَنـأَي ولاَ مِـن أَن تَمـوتَ النّمـائِمُ
وَلكِــن عَلَينَــا أَن تَجُـودِى بنـائلٍ
لِغَيــرِى وَيَلحَـانى عَلَيـكِ اللَّـوَائِمُ
فَمـا أَعلَـمَ الواشـِينَ بِالسِّرِّ بَينَنَا
وَنَحـــنُ كِلانَـــا لِلمَــوَدَّةِ كــاتِمُ
وَمَـا نَلتَقـى إِلاّ الفُجَـاءَةَ بَعـدَ ما
نَــرى أَنَّ أَدنـى عَهـدِنا المُتَقـادِمُ
وَمَـا نَلتَقـى إِلاّ لِمامـاً عَلَـى عِـدىً
عِـدَادَ الثُّرَيّـا وَهـىَ مِنـكِ الغَنائمُ
أُدَارِى بِهِجرَانيــكِ صــِيداً كأَنَّمَــا
بــآنفِهِم مِـن أَن يَرَونـى الغَمـائِمُ
فأشــهَدُ عِنـدَ اللـهِ لاَ زِلـتُ لاَئمـاً
لِنفســِىَ مـا دَامَـت بِمَـرَّ الكَظـائِمُ
لِمَنعَـى مـالاً مِـن أُمَيمَـةَ بَعـدَ مـا
دُعِيــتُ إِليهــا إِنّ شــَجوِى لَـدَائِمُ
تباعَـدتُ حَتَّـى حِيـلَ بينـي وبينَهَـا
كمـا مِـن مَكـانِ الفَرقَدَينِ النَّعائِمُ
عبد الله بن عبيد الله بن أحمد، من بني عامر بن تيم الله، من خثعم، أبو السري، والدمينة أمه.شاعر بدوي، من أرق الناس شعراً، قل أن يرى مادحاً أو هاجياً، أكثر شعره الغزل والنسيب والفخر.كان العباس بن الأحنف يطرب ويترنح لشعره، واختار له أبو تمام في باب النسيب من ديوان الحماسة ستة مقاطيع.وهو من شعراء العصر الأموي، اغتاله مصعب بن عمرو السلولي، وهو عائد من الحج، في تبالة (بقرب بيشة للذاهب من الطائف) أو في سوق العبلاء (من أرض تبالة).له (ديوان شعر - ط) صغير.