
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلــىَّ إِنّــى قَـد أَرِقـتُ ونِمتُمـا
فَهَــل أَنتُمــا بــالعِيسِ مُــدَّلِجَانِ
فقــالا أَنِمـتَ اللَّيـلَ ثُـمَّ دَعَوتَنَـا
ونحـــنُ غُلاَمـــا نَعســـَةٍ حَــدَثَانِ
فَقُـم حَيـثُ تَهـوى إِنَّنـا حَيثُ نَشتهى
وإِن رُمــتَ تَعرِيســابً بِنَـا غَرِضـانِ
خَليلـىَّ مِـن أَهـلِ اليَفـاعِ شـُفِيتُمَا
وعُوفِيتُمــاَ مِــن ســَيّىءِ الحَـدَثانِ
أَلا فَــاحمِلاَني بـاركَ اللـهُ فيكمـا
إِلــى حاضـرِ القَرعَـاءِ ثُـمَّ دَعَـاني
مُتَيِّمتــــايَ حَلَّتــــا بشــــَقِيقَةٍ
مَنصـــِّفَةٍ بَيـــنَ اللِّــوى وقِــرَانِ
خَليلـىَّ كُفَّاالألسـُنَ العُـوجَ وَاعلمـا
مِـنَ العِلـمِ أَن لاَجُهـدَ بـي وَذَرَانـى
وإِنّــى تَــدَبَّرتُ الأُمُــورَ وَاعلمــا
بِنَفســىَ والفٍِتيَــانِ مُنــذُ زَمَــانِ
فلـم أُحـفِ باللَّومِ الرَّفيقَ ولَم أَجِد
خَلِيَّـــا ولاَذَا البَـــثِّ يَســـتَوِيَانِ
أَحَقًّـا عِبَـادَ اللـهِ أَن لَسـتُ مَاشِياً
بِمرحَـــابَ حتّـــى يُحشـــَرَ الثَّقَلاَنِ
ولاَ لاَهِيـاً يَومـاً إِلَـى اللَّيـلِ كُلِّـهِ
بِــبيضٍ لَطيفــاتِ الخُصــُورِ رَوانـى
يُمَنّينَنــا حتّــى تَزِيــغَ عُقُولُنَــا
ويَخلِطـــنَ مَطلاً ظـــاهِراً بلَيـــانِ
ومــا حُــبُّ أُمِّ الغَمــرِ إِلاّ ســَجِيَّةٌ
عليهــا بَرانـى اللـهُ ثُـمَّ طَـوَانِى
طَــوَانِى عَلًَــى حُــبٍّ لهــا وسـَجِيَّةٍ
أَجَــل وأُنــوفُ الكاشــحينَ عَـوَانِى
نَـذُودُ النُّفُـوسَ الحائماتِ عَنِ الهوى
إِذا كــان قَلبانــا بِنَــا يَـرِدَانِ
ذِيادَ الصَّوَادِى عَن قِرى الماءِ بَعدَما
مضــى والفَلا ســَبعٌ لَهــا وثَمــانِ
ولَــو أَنَّ أُمَّ الغَمـرِ اَمسـَت مُقيمـةً
بِتَثليــثَ أَو بــالخَطِّ خَــطِّ عُمــانِ
تَمَنَيَّــتُ اَنَّ اللــهَ جــامعُ بَينِنـا
بمـا شـَاءَ فـى الـدُّنيَا فَمُلتَقِيَـانِ
وكنّــا كَرِيمَــى مَعشـَرٍ حُـمَّ بينَنـا
تَصـــَافٍ فَصـــُنّاهُ بِحُســـنِ صــِوَانِ
ســَيَبقى ولا يَبلـى ويَخفـى ولا يُـرى
فَمــا عَلِمــوا مـن أَمرِنَـا بِبَيَـانِ
مِـنَ النَّـاسِ إنسـانانِ دَينى عليهما
مَلِيّــانِ لَــو شـاءا لَقَـد قَضـَيَانِى
خَليلــىَّ أَمّــا أُمُّ عَمــروٍ فمنهمـا
وأَمّـــا عَــنِ الأُخــرَى فَلاَ تَســَلاَنِى
مَنُوعـــانِ ظلاّمـــانِ لا يُنصــِفَانِنى
بِــدَلَّيهما وَالحُســنِ قَــد خَلَبـانِى
مِـنَ الـبيضِ نَجلاَ والعُيُـونِ غَـذَاهما
نَعيـــمٌ وعَيـــشٌ ضـــارِبٌ بِجِــرَانِ
يَظَلاّنِ حَتّــى يَحســِبَ النّــاسُ أَنّنـى
قُضــِيتُ ولاَ واللــهِ مَــا قَضــَيَانِى
أَفِــى كــلِّ يَـومٍ أَنـتَ رَامٍ بلادَهَـا
بِعَينَيـــنِ إِنســَاناهما بــالهَمَلاَنِ
إِذا اغرَورقَـت عَينَـايَ قَـالَ صَحابتى
لَقَــد أُولِعَــت عَينَــاكَ بــالهَمَلاَنِ
وإِن لَـم يُنـازِعنى رَفيقـاىَ ذِكرَهَـا
تَجَــوَّيتُ مِــن مِطــوَىَّ واجتَوَيــانى
أَطَعتُــكِ حَــتى أَبغَضــَتنى عَشـِيرتي
وأَقصــَى إِمَــامِي مَجلســِى وجَفـانِى
ورامَيـتُ فيـكِ النَّفـسَ حَتّى رَمَيتنِنى
مَـعَ النّابـلِ الحَـرّانِ حَيـثُ رَمَـانى
وأكـبرُ فَقـدٍ مِنـكِ قَـد رَاحَ أَو غَدَا
فَبَــــانَ بلا ذَنــــبٍ وَلاَ شــــَنآنِ
فَـــوَدّعتُهُ ثُــمَّ انصــَرَفتُ كــأنَّنى
ســُدىً لـم تُصـِبنى لَوعَـةُ الحَـدَثَانِ
لَعَلَّـكِ أَن يَبقـى لـكِ الـذَّنبُ عِنـدَهُ
فَتُجــــزَى بـــهِ إِن اُخِّـــرَ الأَجَلانِ
لَعَمـرُ أَبـي أَشـماءَ والنَّـأىُ يشتفى
لَقِـدماً أَرَى الهَجـرَ الطَّوِيـلَ شَفَانى
خَليلـىَّ مَكُنُـونُ الهـوى صـَدَع الحَشا
فكيــفَ بمَكنــونِ الهــوى تَرَيــانِ
بَـرَى الحـبُّ جِسمى غَيرَ جُثمانِ أَعظُمي
بَلِيـــنَ وإنّـــى نــاطِقٌ بِلســانِى
أَلاَ هَـــل أدُلُّ الـــوارِدَينِ عَشــِيَّةً
عَلَــى مَشــرَبٍ غَيــرِ الّـذِى يَـرِدَانِ
عَلَــى مَشـرَبٍ سـَهلِ الشـَّرِيعَةِ بـارِدٍ
هُــوَ المُســتَقَى لا حَيــثُ يَسـتَقِيانِ
فــإنَّ عَلَـى المـاءِ الّـذِى يَرِدَانِـهِ
غَرِيمـاً لَـوَانى الَّـدَّينَ مُنـذُ زُمَـانِ
لَطِيـفَ الحَشا عَبلَ الشَّوَى طَيِّبَ النَّثا
لــهُ عِلَــلٌ مــا تَنقَضــِى وَأَمـانى
لَـوَ أنّـى جُلِـدتُ الحَـدَّ فيـهِ صَبَرتُهُ
وَقُيِّــدتُ لــم أَملَـل مِـنَ الرَّسـَفانِ
فَمُــرّا فَقُــولاَ نحــنُ نطلُـبُ حاجـةً
وعُـــودَ فَقُـــولاَ نحــنُ مُنصــَرِفَانِ
لَئِن كَـانَ فى الهِجرانِ أَجرٌ لقَد مَضَى
لـىَ الأجـرُ فـى الهِجـرانِ يافَتَيَـانِ
فَـوَاللهِ مَـا أَدرِى أكـلُّ ذَوِى الهَوى
عَلَــى مــا بنـا أم نحـنُ مُتَلَيـانِ
وَإِنّــا لمشــهورانِ مُــؤتَمَرٌ بنــا
بُلقيــانِ مَــن لا نَشــتَهِى ظَفِــرَانِ
وَإِنّــا لَمِــن حَيَّيــنِ شـَتَّى وَإِنَّنـا
عَلَــى ذَاكَ مــا عِشــنَا لَمُلتَقِيـانِ
عبد الله بن عبيد الله بن أحمد، من بني عامر بن تيم الله، من خثعم، أبو السري، والدمينة أمه.شاعر بدوي، من أرق الناس شعراً، قل أن يرى مادحاً أو هاجياً، أكثر شعره الغزل والنسيب والفخر.كان العباس بن الأحنف يطرب ويترنح لشعره، واختار له أبو تمام في باب النسيب من ديوان الحماسة ستة مقاطيع.وهو من شعراء العصر الأموي، اغتاله مصعب بن عمرو السلولي، وهو عائد من الحج، في تبالة (بقرب بيشة للذاهب من الطائف) أو في سوق العبلاء (من أرض تبالة).له (ديوان شعر - ط) صغير.